عائلة أمريكية تحقق ثروة عبر بيع "مشروب سحري" قاتل
تمكنت عائلة أمريكية من تحقيق عوائد كبيرة، من خلال مشروب سحري، ادعت أنه يعالج أمراض مستعصية، مثل السرطان وألزهايمر، تحت غطاء ديني.
وكان مارك غرينون، قد تنبأ بانتهاء عملية عائلته قبل يوم من إلقاء القبض على اثنين من أبنائه، بحسب وكالة "بلومبيرغ".
وفي صباح الثامن من يوليو العام الماضي، استيقظ سكان برادنتون، في ولاية فلوريدا، على صوت مروحيات الشرطة في سماء المنطقة، ومركبات فريق من القوات الخاصة الذين كانوا يترجلون من عرباتهم المدرعة، ليداهموا مقر كنيسة "جينيسيس للصحة والشفاء" التي كانت أيضا منزل العائلة، حيث تم القبض على جوردان وجوناثان.
وكان غرينون، الذي نصب نفسه رئيس أساقفة الكنيسة، مطلوبا أيضا من قبل مكتب التحقيقات الجنائية التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، جنبًا إلى جنب مع أبنائه الثمانية الذين كانوا قد فروا مع مارك نفسه إلى كولومبيا قبل أسابيع.
فلأكثر من عقد من الزمان، تضاعفت ثروة عائلة غرينون من خلال بيع مشروب "سري"، عرف باسم "المشروب المعجزة"، حيث زعموا أنه يعالج أمراضا مثل ألزهايمر والسرطان، لكنه في الحقيقة لا يحوي أي قيمة طبية على الإطلاق، بل قد يكون مميتا، وفقا لما نقلته الوكالة.
واشترى هذا المشروب، الآلاف من الناس، للاستحمام أو الرش أو للشرب، من أجل حلمهم بالشفاء.
وداخل مستودع للصلب في ممتلكات الكنيسة، صادر "طاقم المواد الخطرة"، أكثر من 50 غالونا من حمض الهيدروكلوريك وثمانية آلاف و300 رطل من كلوريد الصوديوم، والتي يمكن دمجها لصنع ثاني أكسيد الكلور.
ووضع محققو إدارة الغذاء والدواء ملصقات كتب عليها "1496" على البراميل البلاستيكية الزرقاء من كلوريد الصوديوم، ما يشير إلى تصنيفها مادة كيميائية مسببة للتآكل، لدرجة أنها يمكن أن تحرق ثقباً في الحلق، وتثقب المعدة، وتسبب العمى.
فعند تناوله، يمكن أن يسبب ثاني أكسيد الكلور ضررا لا يمكن إصلاحه في الجهاز التنفسي والأعضاء الحيوية الأخرى.
وفي عام 2019، حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الأمريكيين من التأثر بهذه الدعاية لتناول هذه المواد، مشيرة إلى وجود أكثر من 16 ألف حالة تسمم بثاني أكسيد الكلور في الولايات المتحدة في السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك 2500 حالة لأطفال دون سن الـ12 عامًا.
وبعد شهر من مداهمة فلوريدا، في يوليو العام الماضي، ألقت نخبة من قوات الأمن الكولومبية القبض على مارك غرينون، في مدينة سانتا مارتا الساحلية.
وتم اتهام مارك غرينون وثلاثة من أبنائه بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة، والتآمر لخرق القانون الفيدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل، وكذلك لانتهاك أمر سابق بوقف بيع هذه المواد.
وقبل الوباء، كانت العائلة تكسب حوالي 30 ألف دولار شهريا من بيع هذه المواد للمشترين الذين كانوا أحيانًا مرضى أو على مشارف الموت، على أساس افتراض خاطئ بأن ثاني أكسيد الكلور يمكن أن يقضي على 95 في المئة من الأمراض المعروفة.
بعد تفشي فيروس كورونا، ادعى مارك أن ثاني أكسيد الكلور يمكن أن يعالج مرض كوفيد-19، فتضاعفت المبيعات ثلاث مرات بين عشية وضحاها تقريبا، خاصة عندما تكهن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بأن المطهرات المحقونة قد تقتل الفيروس.
ووفقا للسجلات المصرفية التي استعرضتها إدارة الغذاء والدواء، فقد كانت الأسرة في طريقها لبيع ما تزيد قيمته على المليون دولار من هذه المواد عام 2020، حتى تم القبض على مارك وأبنائه كجزء من مهمة الوكالة للتصدي للمستفيدين الذين يروجون للأدوية المشبوهة ويبيعونها.
وإذا ثبتت إدانة آل غرينون، فقد يواجه أفراد الأسرة عقوبة السجن مدى الحياة.
وفي برنامج إذاعي، تم تسجيله في صباح يوم اعتقال أبنائه في فلوريدا، تخيل غرينون مصيرا أكثر خطورة من القبض عليه وعلى عائلته، لكنه استمتع أيضًا بفكرة أن شبكة الكنيسة الدولية لموزعي هذه الأدوية المشبوهة ستواصل عمل العائلة.
وقال: "إذا قتلونا، فإن لدينا الكثير من الأشخاص المدربين في جميع أنحاء العالم الآن في 145 دولة"، مضيفا أنه "ربما يكون هذا هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لنا. هذا لن يتوقف".