مصري يتوقع وفاته قبل موته وودع زوجته
سيطرت حالة من الصدمة على أهاليقرية الحميدية الجديدة بنطاق مركز الفيوم، بعدما توفي الشيخ مصطفى كمال علي عثمان، عقب أداء صلاة العشاء إمامًا لأهالي القرية.
وحضر الراحل إلى القرية ليُلقي خطبة صلاة الجمعة والتي تحدث خلالها عن «الصبر والموت»، ثم كان إماماً للناس في صلاة العصر والمغرب وقبل أن يُصلي العشاء اتصل بزوجته ليودعها وأخبرها أنّهم سيصلون عليه غدًا، ثم دخل إلى المسجد وصلى بالناس إماماً، وعقب انتهاءهم من الصلاة، توجه إلى عمدة القرية لينهي إجراءات تبرعه لبناء مسجد فسقط مغشياً عليه.
وقال محمد العجمي أحد أهالي قرية الحميدية الجديدة بمحافظة الفيوم، في تصريحات صحفية أنّ الشيخ مصطفى يأتي إلى القرية كل جمعة ليلقي خطبة الجمعة، ويصلي بالناس الفروض الخمس، خصوصاً أنّه يسكن في مدينة الفيوم، موضحاً أنّه حضر بالأمس وألقى خطبة الجمعة عن «الصبر والموت»، ثم صلى بهم العصر والمغرب والعشاء، وعقب الانتهاء من أداء صلاة العشاء كان متوجهاً إلى عمدة القرية لإنهاء إجراءات تبرعه ببناء مسجد على نفقته الخاصة على قطعة أرض تبرع بها أيضاً، ولكنه سقط مغشياً عليه وحاولوا إفاقته ولكنهم فوجئوا بوفاته.
وقال أحمد رياض عمران، شقيق زوجة إمام المسجد الراحل، أنّ زوج شقيقته كان يلقي خطبة الجمعة في مسجد الحميدية الجديدة، وكانت زوجته تذهب بصحبته كل جمعة لكنه رفض حضورها معه هذا اليوم، لتجلس برفقة أبنائها الثلاثة الذين يخضعون لامتحانات خلال الفترة الحالية لكونهم طلاباً في كلية الطب.
وأوضح أنّ شقيقته فوجئت بزوجها يتصل بها قبل صلاة العشاء ويخبرها ألا تنتظر عودته وأن تستعد لتشييع جنازته في اليوم الثاني، فتشاجرت معه وأخبرته ألا يكرر ذلك الكلام مرة أخرى، وفوجئت بعد صلاة العشاء باتصال هاتفي يبلغها بوفاة زوجها عقب قيامه بأداء صلاة العشاء إماماً بالمصلين، وخلال اتفاقه مع عمدة القرية على التبرع بأموال لبناء مسجد على الأرض التي تبرع بها، رافضاً جمع أي تبرعات من أي شخص لبناء المسجد.
وشيّع أهالي قرية الحميدية جنازة الشيخ مصطفى كمال، في مشهد جنائزي مهيب، بحضور أهالي القرية والقرى المجاورة إلى مثواه الأخير، داعين له بالرحمة والمغفرة.