لجنة خدمات لمخيم اربد أم لجنة لدعم جمعيات وأهداف !!!
فرحنا كثيرا وهللنا طويلا بإعادة تشكيل لجنة خدمات مخيم اربد ، خاصة عندما وضع على رأسها أحد أبناء مخيم اربد ممن يفترض أنه ممن يسكنون حواريه ويتمشون بشوارعه ، ويمتاز بصفات القيادة والإدارة التي لا بد توافرها لرئيس يقود اللجنة لبر الأمان .
كان أهل المخيم وحتى قبيل نجاحه بنقل اللجنة لإبط جمعية الفارق مع الاحترام للقائمين عليها وأعمالها ، يعتقدون أنّ رئيس اللجنة وكما أخلص للجمعيات الكثيرة والمتعددة الأغراض والأهداف التي هو عضو فيها أو يرأسها ونجح بإدارتها ، سيكون خادما لمخيمه ولأهل المخيم وفاعلا في لجنة خدماته التي غيبت كثيرا عن العمل الاجتماعي والحضور الوطني فيه ، والذي اختاره من اختاره لاعتقاده لإمكانية نجاحه بإدارة لجنة الخدمات في مخيم اربد ، لخبرته بإدارة مثل هذه الأعمال التطوعية والخدمية ، أو ورشحه من رشحه لتلك المواصفات التي يمتلكها كما الكثيرين من أبناء المخيم ، ولكن اللذين لا يحملون مثله سبع بطيخات بيد واحدة .
من أفدح أخطاء هذا الرئيس هو غيابه اليومي عن قيادة لجنة الخدمات والموظفين فيها مما كاد أن يحدث تسيب وظيفي وبالخدمات لولا شعور الموظفين أنفسهم بروح المسؤولية ، ودوام بعض أعضاء اللجنة الاستشارية اليومي في اللجنة ، فهو دائم الغياب عن اللجنة حتى قد لا يحضر إليها لمباشرة وتنفيذ ومتابعة مهماته المنصوص عليها لمدة أسبوع كامل دون عذر أو إنابة أو تكليف بالمهمات لغيره أو لنائبه هذا إن كان ممن يعينون أو يعترفون بمهام نائب الرئيس أو يعترفون بضروريات وجود هذا المنصب ، بل الاكتفاء بنصف يوميا أو أقل أثناء مروره باتجاه جمعية لتوقيع صادر أو أوامر صرف ، أو بقيادة اللجنة بالهاتف عدا يوم السبت يوم العطلة الأسبوعية التي فيها يلتقي الشمل لمدة لساعة أو أكثر لمتابعة ما قام به الزملاء أو استمعوا له أو لاجتماع دوري قد يخلوا جدول أعمالة من ـــ متابعة قرارات الاجتماعات السابقة ـــ ، أو قيادتها وبشكل أدق بالإشارة لمن يهمه الأمر من أعضاء أو من موظفين بتنفيذ الطلبات أو تنفيذ الأوامر وتوقيع شيكات الصرف تحت حجة أنا في عمان ... أنا في جمعية الفاروق ... أنا مش فاضي اليوم عندي اجتماع بجمعية كذا ... أعذروني فأنا عندي أشغال ... وهكذا .
ومن أهم أخطائه التي تسجل عليه لا له ، محاولته الدائمة والمتواصلة لجعل لجنة الخدمات جزءا من عمليات جمعية الفاروق التي لا بد تشكر على أعمالها المتميزة في ساحة اربد ، فرغم أنّ مبنى لجنة الخدمات به صالة تتسع لأكثر من خمسين شخصا إلا أنه أصر باحتفاله الأخير سحب اللجنة للجمعية لغاية في نفس يعقوب ، وإصراره وبكل الأساليب والطرق عمل الحفل الذي وزعت به هدايا مالية على مؤسسات العمل الوطني دون وجه حق رغم أنّ الحضور لم يتجاوز الثلاثين مدعوا في صالة الجمعية وليس في قاعة اللجنة ، مما أثار حفيظة مؤسسات المجتمع المدني الأخرى داخل المخيم أو خارجه المجاورة كما جمعية الفاروق وحفيظة المدعوين ، وأكثر حفيظة جمهور المخيم الحاضر الغائب الذي يعرف الأخطاء التي يرتكبها بحقه كثيرين ، ولكن المغيب تماما عن حضور الاحتفالات والمهرجانات بسبب تجاهل هذه القيادات المدنية وإدارة ظهرها له .
فمن أبلغه أو قال له أن جميع الخدمات داخل المخيم وافية وأنه لا يحتاج لجديدة أو ناقصة ، حتى يقوم بتوزيع مبالغ مالية على بعض مؤسسات المجتمع المدني التي استفادت من مكرمته أخيرا بقرار انفرادي ودون الرجوع لبقية أعضاء اللجنة اللذين لا وجود لهم فيها إلا للشيخة أو المخترة أو للوجاهة ، ولا يتابعون برنامج عمل كما هو متعارف أو يسجلون موافقة أو تحفظات عليه ، وحتى أنّ بعضهم لا تدخل رجليه مبني اللجنة إلا بموعد الاجتماع الأسبوعي وأحيانا بعد المرة الثانية حتى لا يطرد بعد الثالثة .
ألم يكن من الأجدر للجنة الخدمات أن تقوم هي بترقيع ما أكلت منه المياه أو عجلات السيارات أو تخريب الحفريات بالطرقات الرئيسية داخل المخيم ، بتكلفة قد لا تزيد عن المبلغ المخصص كهدية لجمعية الفاروق التي هي بغنى عنها لوفرة مصادرها المالية ، بدل من قيام شخص بتنفيذ ذلك مشكورا سواء على نفقته الخاصة أو على نفقة بلدية اربد والتي بالحقيقة هي غير مقصرة بتقديم ما يطلب منها بحدود الإمكانات والصلاحيات للمخيم ، علما أن بعض الحفر وخاصة التي في مدخل المخيم أكل الدهر عليها وشرب ، وألحقت الأذي بالمارة والسيارات قبل الإصلاحات الأخيرة .
أولم يكن الأجدر بدل الطلب من التجار بشارع الحسبة القيام بتجميع النفايات أمام محلاتهم التجارية أو بجانب عرباتهم لحين قيام العمال باليوم التالي لإخراجها بعد أن تكون رائحتها قد أنتنت وآذت الأنوف ، أن تقوم اللجنة هي بشراء حاويات صغيرة مغلقة كهدية للتجار الحسبة اللذين قد لا يربحون بنهاية يومهم الشاق مصاريف يومهم لحين حضور الكابسة ليضعوها بأماكن متفق عليها وهو بالمقدور ، بدل صرف هبة أو هدية أو مساعدة إدارية للجنة الزكاة مثلا وهي التي يصلها الكثير من ميسورين ، وبالتأكيد التي لا تحتاج لمثل هذا المبلغ وستكون سعيدة لو صرف لغاياته الإصلاحية والتحسينية في المخيم .
إلا يحتاج المخيم وبكل ليلة لرش المبيدات لإبعاد الحشرات أو قتلها كما كل أحياء إربد بدل مرة واحدة قام بها شخص لم يكررها ما دام هدفه المرسوم أو المستهدف تحقق ، أو زراعة أشجار خضراء بمناطق معينة في المخيم ، أو على جنبات بعض الطرق فيه والتي فيها الإمكانية الاستيعابية لذلك ، كما كل بقع الله في الأردن الجميل ، وتنظيم السير فيها وفق القانون وتسمية الشوارع الرئيسية التي باتت كلها تحت اسم واحد وللأسف هو ( شارع الدكاترة ) ، مع احترامنا ( للدكاترة ) ، لكن بتاريخنا الطويل أسماء إسلامية ووطنية وعناوين معارك خالدة ومدن تاريخية شهيرة تستحق أن تطلق هي على شوارعنا لنعرف ماض تليد ونتغنى به ونعمل لمثله ، أو دهان أطاريف الشوارع مع كل طلة ربيع لتجميلها كما كل شوارع الناس اللي الله عاطيها ، أو بناء جوانب منخفضة عن بنية الشوارع الرئيسية وهو المهم لسلامة الناس لتستوعب فيضانات الأربعاء خاصة ، كما الشوارع المحيطة بحي الحسبة المركزية والجامع الكبير في وسط اربد ، أو عمل بوابات وأقواس على مداخل المخيم الرئيسية لتضفي جمالا وتعكس روح وفاء بالمخيم من المخيم للأردن العظيم ، وهو المشروع الذي كان بإمكان اللجنة تنفيذه بمبالغ صرفت لنادي الجليل مثلا الذي نعرف أنه يحتاج لدعم كبير وكثير ولكن من المسئولين عنه وليس على حساب مشاريع يحتاجها المخيم .
وغيض من فيض ومن سلسلة أخطاء يرتكبها كل من يفتقد للإدارة الحقيقية أو القيادة الهادفة لخدمة الوطن ولتذليل المشاكل والخلافات أو من لا يعرف تطبيقاتها أو يعتقد بعدم أهميتها لظنه بمستوى غيره ، هو إدارة ظهر لجنة الخدمات للجنة الاستشارية مع أهميتها ودورها المحوري الهام بمتابعة أعمالها وتقديم البرامج التنفيذية لها ، والتي هي مرجعيتها الأولى قبل الدوائر المختصة التي يعتقد رئيسها أنها هي فقط من يخضع لها ، والتي مثالها عدم دعوة اللجنة الاستشارية لحضور افتتاح لجنة زكاة مخيم اربد أو حتى عدم اشتراط قبوله لدعوة لجنة الزكاة إن لم يتم دعوة اللجنة الاستشارية والتي يرأسها شيخ له أهميته وحضوره ودوره القيادي والمجتمعي في المخيم ، وليكن ذلك من باب التكامل واحترام بنية اللجنة بجناحيها التنفيذي والاستشاري إن لم يكن من باب الاعتراف بالآخر ودوره ، وحتى اكتفاءه راغبا وليس مرغما بتمثيل لجنته المغيبة بحضوره الشخصي فقط بالاحتفال .
أما لو سألت الصغير قبل الكبير هم سر غضبهم من لجنة تحسين مخيم اربد ، لكانت إجابتهم واحدة ، نحن لا نريد منها المعجزات ، نريد منها فقط القيام بواجباتها تجاهنا ، فكثيرا ما تفيض مجاري المخيم فينطلق الناس للجنة لطلب مساعدتها فما يكون جواب رئيسها أو أعضائها ( ما لنا طاقة بمساعدتكم ، فهذه الخدمة ليست بجدول أعمالنا ولا من صميم وظيفتنا الخدمية ) ، اتصلوا انتم بالشكاوي نجمة ورقم وشباك أو اتركوا رسالة لفتح المجاري ، فصحة أطفالكم تعنيكم وحدكم ورائحة المجاري لا تزكم أنوفنا .
إنها سلسلة من الأخطاء التي لا يحتاج المخيم لأكثر منها بل هو لا يحتاجها إطلاقا لإبقائه بدائرة الحب والألفة والمحبة والتفاعلية الإيجابية ، وهي الأخطاء القاتلة جميعها وأكثر منها والتي عانت منها اللجنة السابقة وكانت كافية لإنهاء خدماتها وإعفاء رئيسها من منصبه .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com