مشاهد وقصص من حريق "مستشفى كورونا" في كارثة العراق
لم ينس العراقيون بعد مشهد فاجعة مستشفى ابن الخطيب في بغداد، قبل أشهر، حتى جاءتهم فاجعة أخرى مشابهة، هزت البلاد بجسامتها.
ألسنة اللهب ذاتها تطل لتطارد مرضى فيروس كورونا المحتمين في مستشفى الحسين للعزل بمحافظة ذي قار، لتخلف عشرات القتلى الذين قضوا حرقا داخل المستشفى، نتيجة انفجار 3 أسطوانات أوكسجين، من بينهم كودار طبية وعناصر أمن.
حريق هائل استغرق إخماده ساعات طويلة، بينما هرع مئات المتطوعين لتقديم المساعدة لإنقاذ المرضى المحاصرين.
هول الفاجعة دفع السلطات المحلية بالمحافظة لإعلان حالة الطوارئ، بينما استدعت مديرية صحة ذي قار الأطباء المجازين للالتحاق بعملهم.
وأعلنت مديرية صحة ذي قار العراقية، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلى الحريق الذي نشب في مستشفى الإمام الحسين، المخصص لمرضى كورونا، إلى 83 قتيلا.
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالمشاهد المروعة، التي جسدت الكارثة الإنسانية التي شهدها العراق.
ومن بين اللقطات الكثيرة التي انتشرت لحريق المستشفى، أصبح البعض منها "رمزا" للكارثة.
رحيل الأم
من أبرز الفيديوهات التي انتشرت، تلك لشاب عراقي من الناصرية، وهو يتفقد الجثث المتفحمة، حتى يجد أمه بينها.
وصوّر أحد المواطنين انهيار الشاب عند عثوره على والدته بين الضحايا، ليصرخ "هذه أمي"، في مشهد وثق الكارثة بطريقة مؤلمة.
العظام
ومن الصور التي تداولها العراقيون، الثلاثاء، بقايا عظام أجساد بعض الضحايا، مما جسد جسامة الحريق، إذ اختفت معالم عدد كبير من الجثث.
بكاء رجل الأمن
ومن المشاهد المؤثرة للفاجعة، لقطة انهيار وبكاء رجل أمن عراقي، فقد اثنين من ذويه في الحريق، وفقا لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
العائلة الراحلة
ومن أبرز فواجع الكارثة، وفاة 6 أفراد من عائلة واحدة، في الحريق، وهي القصة التي تداولها عدد كبير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهرت فيديوهات عملية نقل الجثث الست من عائلة "راشد"، بسيارات، إلى مقبرة في الناصرية.
رد الفعل الحكومي
رد الفعل الحكومي تمثل باجتماع طارئ عقده رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية.
اجتماع تمخض عنه عدد من القرارات، منها إقالة مدير صحة ذي قار ومدير مستشفى الحسين ومدير الدفاع المدني، وإخضاعهم للتحقيق وإعلان الحداد الوطني على الضحايا.
كما قرر رئيس الوزراء العراقي، تشكيل لجنة تحقيق حكومية للوقوف على أسباب حريق مستشفى الحسين، والتي يرجح ناشطون أنها نتيجة الإهمال المرتبط بالفساد المستشري في كافة مؤسسات البلاد.