عَاجِلْ جِدَّاً .. حَتَّى لاَ تَكُوُنَ جُمْعَةٍ سَوْدَاءْ !!!



ما أجمل أن نستيقظ باكراً على صوت العصافير ، والإحساس بقطرات الندى العذبة على أوراق الأشجار ، وما أجمل أن نرى شروق الشمس وهي تبزغ رويداً رويدا من وراء قمم الجبال ، والشعور الجميل بهذا اليوم الجديد والذي يبعث من خلال لحظاته الأولى النشوة في النفس لأن تجدد نشاطها غارزة الأمل الجميل بالعمل وسعادة الحياة .

فمنَّا من يسرح بخياله في جمال هذا الكون ، وعظمة قدرة الخالق جل وعلا ، ومنَّا من يسرح في ربوعه مدللاً أغنامه بين روابيه وأعشابه الخضراء ، ومنَّا من يسرح إلى عمله أو مدرسته وجامعته لنعود جميعاً غانمين سالمين دون أن يكون هناك من منغصٍ لهذه الطمأنينة .

فما أجملها من حياة أن نغدو ونمرح نحن وأبناؤنا دون أن يكون هناك من يكدر علينا هذه السعادة ، التي طالما تمناها من فقدها وتندَّم على خسارتها بعد أن كانت بين يديه ، وعلى مرأى من عينيه ، فيا لوعته كم هو مشتاق ولو لساعات لتعود تلك اللحظات كي يجدد الشعور بالأمل لعودتها ، والإحساس بروعتها وخاصة عندما كان يستيقظ باكراً على صوت العصافير وتلمس قطرات الندى والتمتع بمشاهدة شروق الشمس من مضجعها والتفكر في جمال الطبيعة والتسبيح لعظمة الخالق وقدرته تعالى ومن ثم التهيئ لطلب باب الرزق والعلم بكل أمل وثقة ينظر إلى المستقبل الزاهر والغد المشرق .

فكل ما نتمناه هو الأمن الإستقرار لهذا الوطن الغالي والأمان والطمأنينة لأبناء شعبنا لنتمكن جميعاً من العيش بسلام وأمان وإستقرار ولنواصل حياتنا دون خوف أو رعب أو رهبة من المستقبل الذي يبشر بالخير إن أدركنا معنى الحب والإخلاص والوفاء والإنتماء . فنحن لا نحب الأردن وقيادته وشعبه فقط بل نحب ونعشق أيضاً من يدرك معنى هذا الحب ويعقله .

فهذا نداء عاجل لكل من المؤيدين للنظام ومعارضيه ، وخاصة ممن يريدون التعبير عن وجهات نظرهم بالخروج في مسيرات الجمعة القادمة الموافق 5/10/2012 ، وحتى لا تكون علينا جمعة سوداء في تاريخ وطننا ، لذا نقول لكم يا إخوتنا وأبناء جلدتنا إتقوا الله في أنفسكم وأبنائكم وبجل النعم التي منحكم إياها الله تعالى دون غيركم من الأمن والأمان والإستقرار.

وإتقوا الله في وحدتكم الجامعة والقوة في ترابطكم الوطني وعلاقاتكم الأخوية والحميمة التي ألف الله بها قلوبكم رغم إختلاف منابتكم وأصولكم ، وكنتم على مدى سنين طويلة أبناءاً أبرار لهذا الوطن المعطاء والذي إستحق ثقتكم بالوقت الذي فيه إستحققتم ثقته بالعيش في ربوعه إخوانا . فدعونا أرجوكم نعيش بلا خوف يتلبسنا أو شعور برعب ينتظرنا أو دمار يتربص بنا أو فرقة تمزق أُلفتنا أو ترقبنا لشرٍ ما ،لا يحمد عقباه . 


فدعونا يا أبناء وطني النشامى نغدو ونسرح ونمرح بكل طمأنينة ، ودعونا ننظر إلى المستقبل معاً بكل ثقة ، ودعونا نكون بُناة الوطن لا الساعين لدماره وخرابه ، ودعونا نكون يداً واحدة في وجه جميع التحديات المستجدة على ساحة الوطن ، وأن نكون مع الوطن لا عليه ، وأن نفوت الفرصة على أولئك الحاسدين والمغرضين والمندسين الذين يريدون النَّيلِ من وحدتنا الوطنية وتلاحمنا الشعبي وحبنا وإخلاصنا وولائنا وإنتمائنا لله تعالى ثم لتراب وطننا الأردن الغالي ولقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبنا الأردني "من شتى المنابت والأوصول" ولنكون الجند جميعاً الجند الأوفياء في الذود عن بلادنا وقيادتنا وشعبنا يداً بيد وصفاً واحداً كالبنيان المرصوص.