مؤيد ومعارض ومسيرة بينهما


كثرت الدعوات ، وازدادت الأقوال والتكهنات ، وأصبح حديث الشّارع لدى الصغير والكبير ، الذّكر والأنثى ، لدى المُعارض والمؤيّد ، وحتّى " الأزعر " في الطرقات،لن أقف مكتوف الأيدي وصامت اللسان ، فلا بدّ من قول لعلّه يكون له قدر في ميزان العقول ، فالأردنيين أرفع من فتن تحاط بهم ، وأفكار تدسّ لهم في اللبن وهم على فراش الأمان هدفها التخريب لا الإعمار .
مسيرتان في وقت واحد ، الأولى يقال أنّها معارضة ، ولا أدري إن وجدت المعارضة من قديم الزّمان ، أم أنّها استحداث في هذا العصر المليء بالألغاز والأوهام . وأمّا الثانية فيحكى أنّها مسيرة للانتماء والولاء فهل تجسيده يكون بالخروج إلى الشوارع وانتهاج هذه الأساليب والأنماط .


سأتحدث عن كلا المسيرتين فلست من المؤيدين لوجودهما الذي قد يرهق الوطن بالعديد من الأعمال ، فالجميع أبناء لهذا الوطن ، وهم لترابه مخلصين وأوفياء ، ولكنّ المندسين كثر في هذا الزّمان ، والحاقدين بازدياد مضطرد يسعون للفتنة والتدمير ولا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة وأجنداتهم التي لا نعرف لمصدرها دليل أو عنوان .
الغاية المعروضة تقول أنّها مسيرات سلمية ، ولكن مهما كانت الأسباب نبيلة وأصيلة فسأقول أن الغاية لن تبرر الوسيلة ،

فليس السّير بالوطن إلى وجه مدفع قد يقوده إلى التهلكة أمر قويم ، فالغضب عند التلاقي – إن حدث – سيكون وخيم.
مسيرة الجمعة تأتي استكمالا لمسيرات سابقة ، ولكنها أضخم وأكبر كما يشير الإعلام استنادا لتصريحات المنظمين لها ، ولكنها على أقلّ تقدير وإن لم تحدث أي نوع من التخريب فإنّها تضع الوطن في توتر واضطراب ، ليس خوفا من أن تجري أمور لا نخشى عواقبها ، ولكن تواجد المواطنين بمسيرتان مضادتان لبعضهما ، ومتعاكستان في الدوافع والأفكار بحدّ ذاته خطر كبير ، فكيف السّماح بهذا التنظيم والتّوقيت .

أما الإنتماء والولاء فلن يكون يوما بالشعارات والمسيرات ، فكلنا متفقون على حبّ الوطن والتضحية من أجله ، وإثبات ذلك بالأعمال النّافعة التي من شأنها تحقيق النّماء والإزدهار ولن يكون يوما بما يطلق من أقوال ،اخواني وأخواتي ،،، أدعوكم إلى التريّث باتخاذ القرار ، والتفكير بعواقب الأمور والأفعال ، فالنّار توقد من شرارة ، وليس الوطن بقادر على الاطفاء عند حدوث الاشتعال ، فبتصرفاتكم تقررون مضيّ هذا اليوم بسلام وأمان ، واحرصوا على المستقبل الذي نستمده من حاضرنا الآن .