الجمعة
لقد اكثر الكثير في هذه الايام من الحديث عن يوم الجمعة فهناك المعارضون ومنهم جماعة الاخوان المسلمون وتنظيمهم وغيرهم من احزاب وهناك المحللون السياسيون والاقتصاديّون وهناك الاسماك في البحر والارانب في المحميات وهناك ما يسمّون انفسهم بالموالين واذا كان القصد من الموالاة للنظام والهاشميين فنحن اول الموالين وجميع الشعب بنفس الموالاة وهؤلاء صرّحوا انهم سيبيتون ليلة الخميس الجمعة في ساحة النخيل ليكونوا جاهزين لمسيراتهم يوم الجمعة .
والجمعة يوم الراحة والعبادة لدى المسلمون اينما كانوا وها نحن نحولها الى يوم خوف وجزع من مجهول قادم نحن من زرعناه في طريق حياتنا وكان التاريخ والقدر سيتغيّر بعد يومين وقد تابعنا الوزراء والصحافيين والحزبيين والنواب كلّهم يتكلموّن عن ذلك اليوم والكل يقول سيمرّ اليوم بخير لان الناس سيعبّرون عن آرآئهم ومطالبهم بشكل سلمي وان الامن العام سيكون حاميا لتلك التجمعات وان جماعات الموالاة يقولون انهم لن يقتربوا من الجماعات الاخرى ولن يحتكّوا معهم إلاّ وهذا ما يُخيف إذا اندسّ اخرون وحوّلوا مسار المسيرة الى التخريب والعنف لا سمح الله .
إذا لماذا الخوف .......
الخوف مما يُقال عبر وسائل الإعلام المختلفة وهي شريكة بالمسؤولية وترديد عبارة الله يستر والله يجيب اللي فيه الخير وحتّى هذا المقال قد يوتّر في النفوس ويجعلها تغصّ وهي تقرا مثل هذا المقال (وانا اتحمّل جزءا من مسؤوليّة نشر الذعر) او ترى موجات الربيع العربي وطريقة مواجهتها من الحكام والحكومات .
فجمعة الخامس من تشرين الاول هي كباقي الجمع مباركة بإذن الله سبكون فيها المسيرات والمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وإحلال العدالة والمساواة بين الناس وسيكون ناشطين في الشوارع وآخرون في بيوتهم والبعض يشاركون في الافراح والاتراح واخرون يستغلون اليوم في السياحة الداخلية للتخفيف من عناء عمل الاسبوع وستنتهي الجمعة المباركة كغيرها في انتظار جمعة بعدها تكون استمرارا حتى نصل لبر امان فيه ما نريد من مقوّمات حياة كريمة لنا ولاجيالنا القادمة من بعدنا .
وفي الطرف الاخر الذي لا نراه ولا نريد له الوجود وهو الايادي الخفيّة قطعها الله ولا مردّ لها سواء كانت من احزاب تسعى لمصالح سياسية او فاسدون يسعون لمكاسب مادية ودرء الاحكام عنهم او كانوا مأجورين ومدفوعون من دول اخرى تكيد للاردن الكره والحسد او دول تكيد للاردن العداء وتريد افتعال الفوضى المنظمّة ابتغاء لتنفيذ مشاريع عدائيّة وشرّيرة على الارض الاردنيّة وعلى حساب الشعب الاردني وفي كل تلك الحالات نكون نحن كشعب اردني محقوقون ومجرمون في حق انفسنا إن سمحنا لتلك الحثالات المجرمة من تحقيق اغراضها واهدافها الجهنّمية ولن يسامحنا الوطن ولا ابناؤنا واحفادنا على هذا التقصير والاهمال في حقوقهم بان ندافع عن مستقبلهم وهناء معيشتهم ومقدّرات وطنهم .
والاخلاص للوطن يعني ان يفتدي الفرد المجموع بالفرد فإذا كان الابن يريد شرّا بالبلد فيجب ان نردعه اونشتكيه للجهات المسؤولة حماية لاهله واخوانه واخواته وبني وطنه وكذلك إذا كان الاب والاخ والعم والخال واي قريب أو نسيب او اي مسؤول او فاسد يريد السوء بالبلد واهله يجب ان نقف وقفة رجل مخلص بان نردعه او ان نكشفه لمنع ضرره على المجتمع او إذا عرفنا اي معلومة ولو كانت من باب الشبهة في خيانة او إتصال مع جهة معادية فعلينا التعاون مع الجهات الرسميّة للكشف عنهم وفاء لهذا الوطن وترابه الغالي والاحباب من اهله .
فلنجعل بوم الجمعة مُباركا كما اراده الله ورسوله ولندعوا ان يحمي الله بلدنا وشعبنا من كل مكروه إنّه سميع مُجيب .
(ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( 9 ) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)صدق الله العظيم
عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا . ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم ، فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا ، والنصارى بعد غد " لفظ البخاري .