تعلق الأفغان بأجنحتها.. ما قصة طائرة الإخلاء الأمريكية؟

كان مشهد الطائرة الأمريكية الضخمة، وعشرات الأفغان يتعلقون بأجنحتها، لإخلائهم في يوم الفزع من سيطرة طالبان الأحد، عنوان وسائل الإعلام.

فما قصة هذه الطائرة العملاقة، وكيف وصلت مطار كابول، في ذلك اليوم، وكيف استوعبت الطائرة العسكرية الأمريكية تكدس الأفغان الفارين من البلاد؟

قالت القوات الجوية الأمريكية إن الطائرة "C-17 Globemaster III" كانت قد هبطت في مطار كابول، لتسليم معدات لجهود الإجلاء.

وأشارت إلى أنه وقبل أن يتمكن الطاقم من تفريغ الحمولة كانت الطائرة محاطة بمئات المدنيين الأفغان، الذين قاموا بتثبيط المحيط الأمني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها طائرة من هذا النوع مثل تلك المهمة، ففي عام 2013، أخلت طائرة من طراز "سي-17" أيضًا 670 شخصا كانوا يهربون من إعصار في الفلبين.

ويوم الإثنين الماضي تهافت آلاف الأفغان على مطار كابول لمغادرة البلاد، ونشرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، توثق مشاهد فوضى عارمة في مدرج الطائرات، ومحاولة بعضهم التعلق بالطائرة العسكرية الأمريكية، فيما ظهرت لاحقا صورة لتكدس مئات الأشخاص على أرضية الطائرة العملاقة.


"سي-17" هي طائرة نقل عسكرية تكتيكية متعددة الخدمات يمكنها حمل معدات ضخمة وإمدادات وقوات مباشرة إلى المطارات الصغيرة الموجودة في تضاريس وعرة بأي مكان في العالم، وتتضمن أربع محركات، وذيلها على شكل حرف "تي".
وطبقًا لموقع شركة "بوينج"، يمكن للطائرة التعامل مع المسافات والوجهات والحمولات الثقيلة الضخمة في ظروف لا يمكن التنبؤ بها. وقامت بتسليم حمولات في كل عملية على مستوى العالم منذ التسعينيات.

وقامت الطائرة بأولى رحلاتها في 15 سبتمبر/أيلول عام 1991، وتم تسليم أول نموذج إنتاج لقاعدة تشارلستون الجوية، التي تعرف الآن باسم قاعدة تشارلستون المشتركة، ساوث كارولينا، في 14 يونيو/حزيران عام 1993، وأعلنت جاهزية أول سرب من الطائرات للعمل في 17 يناير/كانون الثاني عام 1995.

شراكة بوينج وسلاح الجو الأمريكي
وتشاركت بوينج مع القوات الجوية الأمريكية لإنتاج الطائرة "سي-17" منذ تسليم أول طائرة عام 1993. ومع التركيز على الأداء العالي بتكلفة معقولة، توفر "بوينج" خدمات الدعم اللوجتسي والصيانة لعملاء الطائرة العالميين في ثماني دول حليفة.

وتعتبر "سي-17" أكثر طائرة شحن مرونة لدخول حيز الجسر الجوي؛ وهي تتمتع بالقدرة على الإيصال الاستراتيجي السريع للقوات وجميع أنوع الحمولات إلى قواعد العمليات الرئيسية أو مباشرة إلى القواعد الأمامية بمناطق الانتشار.

ويمكن للطائرة أداء مهام النقل الجوي التكتيكي والإنزال الجوي، ويمكنها نقل المرضى خلال عمليات الإخلاء الطبي الجوي. و تعمل مرونة "سي-17" وأداؤها المتأصلين على تحسين قدرة نظام النقل الجوي الكلي على تلبية متطلبات النقل الجوي الأمريكية بجميع أنحاء العالم.

ويبلغ طول الطائرة "سي-17" 174 قدما (53 مترا) ويبلغ طول الجناحين 169 قدما و10 بوصات (51.75 متر).

وبسبب مواصفات تصميمها تكون قادرة على العمل داخل وخارج الممرات القصيرة والمطارات الوعرة وعلى متنها حمولة ضخمة.

ويتم تشغيل الطائرة من قبل طاقم مكون من ثلاثة أفراد (طيار، مساعد طيار ومسؤول تحميل)، وهو ما يقلل من متطلبات القوى العاملة، والتعرض للمخاطر، وتكاليف التشغيل طويلة الأجل.

وتبلغ أقصى حمولة للطائرة 77,519 كيلوجراما، ويبلغ إجمالي وزن الإقلاع 265,352 كيلوجراما.