البريطانيون يتذوقون طعم الحرية
استعاد البريطانيون الاثنين بعضاً من حريتهم بالتوجه الى الحانات وصالونات تصفيف الشعر والتسوق مع رفع الكثير من قيود احتواء وباء كورونا، الذي يسجل تراجعاً في البلاد بسبب حملات التلقيح الكثيفة وآثار الإغلاق.
توجه البعض إلى الحانات وآخرون إلى صالونات الشعر بعد منتصف الليل مباشرة فيما تشكلت صفوف طويلة في وقت مبكر أمام بعض متاجر الألبسة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "أنا متأكد من أن هذا سيكون مصدر ارتياح كبير لأصحاب الأنشطة التجارية التي تم إغلاقها منذ فترة طويلة وبالنسبة لكل الآخرين. إنها مناسبة للعودة إلى القيام بأمور نحبها ونفتقدها".
لكنه دعا رغم ذلك الى "التصرف بطريقة مسؤولة" لتجنب تجدد الإصابات.
وبعد شتاء طويل أمضاه البريطانيون في ظل الإغلاق، طغت وفاة الأمير فيليب (99 عاما) الجمعة على فرحة العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، ما أغرق البلاد في فترة حداد وطني حتى يوم الجنازة السبت.
أرجأ جونسون توجهه إلى الحانة الذي كان يعتزم القيام به للاحتفال بإعادة فتح البلاد.
وقال كوبي وايس (32 عاماً) في حانة في غرب لندن "لقد جاء هذا اليوم أخيراً، بعد كل هذه الأشهر".
وحوله ورغم الحرارة المتدنية توزع نحو 12 طالباً على طاولتين لأن الحد الأقصى المسموح به هو ستة أشخاص إلى طاولة واحدة.
الطلب الكثيف وتحدي الصقيع
في شارع أوكسفورد، أحد أبرز الشوارع التجارية في لندن، كان زبائن يضعون الكمامات يصطفون أمام متاجر الملابس اعتباراً من الساعة الخامسة والنصف فجراً متحدين الصقيع قبل ساعتين من موعد إعادة فتح المتاجر غير الأساسية.
في مختلف أنحاء إنجلترا كانت صالونات تصفيف الشعر ممتلئة، وبعضها أعاد فتح أبوابه اعتباراً من منتصف الليل لتلبية الطلب الكثيف.
وهذه المشاهد باتت ممكنة مع تحسن الوضع الوبائي في البلاد، الاكثر تضررا بالجائحة في أوروبا مع أكثر من 127 ألف وفاة، تحت تأثير الإغلاق المشدد وحملات التلقيح المكثفة.
منذ الإغلاق الثالث الذي تقرر في مطلع كانون الثاني/يناير وحتى كانون الأول/ديسمبر لبعض المناطق مثل لندن، تراجع عدد الإصابات وعدد الاشخاص الذين يدخلون المستشفيات والوفيات بشكل كبير.
الى جانب الحانات والمتاجر، سيكون بإمكان البريطانيين العودة أيضا الى قاعات الرياضة والمنتجعات والمكتبات وأحواض السباحة والذهاب في إجازة في البلاد.
انطلاقها ينتظرها الاقتصاد
هذه الانطلاقة كان ينتظرها الاقتصاد بفارغ الصبر بعدما تضرر بشدة بسبب الوباء رغم ان الجمعية البريطانية للبيرة والحانات اعتبرت أن 40% فقط من الحانات في إنجلترا لديها مساحات خارجية كافية لإعادة فتحها.
وبات ذلك ممكناً بسبب حملة التلقيح المكثفة التي أتاحت إعطاء جرعة أولى لحوالي 60% من السكان البالغين منذ مطلع (كانون الأول)، أي القسم الأكبر من الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما.
أبقت السلطات على هدفها إعطاء جرعة أولى لكل البالغين بحلول نهاية يوليو (تموز) رغم القلق الذي أثير بشأن احتمال حصول جلطات دم مرتبطة بلقاح استرازينيكا، الذي تقرر أخيراً اعطاؤه للشريحة فوق 30 عاماً على سبيل الاحتياط.
دعوات للحذر
رغم هذا التحسن، تضاعفت الدعوات إلى الحذر. وقال البروفسور بيتر هوربي الذي يرأس مجموعة مستشاري الحكومة البريطانية حول فيروسات الجهاز التنفسي (نرفتاغ) لإذاعة تيمز إنه "حتى لو اننا لا نعلم تحديدا الحجم الذي سيأخذه فسيكون هناك بالتأكيد ارتفاع لعدد الإصابات".
وتشمل إعادة فتح البلاد التي تتضمن برنامجاً مختلفاً بحسب المقاطعات، في إنجلترا إعادة فتح المطاعم في القاعات الداخلية في (أيار)إلى جانب الفنادق والمتاحف وقاعات المسارح مع قدرات محدودة.
سيحظر السفر الى الخارج حتى ذلك التاريخ على أقرب تقدير خشية حمل النسخ المتحورة من الفيروس إلى البلاد.
تبقى مراسم الدفن محصورة بحضور 30 شخصاً، ما أرغم العائلة المالكة على تنظيم جنازة بعدد قليل جداً للأمير فيليب.