لعبة "تنبأت" بهجمات 11 سبتمبر وانتخاب ترمب وكورونا واقتحام الكابيتول
تواصل لعبة ورق مطبوعة تجمع عدداً من اللاعبين وطُرحت للمرة الأولى في عام 1994 جذب الاهتمام والقلق عبر شبكات الإنترنت بسبب قدرتها الغريبة على "التنبّؤ" بالأحداث العالمية الكبرى بدءاً من هجمات 11 سبتمبر إلى انتخاب دونالد ترمب مروراً بجائحة كورونا وصولاً إلى أحداث الكابيتول التي حصلت في 6 يناير (كانون الثاني) من العام الحالي.
إنها لعبة إيلوميناتي: نظام عالمي جديد Illuminati: New World Order التي طرحتها شركة ألعاب ستيف جاكسون وتصوّر اللاعب على أنه سيد أعظم يتلاعب بالدمى ويسعى للهيمنة على العالم بالنيابة عن المجتمع السري الخرافي الذي يختاره. وتقدّم اللعبة خياراً من بين الإيلوميناتي البافاري Bavarian Illuminati والمجتمع الخلافي أو ديسكورد Discordian Society والأجسام الطائرة المجهولة UFO وخدّام كتولهو Servants of Cthulho ومثلث برمودا Bermuda Triangle وأقزام زيوريخ Gnomes of Zurich.
ويتمحور هدف "الإيلوميناتي" – التي انبثقت من لعبة الطاولة التي أطلقتها الشركة نفسها في عام 1982 والتي استوحيت بدورها من الروايات الخرافية The Illuminatis! Trilogy (1975) من تأليف روبرت شيا وروبرت أنتون ويلسون – حول تطوير هيكلية سلطوية وتعزيزها والتي يمكن من خلالها حكم الكوكب عبر ظلال ظلامية بالنيابة عن النظام الذي تختاره، والتلاعب بالمجتمع وتوجيه ضربات مروعة لأخصامك لاستبعادهم أثناء السير في اللعبة.
وكتب شيا في مقدمة دفتر شروط وأصول اللعبة الأصلية أنه "ربما يكون المتنورون وراء هذه اللعبة. لا بد أنهم كذلك، بل هم بشكلٍ بديهي وراء كل شيء".
وفي حين كان اهتمام اللعبة بمواضيع المؤامرة العالمية العميقة سابقاً لعصره على نحو واضح للعيان، إذ توقعت عصر الخداع والمزاعم الوهمية لتزوير الانتخابات. ومجموعة نظرية المؤامرة في أميركا المعروفة باسم "كيو آنون "Qanon ومناهضي التلقيح وجنون الجيل الخامس 5G والترهات المستعرة المرتبطة بالتطبيقات على غرار "تلغرام" Telegram، شكّلت أوراق 2000AD وهي رسومات تحاكي أسلوب أوراق التارو على البطاقات، مصدر دهشة فعلية.
فعلى سبيل المثل، تُظهر ورقة Terrorist Nuke في لعبة إيلوميناتي انفجاراً في وسط ناطحة سحاب في مشهدٍ يشبه من دون أي لبسٍ الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وتظهر ورقة أخرى انفجار قنبلة في البنتاغون، فيما رُسم على أخرى سياج من الأسلاك الشائكة حول البيت الأبيض تحمي الرئيس من شغب مدني وهو مشهد تجسد الصيف الماضي خلال التظاهرات الداعمة لحملة "حياة السود مهمة" Black Lives Matter في ميدان لافاييت.
بطاقة القائد الكاريزماتي ويظهر عليها زعيم ديماغوجي ذات شعرٍ أشقر يتوجه إلى حشد من أنصاره في ما يشبه التوقعات الغريبة لصعود رجل الأعمال (ترمب) وشخصية تلفزيون الواقع إلى مركز السلطة (أمازون.كوم)
وفي سياق الحديث عن ترمب، هنالك ورقة بعنوان "Charismatic Leader" أو القائد الكاريزماتي ويظهر عليها زعيم ديماغوجي [غوغائي] ذات شعرٍ أشقر يتوجه إلى حشد من أنصاره في ما يشبه التوقعات الغريبة لصعود رجل الأعمال وشخصية تلفزيون الواقع إلى مركز السلطة، والمفارقة المضحكة أنه كان متعهداً ومديراً لكازينو أتلانتيك سيتي المفلس وقت طرح اللعبة ولم يتوقع أحد البتة أن يؤخذ هذا الشخص على محمل الجد في وقتٍ لاحق.
وظهرت هيلاري كلينتون على ورقة، وأل غور يحتضن شجرة على ورقة أخرى (بصفتهما السيدة الأولى ونائب الرئيسة آنذاك)، وثمة ورقة عليها الديكتاتور العراقي صدام حسين أيضاً فضلاً عن ورقةٍ رهيبة تتوقع ظهور حركة الصواب السياسي المتشدد والتي أصبحت حالياً بمثابة "فزاعة" تستخدمها قنوات "فوكس نيوز" باستمرار وتجسد رجلين مشنوقين يحملان لافتاتٍ تعلن الجرائم التي ارتكباها وقد كُتب على إحداها "استخدم ضميراً مجرداً من الإحساس" وكُتب على الأخرى "أكل لحم حيواناتٍ نافقة".
ومن بين الأوراق الأخرى، نجد March on Washington (مسيرة في واشنطن) وMarket Manipulation (تلاعب بالأسواق) في تصويرٍ لانهيار بورصة وول ستريت وورقة Plague of Demons التي تظهر انتشاراً للشياطين في العاصمة واشنطن لإرساء سباقٍ على أوراق ملكة القلوب Q Hearts.