شرعيون :خطاب جلالته الأخير رسالة رفض للفتنة بين الأديان وغضبة لمحاولات الاساءة للرسول الكريم

جراءة نيوز - عمان:

 

عبارات جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه الاسبوع الماضي أمام الامم المتحدة حول رفض التحريض على الفتنة بين اتباع الديانات هي رسالة بليغة وذكية عبرت عن الغضب لمحاولات الاساءة للرسول الكريم، ورفض اي ردود فعل غير موزونة او الاتيان بافعال عنف او قتل ابرياء او تحريض.

وهذا يؤكد نبل رسالة الاسلام وان ديننا هو دين محبة وتسامح واخاء للبشرية جمعاء. وزاد من اهمية عبارات جلالته في خطابه الاممي انها صدرت عن زعيم عربي مسلم ينتمي في نسبه لاشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

وجلالته وهو يعلن ادانته لكل فعل يسيء الى اسم الرسول الكريم او يستغل اسمه او اسم الاسلام او أي دين اخر زورا لتبرير العنف، انما يعبر عن موقف الامة الاسلامية والعربية، ما يجعل جلالته كعهدنا به الرجل الوفي دائما لدينه وأمته وشعبه وعروبته، كما يقول سياسيون وعلماء ورجال دين لوكالة الانباء الاردنية (بترا).

                                                     العناني

رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور جواد العناني قال: ان جلالة الملك اراد ان ينقل اشارتين مهمتين للعالم في وقت واحد الاولى رفضه رفضا باتا وقاطعا الاساءة للاديان او لشخص اي من الانبياء وفي الوقت ذاته رفض محاولات الفتنة وتبرير العنف.

واضاف ان جلالته وهو من نسل الرسول العظيم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اراد ان يقول للعالم انه لا يتكلم فقط كعربي ومسلم بل انه من احق الناس في الدفاع والغضب لنصرة الرسول الكريم، لذلك فان جلالته تحدث في هذا الامر من منطلق ديني وشرعي وعلاقة قربى شريفة.

ورأى الدكتور العناني «ان في خطاب الملك اشارة ضمنية بان من يعتدي على شخص الرسول الكريم كانه اعتدى عليه شخصيا ولكنه وكحال كل مسلم عاقل لن يكون مع ردود الفعل العنيفة التي قد تؤكد للآخرين ما يلصق بالاسلام زورا وبهتانا بانه يحمل اي نوع من العنف».

وقال ان جلالته عبر عن رسالة بليغة وذكية عبرت عن الغضب لمحاولات الاساءة للرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنه لا يقبل باي ردود فعل غير موزونة ويرفض الاتيان بافعال عنف او قتل الابرياء او تحريض وذلك يؤكد نبل رسالة الاسلام وان هذا الدين هو دين المحبة والتسامح والاخاء للبشرية جميعا.

                                                           حامد

مستشار رئيس جامعة العلوم الاسلامية الدكتور عبد المقصود حامد قال انه من المعروف ان من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم، موضحا انه في قمة اولويات امور المسلمين الحفاظ على مكانة النبي محمد عليه الصلاة والسلام والدفاع عنه.

واضاف ان جلالة الملك عبد الله الثاني مشهود له بمواقفه المشرفة نُصرة للمسلمين وأرضهم ومقدساتهم، مشيرا الى انه من خلال أعلى المنابر الدولية في الأمم المتحدة وغيرها يخاطب جلالته الغرب بلغتهم دفاعا عن ارض فلسطين تارة، وعن الكرامة والحرية العربية تارة اخرى.

وقال «ها هو من واقع المستجدات المتعلقة بسيدنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام يعلن جلالته للدنيا كلها الجُرم الكبير الذي يرتكبه السفهاء من الناس في حق الرسول الكريم».

وبين الدكتور حامد ان جلالته وهو يعلن ادانته لهذا يعبر عن موقف الامة الاسلامية والعربية، ما يجعل جلالته كعهدنا به الرجل الوفي دائما لدينه وأمته وشعبه وعروبته.

                                                 ابو جابر 

وقال رئيس المجلس الارثوذكسي في الاردن وفلسطين الدكتور رؤوف ابو جابر ان جلالة الملك عبد الله الثاني يواصل حمل الامانة، امانة المسؤولية بكل مقدرة واخلاص تجاه المقدسات عموما والقدس الشريف بشكل خاص وتجاه الاديان والانبياء.

واضاف ان جلالته وفي جميع خطبه يلفت النظر دائما بان يكون الحوار البناء والعيش المشترك هو الجامع لشعوب العالم.

وقال اننا في الاردن وفي الاراضي المقدسة وكمجتمع يعيش فيه المسلم والمسيحي عيش اخاء وتفاهم نمثل نموذجا للعالم اجمع في التعايش بين الاديان ونعطي الصورة الصحيحة للعلاقة التي ربطت المسيحيين بالمسلمين على مدى ازمنة طويلة، وجلالته في خطابه يؤكد هذه الصورة السمحة العطرة للعيش المشترك والنبيل بين شعوب البشرية جميعها.

واضاف الدكتور ابو جابر ان جلالته يدافع عن المقدسات المسيحية في الاراضي العربية المحتلة تماما كما يدافع عن المقدسات الاسلامية وهو من اوائل المهتمين في الدفاع عن المسيحيين في الاراضي المقدسة وخاصة المقدسيين.

وبين ان جلالة الملك يوجه الانظار الى ان العنف في النهاية لا يقود الا للعنف.

                                                        الفرحان

رئيس جمعية الدراسات والبحوث الاسلامية الدكتور اسحق الفرحان قال: ان موقف جلالة الملك يعبر عما تكنه الشعوب العربية والاسلامية من احترام لجميع الاديان، مضيفا ان المسلمين بعيدون كل البعد عن التعصب الديني والطائفية والمذهبية.

واضاف: ان محاولة الاساءة للاسلام ولشخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا الوقت تحديدا يقصد منها اثارة الفتنة خاصة في هذه الظروف التي تعيشها الامة العربية.

وبين الدكتور الفرحان ان المطلوب من الدول الغربية محاسبة مثيري الفتن على محاولاتهم تشويش العلاقات الدولية والانسانية مع الشعوب الاسلامية.

وأكد ان الصهيونية تسعى من خلال اثارة هذه الفتن وتوسيع دائرتها بين الشعوب الى تشويه صورة العرب والمسلمين في المجتمع الدولي.

واوضح اننا كمسلمين يجب ان نتعامل بطريقة بعيدة عن العنف ونعمق اواصر الحوار الفكري خاصة مع ذوي الاراء المتطرفة لان الاسلام دين ينبذ العنف والطائفية ويشجع على الحوار مع الاخر.

ونوه الى ان حديث جلالته امام قادة العالم بهذا الموضوع تحديدا هو درس غير مباشر في كيفية التعامل مع هذه الاراء المتطرفة التي سعت الى تشكيل هذه الظاهرة، واستنكارها بطريقة حضارية ومسؤولة امام شعوب العالم كافة.

واشار الدكتور الفرحان الى ان رسالة الاسلام رسالة عالمية تدعو الى الرحمة والتعاون واحترام الاديان وحقوق الانسان بعيدا عن التعصب.

                                                        صلاح 

وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية سابقا الدكتور عبد الفتاح صلاح قال: إن من البديهي ان يكون جلالة الملك عبد الله الثاني اول من يدافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو من احفاده، وانه معروف عن الهاشميين موقفهم، فهم لا يقبلون الاساءة للاديان ولا لاي نبي من انبياء الله سبحانه وتعالى. واشار الى ان خطاب جلالته كان شاملا وتناول عدة محاور وموضوعات مهمة من ابرزها موضوع الاساءة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

واكد الدكتور صلاح ان دعوة جلالة الملك الدائمة الى الاعتدال واحترام الآخر ترجمت في بضع مبادرات بدأت برسالة عمان ثم كلمة سواء ولم تكن اخرها مبادرة جلالته المتعلقة بأسبوع الوئام بين الأديان والذي تم اعتماده في الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام،وقال: إن الاردن نموذج في التسامح الديني يحتذى في المنطقة وفي العالم بأسره وهو رائد للحوار بين الأديان.

 

"بترا"