معتز مطر يوضح أسباب توقف برنامجه
– توقعت توقف برنامجي واستمراره كان وضعا استثنائيا
– أكثر من 4 أنظمة عربية على الأقل تحاربنا لمنع إيصال الحقيقة
– النظام المصري اعترض على حلقاتي وتقدم بشكاوى للجانب التركي
– اعتبار توقف برنامجي انتصارا للدبلوماسية المصرية أمر مضحك
– الدبلوماسية المصرية لا تسعى لمصلحة البلاد إنما لشخص السيسي
– قد أغادر تركيا وجملة "الله غالب” لن تتوقف إلا بالموت
– سأصل برسالتي عبر السوشيال ميديا بشكل أو بآخر
قال الإعلامي المصري المعارض، معتز مطر، إن نظام السيسي كان مصرًّا على إسكات برنامجه "مع معتز” الذي يقدمه على قناة الشرق التي تبث من تركيا، مرجحًا إمكانية أن يغادر إسطنبول ويواصل عرض رسالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حوار خاص مع "الجزيرة نت”، قال مطر إنه قرر الابتعاد في الوقت الحالي كي لا يكون عبئًا على السلطات التركية أو على قناة الشرق، موضحا أنه كان يتوقع توقف برنامجه الذي يبث منذ سنوات، مؤكدًا أن عدة أنظمة عربية حاربته، وليس نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فقط.
وأضاف "من يقول إن توقف برنامجي يعد انتصارا للدبلوماسية المصرية فهذا أمر مضحك للغاية، ومشهد مخزٍ تمامًا”.
وأكد مطر أنه يتوقع النجاح في رحلته المقبلة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يتعاظم دورها يوما بعد آخر، مشيرًا إلى أن برنامجه "مع معتز” يتصدر البث المباشر على منصات مواقع التواصل واليوتيوب في الشرق الأوسط، كما أنه يمتلك 11 مليون متابع.
تقارب مصري تركي
وقبل عدة أشهر، انطلقت إشارات إيجابية في شأن العلاقات بين القاهرة وأنقرة، قبل أن تصدر إشادة من وزير الإعلام المصري أسامة هيكل بتوجهات الحكومة التركية الأخيرة تجاه تخفيض القنوات المعارضة بأراضيها سقف الانتقادات الموجهة للنظام الحاكم في مصر.
والخميس الماضي، تقدم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بالشكر لتركيا على جهودها خلال رئاستها الدورية لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية (D-8)، وبعدها بيومين، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اتصالا بنظيره المصري سامح شكري، للتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
وفيما يلي نص الحوار…
أعلنت في بيانك المذاع أنك في إجازة مفتوحة من قناة الشرق.. فما الأسباب وراء قرارك؟
أسبابي ذكرتها بأنني لا أريد أن أكون عبئًا على قناة الشرق ولا على النظام التركي، وفي الوقت نفسه بإذن الله مُصر على إكمال مشواري ولا أريد أن أكون عبئًا على أحد.
* هل كنت يوما تتوقع أن تتوقف مجددًا مضطرًّا عن تقديم برنامجك أو أن مرات المنع والإيقاف السابقة جعلت الأمر غير مستبعد؟
نعم. توقعت أن برنامجي سيتوقف، واستمراره كان وضعا استثنائيا، ليس هو الوضع الطبيعي في ظل وجود أكثر من نظام يحاربنا ومنها أنظمة مؤثرة جدًّا عربيًّا، فأكثر من 4 أنظمة على الأقل تحاربنا، ولذلك كان توقف البرنامج متوقعا دائما، لكنه استمر والحمد لله طيلة السنوات السابقة.
* تحدثت في بيانك عن انزعاج النظام المصري من 3 حلقات قدمتها الأسبوع الماضي، فما الذي حدث؟
النظام المصري منذ أول حلقة عقب عودتي وهو يعترض، وقد تقدم بشكاوى للجانب التركي على الحلقات الثلاث المذاعة في الأسبوع الماضي.
الحكاية أن النظام المصري يعرف أننا بفضل الله وحده نستحوذ على النسبة الغالبة من المشاهدة، بالنسبة العامة لمشاهدة البرامج والقنوات المعارضة، وبرنامج "مع معتز” الساعة 10.30 مساءً بتوقيت القاهرة يتصدر البث المباشر على منصات مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب في الشرق الأوسط، فمن الطبيعي تركيز النظام في مصر مع برنامجي لأنه يدرك أين مصدر الضغط والقوة والوصول للمواطنين.
* الإعلام التابع للنظام المصري وصف ما حدث معكم بأنه انتصار للدبلوماسية المصرية.. كيف ترد على ذلك؟
من يقول إن توقف برنامجي يعد انتصارا للدبلوماسية المصرية فهذا أمر مضحك للغاية، ومشهد مخز تمامًا، أن تكون هناك دولتان تتفاوضان، دولة تتفاوض لمصلحة شعبها اليوم وغدًا، في اتفاقية غاز شرق المتوسط، والدولة الأخرى لا تبحث عن مصالح شعبها، ويمكن أن تكون لها مطالب مهمة للغاية من الجانب التركي، لكن كل ما يطلبه النظام المصري من تركيا هو إسكات الأصوات التي تصل للمصريين، خدمةً لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، فالدبلوماسية المصرية تسعى من أجل قائد الانقلاب وليس لمصلحة البلاد وهناك فرق كبير بين الأمرين.
* هل قمتم بمراجعة الأداء المهني وتبين لكم وقوع أخطاء مكّنت النظام المصري من استخدامها ضدكم؟
الأداء المهني لا علاقة له بالمشهد الحالي من قريب أو بعيد، والموضوع الأساسي هو الحقيقة في ما نقول، ولو كنا فاشلين أو أن أداءنا المهني سيئ، فلم نكن لنشكل أي مشكلة للنظام، ولن نصل للمواطنين.
المشكلة الرئيسية للنظام في مصر هي أن الشعب يصدق ما نقول في ظل عدم وجود أي أصوات مصرية تتحدث وتنقل الحقيقة، وحتى قنوات إقليمية كبرى كالعربية والحدث وغيرهما نسب مشاهدتها ضعيفة جدًّا ولا تستطيع التأثير مقارنة بالقنوات المصرية المعارضة، فالمشكلة تكمن في الحقيقة والتأثير والوصول للمشاهدين وليس الأداء المهني الذي أعتبر الحديث عنه في هذا المجال مثل دعابة جميلة.
الله غالب.. عبارة اشتهرت بها، هل سنسمعها مجددا؟
جملة "الله غالب” ستستمر بإذن الله وسنظل نرددها ولن نتوقف عن الصدح بالحق إلا بالموت، الله غالب بإذن الله لا تتوقف.
أرض الله واسعة.. هل يمكن أن يغادر معتز مطر تركيا إلى أي بلد آخر ليقدم رسالته من هناك؟
ممكن في سبيل الحق أن نغادر تركيا بكل تأكيد ولا مشكلة لدي في ذلك، نحن أُمرنا بالسعي، ويجب أن نسعى، لأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا هل بذلنا كل ما نستطيع من السبل لأداء مهمتنا ورسالتنا، فسنسعى بكل السبل لتأدية هذه المهمة وإيصال الحقيقة للناس، ولن ندخر في ذلك جهدًا.
وما سر الإصرار على التمسك بهذه الرسالة؟ السياسيون لهم حساباتهم.. ألا يجب أن يضع الإعلاميون ذلك في الحسبان؟
هذا الدور الذي نقوم به على المستوى الشخصي، أو في برنامج "مع معتز”، هو دور لم نختره، ولكنها تدابير وأقدار الله، فلم نختر أن نقف في مقدمة ورأس السهم أمام هذا الانقلاب، لم أختر ذلك ولكن الله من اختارني لذلك، وسخرنا لهذا، وأوصلنا لتلك النقطة، فكل منا خُلق لأداء وظيفة حسب قدراته.
وحسابات الموجود في المقدمة تختلف كثيرًا عن حسابات الآخرين، فلا نعلم كم من شخص جعلنا الله سببا في تثبيته بما نقول ونقدم، فلقد منحنا الله حب الناس وهذا الصوت الذي يصل للناس في مشارق الأرض ومغاربها، فالحمل ثقيل والواجب المفروض علينا كبير، والمشاهدون ينتظرون أداء هذا الواجب، وقدرنا واختبارنا أن نحمل الراية، ولا توجد لدي رفاهية إسقاطها.
هل يمكن أن تتعرض للتضييق ذاته وأنت على منصات التواصل الاجتماعي ما دمت تعيش في تركيا؟
دعونا لا نستبق الأحداث، وإذا حدث ذلك فلكل حادث حديث، وأتمنى ألا يحدث ذلك، وأعتقد أن التفاوض الذي تم بين النظامين المصري والتركي كان حول القنوات الفضائية فقط.
أوضحت أنك ستتجه إلى منصات التواصل الاجتماعي، هل ترى فرصة للنجاح هناك؟
بالتأكيد عدم الظهور على القنوات الفضائية شيء ليس جيدا، لكن نسبة السوشيال ميديا تتعاظم يومًا بعد آخر، وكثير من مراكز الأبحاث أعدت دراسات حول المشاهدات على مواقع التواصل، ولدي صفحتي الرسمية على موقع فيسبوك بها 11 مليون مشترك، وقناتي على اليوتيوب تجاوزت 3 ملايين ونصف المليون متابع، وأعتقد أنني سأستطيع أن أصل برسالتي حتى ولو لم تكن بنسبة 100%، فمن الممكن أن تصل بنسبة 80%، ولكن علينا السعي قدر استطاعتنا، ويبقى التوفيق من الله عز وجل.. والله غالب.