بريطاني تحدى المرض وتحول إلى ملياردير
ألهم مرض مزمن، شاب بريطاني إلى فتح شركة، باتت تقدر قيمتها السوقية الآن أكثر من 4 مليارات جنيه استرليني (5.6 مليار دولار).
وذكرت شبكة "بي بي سي" أن الشاب جوني بوافارات، أسس منصة "هوبين" لعقد المؤتمرات الافتراضية، وحوّلها لاحقا إلى شركة يعمل فيها نحو 500 موظف.
وبرغم ذلك، لا تزال الشركة دون مقر رئيسي لها، إذ يعمل موظفوها من منازلهم، ومن أماكن أخرى.
أقنع الشاب البالغ من العمر 27 عاما، عدة مستثمرين بضخ ما قيمته 400 مليون دولار في شركته قبل مدة، وهو ما عزّز من وجودها في السوق.
واللافت أن الشركة في العام 2019 لم يكن فيها سوى 6 موظفين مع بوافارات، بيد أنها استضافت 80 ألف حدث في العام 2020 ما دفعها لتوظيف المئات.
قصة المرض
بوفارات ذو الأصول اللبنانية، استلهم فكرة إنشاء شركته من المرض، إذ سافر مع صديقته حول جنوب شرق آسيا في عام 2015، بعد حصوله على شهادة في الهندسة الميكانيكية من جامعة مانشستر.
لكنه أصيب بعدوى خلال الرحلة جعلته يعاني من نقص المناعة. وعندما عاد إلى لندن، ظل طريح الفراش لعدة أشهر.
يتذكر بوفارات ما حدث قائلا: "لقد جعلني ذلك شخصا مختلفا. لم أتمكن من مغادرة منزلي، وكنت أتقيأ وأعاني من إرهاق شديد للغاية. وبعد أكثر من عام، كنت أشعر بأنني قريب من الموت، ولم أكن أشعر بأنني أستطيع الاستمرار في العيش بهذه الطريقة".
نجح بوفارات في السيطرة على حالته الصحية من خلال تعديل نظامه الغذائي.
وشعر بوفارات أنه قادر على التواصل الاجتماعي إلى حد ما عبر الإنترنت - بفضل وسائل التواصل الاجتماعي ويوتيوب - لكنه شعر بأن حياته المهنية في خطر شديد. لقد كان يعمل لحسابه الخاص على شبكة الإنترنت لكي يوفر احتياجاته المالية، لكنه كان يشعر بالضيق.
وكان حضور الندوات عبر الإنترنت ومؤتمرات الفيديو أحد الأشياء التي يمكن أن يفعلها بنجاح، بينما كان لا يزال في فراشه، لكنه وجد أنه لا يمكنه مقابلة الناس وإجراء اتصالات جديدة، وكانت هذه هي مفتاح التقدم الذي أحرزه بعد ذلك.
يتذكر بوفارات ما حدث قائلا: "قد يكون هناك 1000 شخص في الندوة عبر الإنترنت، لكن من يتحدث هما شخصان فقط، ولا يمكنك حتى رؤية من كان يشاهد الندوة معك".
وكان الحل الذي قدمه بوفارات هو الإصدار الأول من تطبيق "هوبين"، الذي جرى تصميمه ليكون تجربة تفاعلية تسمح للمشاركين بالتواصل مع الحاضرين الآخرين، من خلال الرسائل وغرف التواصل الأخرى عبر الإنترنت.
وبمرور الوقت، تمكن بوفارات من تحسين حالته الصحية من خلال تجربة أنظمة غذائية مختلفة.
يقول عن ذلك: "إذا نظرت إلى الوراء الآن، فإنني أدرك أن المرض منحني حياة ثانية، وجعلني أتعامل مع العالم على أنه كيان أصغر".
وفي عام 2019، شعر أخيرًا أنه في حالة جيدة بما يكفي لإطلاق المشروع الذي بدأه أثناء فترة مرضه.
لكنه بالتأكيد لم يكن يعلم أن وباء عالميا كفيروس كورونا هو الذي سيؤدي إلى نجاح مشروعه على هذا النطاق الواسع.