المصري : اسباب الفساد ضعف التشريعات الضامنة للنزاهة وإساءة مفهوم الوظيفة وتدني منسوب العدالة
جراءة نيوز-عمان:
اكد رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري في كلمة له افتتح بها اعمال الملتقى 'ان الفساد ناجم عن فساد اخلاقي قوامه الاستخفاف بكثير من القيم الانسانية السامية وفي طليعتها قيمة النزاهة وهي قيمة آخذة في الانحسار لدى فئة من القائمين على الامر في هذا القطاع وذلك عندما تغيب الشفافية والوضوح عن منظومة القرارات والاجراءات'.
وبين رئيس مجلس الاعيان اسباب ومبررات الفساد ومنها ضعف التشريعات الضامنة للنزاهة وإساءة مفهوم الوظيفة العامة والخاصة وتدني منسوب العدالة في المجتمعات وبروز مراكز قوى تعتقد ان بإمكانها استباحة حقوق الغير دون ان تتعرض للمساءلة وغياب الاعلام المؤثر والعقوبة الرادعة.
واكد المصري ان في الاردن شكوى من تنامي هذه الآفة بحكم الموقع الاقليمي وسط منطقة ملتهبة شهدت وما تزال منذ قيام الدولة الاردنية حروباً ونزاعات ما جعل الاردنيين يعانون من ظاهرة الفساد عبر تلك العقود حيث اصبح شعار مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين مطلباً اساسياً لدى القوى السياسية المجتمعية كافة وجزءاً من برنامج الاصلاح والتصحيح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
واشار الى الدور الاردني في تأسيس هيئة مكافحة الفساد وتفعيل دور الهيئات التربوية والتعليمية والاعلامية، لمتابعة هذا الامر،جاء ذلك خلال افتتاحه اليوم الاثنين اعمال الملتقى العالمي لمكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص والذي يستمر يومين.
وقالت رئيسة اللجنة التحضيرية للملتقى ليلى شرف ان الميثاق الذي اصدرته الأمم المتحدة في عهد امينها العام السابق كوفي أنان اكد حاجة العالم لمكافحة الفساد لما له من آثار مدمرة على المجتمعات والشعوب.
واضافت ان البلاد العربية شهدت في منتصف القرن الماضي عملية تنموية نشطة الا انها تأثرت بسبب فجوات الفقر التي اوجدها الفساد رغم تدفق اموال طائلة بسبب توافر الثروات العربية، فكان من تجليات الفساد فشل التنمية الاقتصادية والحرية والديمقراطية لتتولد طبقات مستفيدة واخرى غير مستفيدة .
وبينت ان الفساد ليس مقصوراً على العالم العربي ، وانما يعاني منه العالم اجمع، مشيرة الى ان الدول النامية اوجدت تشريعات وديمقراطيات منظمة للحفاظ على سلامة المجتمع واكدت على العقوبات اذا ما تخطى الفرد اخلاقيات الوظيفة ونزاهتها وخدمة المجتمعات.
واكدت شرف ان العالم العربي بحاجة الى وجود ضوابط قانونية تقاوم الفساد والظلم وتشيع العدالة الاجتماعية لردم الطبقات بين المجتمعات اضافة الى وجود إعلام مؤثر لإبراز القضايا المخفية لحماية النسيج الوطني.
وتناول رئيس الشبكة الاوروبية لأخلاقيات الأعمال اليخو سيسون والمتخصص في استعادة الأصول في معهد بازل للحوكمة كودجو اتيسو ومستشارة المدير العام في الاكاديمية الدولية لمكافحة الفساد في الولايات المتحدة الاميركية سوزان هايدن، تعريفات واشكال الفساد في العالم والآثار السلبية له على العالم والتنمية.
وشددوا على وجود تشريعات ناظمة وفاعلة وعلى دور الحرية الاعلامية في الكشف عن الفساد والمفسدين في القطاعين العام والخاص، سواء المتعلق بالأخلاقيات الوظيفية او غسل الاموال والمخدرات.
من جانبه اكد مدير الملتقى الدكتور اياد الكردي سعي الملتقى لتناول المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالفساد في جميع انحاء العالم باعتباره العدو الحقيقي للتنمية الاقتصادية والاستدامة والمعرقل لعمليات الاصلاح السياسي والاقتصادي.
وتشارك في الملتقى وفود دولية تمثل الهيئات التشريعية والرقابية ووزراء ومديرون تنفيذيون وماليون في القطاعين العام والخاص واعلاميون وخبراء وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الاكاديمية.
ويعقد الملتقى بتنظيم من شركة أي زد الدولية وشركة الاولى لتنظيم المؤتمرات والمعارض بالشراكة مع الاكاديمية الدولية لمكافحة الفساد والشبكة الاوروبية لأخلاقيات الاعمال ومؤسسة بازل السويسرية للحوكمة الرشيدة.