كبلت بالسلاسل حتى قضت.. صورة طفلة تهز العالم
صورة يتيمة لطفلة سورية مكبلة بالسلاسل انتشرت كالنار في الهشيم مؤخرا، حتى وصلت قصتها إلى بقاع الأرض، وشغلت وسائل اعلام عالمية، منها النيويورك تايمز قبل يومين، لتلقي الضوء على مأساة العديد من الاطفال السوريين في مخيمات اللجوء.
بدأت القصة من مخيم فرج الله شمال بلدة كللي في إدلب، قبل أسابيع، حيث كانت تعيش الطفلة "نهلة العثمان" مع شقيقاتها الخمسة قبل أن تتوفى.
وأشعل موتها موجة غضب على مواقع التواصل، بعد أن اتهم والدها بسجنها في قفص، وتكبيلها بسلاسل معدنية.
كما أحدثت وفاتها ضجّة لدى الرأي العام المحلي والخارجي بسبب انتشار صورتها مؤخرا، وهي مكبّلة بالسلاسل، ما أدى إلى توقيف الأب وإخضاعه للتحقيقات لأسبوعين.
تعاني من أمراض عصبية
في المقابل، نفى الأب عصام العثمان الذي خرج من السجن منذ يومين لـ"العربية.نت" "الروايات المتداولة حول تعذيب طفلته وتجويعها. وقال "نهلة كانت تعاني من أمراض عصبية فضلاً عن تقرحات جلدية وتخلخل في العظام والداء الفقاعي".
كما أضاف "قبل يوم من وفاتها في 6 مايو الفائت تناولت نهلة كمية كبيرة من الطعام فبدأت تتقيأ وصباح اليوم التالي اصطحبتها شقيقتها الكبرى إلى عيادة الطبيب في مستشفى "الأممي" القريبة فخضعت للعلاج وطلب منّا مراقبتها." وتابع:" بعد ساعتين حاولنا إطعامها كما أمرنا الطبيب، لكنها تشردقت بالطعام وحاولنا إسعافها سريعاً ونقلها إلى المستشفى مجدداً، حيث أُبلغنا أن رئتيها توقّفتا ما يستوجب نقلها فوراً إلى تركيا للمعالجة".
إلا أن الموت كان أسرع، فتوفيت الصغيرة الشقراء بعد نصف ساعة لتنتهي بذلك رحلة السنوات الستة التي عاشتها وهي تُعاني من أمراض عديدة.
أما عن قصة القفص الحديدي الذي وضعها فيه داخل الخيمة التي يقيم فيها مع زوجته بعد طلاق والدتها ولا تغادره إلا مكبّلة، فلم ينفِ الوالد وجوده، لكنه أوضح "أنه أحضره قبل خمسة أيام من ولادة ابنه من زوجته الثانية، وأصبح مسكناً لنهلة من أجل تقييد حركتها أثناء الليل عندما تُصيبها نوبة عصبية، لأن سكان المخيم اشتكوا من تجوّلها عارية".
يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الانسان كان أفاد سابقا بأن الطفلة المتحدرة من أبناء بلدة كفرسجنة بريف إدلب، توفيت بعد معاناتها من قلّة الطعام، وتعنيفها من قبل والدها وتكبيلها وسجنها في قفص ما أدى لإصابتها بالتهاب في الكبد، وأمراض أخرى بعد تجويعها، لتفارق الحياة بعد إسعافها إلى إحدى مشافي المنطقة.
اتهام طليقته
لكن الأب أكد أنه بريء، متهما طليقته بالتورّط في الحملة الإعلامية التي شُنّت ضده بسبب وفاة نهلة، فهي على حدّ قوله "تدّعي الأكاذيب وذهبت إلى تركيا منذ أربع سنوات وهي لا تزال على إسمي تاركةً وراءها ثمانية أطفال".
كما أضاف "لا يجوز لوم الرجل في كل حادثة تحصل مع أحد أبنائه، فالأم تُخطئ أيضاً وهو ما حصل معي، وأطلب اتّخاذ الإجراءات اللازمة بحقها لأنها مسؤولة عمّا حصل معي ومع أولادي الذين ترفض إبقاءهم معها".