فرصة نجاح وانقاذ الوطن
فخامة رئيس الوزراء المكلف د. عبد الله النسور اعانك الله على حمل ثقل امانة المسؤولية ، في هذا الوقت الحساس المضطرب والذي يشهد عملية مخاض عسيرة بين اركان العملية السياسية والمعارضة بمختلف اطيافها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار من علمانيين واسلاميين وما يمثله حراك العشائر الخارج من التأييد التقليدي الى المعارضة المسؤولة والواعية لحجم المخاطر التي تهدد اركان الدولة بل الوطن كافة بداية من امنه واستقراره السياسي وحجم التمثيل الشعبي المطالب بان يكون الشعب مصدر السلطات ، والاقتصادي المتدهور وضخامة المديونية وتكبيل الاردن باتفاقيات اقتصادية مجحفة .
والامن المجتمعي الاخذ بالتدهور والمتمثل بالمشاجرات العشائرية وما يحدث في الجامعات من عنف لم نشهد له مثيل والانفلات الامني والتطاول على القانون والذي انتهكه المسؤول قبل المواطن العادي في حقبة مظلمة غاب عنها الوعي وادراك خطورتها ممن تحمل امانة المسؤولية التنفيذية وكذلك المسؤولين التشريعيين واقتصار دورهم على تنفيذ اوامر الحكومات المتعاقبة والانصياع للآراء التي اضرت بالوطن والشعب.
وكذلك بالقيادة التي أخذت بتبديل خمسة حكومات باقل من عامين وحل مجلسين نيابيين دونما اكمال مدتهما وكله بسبب سوء ادارة الحكومات وضعف المجالس النيابية والتي طوت ملفات الفساد وشرعت قانون انتخابي ترفضه الغالبية من الشعب الاردني واحزابه، وكذلك قانون المطبوعات والنشر المتخلف والذي ان طبق سيعيدنا للأحكام العرفية بل اسوأ من ذلك .
دولة الرئيس يتطلع الشعب الاردني اليوم ويراهن بعضه بعضا على قدرة دولتكم على ادارة دفة الحكم الرشيد ،وانا ممن يراهنون على نجاحكم لما تتمتعون به من خبرة طويلة في مجال العمل السياسي والاقتصادي و.....والتشريعي وفي هذا المجال بالذات كنت نائب وطن عاركت حكومات متعاقبة وتلقيت عدة انتكاسات من رفاقك الذين ضربوا بمطالبكم عرض الحائط مما جعلكم تخرجون بخفي حنين انصياعا لرأي الاغلبية التي حطمت امالكم وأمال اخوانكم الذين جعلوا مصلحة الوطن العليا هدفهم الاسمى للخروج بالأردن من الوصول لحافة الانهيار.
ومن هنا وبحكمة القيادة التي ما ان ينزلق الوضع نحو الهاوية الا وتجدد المسيرة لإنقاذ الوطن ونقول لدولتكم ها هي الفرصة وصلتكم وتحتاج لعزيمة وقوة وجراءة بداية من اختيار الوزراء والذي نتمنى ونطالب بأن تجري مشاورات شاملة مع مختلف الوان الطيف السياسي وكسب تأييد المعارضة وقادتها للخروج بحكومة اقل ما تسمى حكومة انقاذ وطني لتحرف البوصلة الى مسارها الصحيح وبقدرتكم على تشكيل حكومة تكون لك حرية اختيارها وعدم فرض اي عنصر يشوهها سيكون الاختبار الاول في طريق نجاحكم .
والخطوة التي تليها بعد اداء القسم اخراج معتقلي الرأي ممن زجوهم بالسجون ، وعليكم البدء بقرارات سريعة بداية من مشكلة محكمة امن الدولة وتغول الاجهزة الامنية والمخابرات على القرارات الصائبة لتصحيح الامن ومنح القضاء مزيدا من الحرية لتكتمل استقلاليته ، وحل قضايا البورصة، والمالكين والمستأجرين ،وقانون الضمان الاجتماعي ، ومتقاعدي الفوسفات ومن هم على شاكلتهم بالوظائف الاخرى. واعادة هيكلة الرواتب ودمج المؤسسات المستقلة مع الوزارات وتوحيد الرواتب والوظائف ،وميزانية الجيش والأجهزة الامنية ويتبعها القضايا الداخلية حسب اهميتها ليشعر الشعب ان حكومتكم وطنية تنجز مهامها بكل ثقة وعدالة ولا تنتهج منهج الحكومات السابقة التي استفزت المواطنين باصرارها على قرارات تضر بالوطن مما جعل الحراك يستعيد عافيته ليحشد الالوف كما حصل بمسيرة انقاذ الوطن .
وبكل صراحة اذا استطاعة حكومتكم ثني الجبهة الوطنية للإصلاح والتي يقودها رجلا لا نزكيه على الله ونؤمن بتوجهاته وحرصه على الوطن دولة الرئيس احمد عبيدات والذي نرجو ان تحتل مشاورته النصيب الاكبر من قبلكم لأنه يمثل الغالبية في الشارع الاردني .
ويأتي بالمقام الثاني جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لحركة الاخوان المسلمين الركن الاساسي والاهم بين احزاب المعارضة فنجاحكم باحتواء هذين القطبين ستكونون قد ذللتم ثلثي العقبات وستكون مهمتكم سهلة امام التحديات .ويبقى امامكم اعادة تصحيح السياسة الخارجية لتكون متحررة من الضغوطات ورسم سياسة جديدة مع دول مجلس التعاون الخليجي لتبينوا لهم ان امنهم واستقرارهم مرهون بأمن واستقرار الاردن وان ادارة ظهورهم لوضع الاردن السياسي والاقتصادي سيجرهم لزعزعة امنهم واستقرارهم .
ويجب عليكم التعاطي بسياسة جديدة مع دول الربيع العربي بمصر وتونس وليبيا وتحديد سياستكم ازاء الازمة السورية وما ستحدثه من اثار على الوضع السياسي والاقتصادي الاردني وخاصة اننا نستضيف ما يقارب نصف مليون لا جيء ، يندس بينهم من يتربص بإثارة القلاقل داخل الوطن ،كما يجب ان تضعوا نصب اعينكم زيادة رواتب الجيش والاجهزة الامنية المختلفة والتي تأثرت مداخيلها الاقتصادية امام زيادة الاسعار وهم بحاجة للتفرغ لحماية حدود الوطن وحماية الداخل المتأثر بالحراك وهجرات النزوح العربي المتوالية من فلسطين للعراق ولبنان وسوريا، فمهمتهم عظيمة وبحاجة لاستقرار نفسي للتفرغ لمواجهة التحديات .
من هنا نبارك لدولتكم بثقة سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ونهنئكم بارتياح اغلبية الشعب الاردني لتسميتكم رئيسا للوزراء . الذي يتوق لاستلام السلطة رجلا مشهود له بالنزاهة وقوة الشخصية ومدركا لما يواجه الوطن من تحديات داخلية وخارجية .متمنين على دولتكم السير بمركب رجالات الاردن بقاماتهم العالية المتمثلة بشخصية وصفي وهزاع وحابس وعبد الحميد شرف رحمهم الله، ووفقكم الله وسدد على طريق الاصلاح والخير خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .