تبرع روتيني بالدم يتسبب لها بشلل دائم

فقدت امرأة تبلغ من العمر 21 عاماً القدرة على الحركة في ذراعها اليمنى بعد تبرع فاشل بالدم حيث سحبت الممرضة الدم من أحد شرايينها بدلاً من الوريد.

وكانت غابرييلا إيكمان من أونتاريو كندا تبلغ من العمر 17 عاماً عندما قررت التبرع بالدم لأول مرة في حياتها، وكانت تأمل أن يحدث ذلك فرقاً وربما ينقذ حياة شخص ما، لكنها لم تكن تعلم أنه سيغير حياتها في الواقع نحو الأسوأ.

 

وعندما ذهبت غابرييلا إلى حملة التبرع بالدم التي استضافتها خدمات الدم الكندية قبل 4 سنوات، لم تكن تعرف ما الذي ينتظرها، ولكن عندما أصدرت الإبرة صوتاً غريباً، علمت أن خطاً ما قد وقع، لكن الأوان كان قد فات.

 

وعندما أخبرت غابرييلا أحد أعضاء حملة التبرع بالدم حول الألم في ذراعها، طُلب منها أن تذهب إلى المستشفى، وهو ما فعلته، لكن الأطباء هناك لم يجدوا أي خطأ، وطلبوا منها العودة إلى المنزل. وفي الأسابيع التالية، أصبحت الشابة غير قادرة على مد ذراعها، وأصيبت بكدمات من معصمها إلى كتفها، وبحلول الوقت الذي عادت فيه إلى المستشفى، علمت غابرييلا أن حالتها كانت صعبة للغاية.

 

وخضعت غابرييلا لعملية جراحية طارئة في ذراعها لوقف النزيف، وإزالة الجلطة الدموية التي تكونت فيه، وتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها، ولكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من فعل أي شيء حيال الألم الشديد وفقدان الحركة في ذراعها. وعلى الرغم من الخضوع للعديد من العمليات وجلسات العلاج الطبيعي الأخرى لم ينجح شيء في إعادة الحركة لذراعها.

 

وتم تشخيص إصابة غابرييلا بنوع من الألم المزمن يسمى متلازمة الألم الإقليمي المركب CRPS ولا يعرف الأطباء سوى القليل جداً عن هذه الحالة، سوى أنها يمكن أن تستمر لأشهر أو حتى سنوات، وتتميز بالحرقان والتورم والتشنجات وفرط الحساسية في الطرف المصاب.

 

وتعيش غابرييلا مع هذه الحالة منذ 4 سنوات، ولم تظهر أي علامات حقيقية على التعافي، وما زالت غير قادرة على تحريك ذراعها الأيمن، وتحتاج إلى ارتداء دعامة طوال الوقت، لأن ذراعها لن تتحرك بشكل مستقيم بعد الآن.

 

وتعتمد غابرييلا على والدتها لمساعدتها في المهام اليومية، مثل الطهي والقيادة من مكان إلى آخر، وأُجبرت على الالتحاق بكلية مجتمع قريبة حتى تتمكن من العيش مع أسرتها، وكانت تعاني من صعوبات في المدرسة بسبب الألم المزمن، كما تأثرت صحتها العقلية أيضاً بهذه الحالة، وتلقت علاجاً لما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب.

 

وتسعى غابرييلا إيكمان حالياً للحصول على تعويض مالي من خدمات التبرع بالدم الكندية، بعد أن ألغت المنظمة محادثات الوساطة معها في ثلاث مناسبات، ولا تزال تؤمن بالتبرع بالدم، لكنها لا تعتقد أنه يجب على المتبرعين دفع هذا الثمن الباهظ لرغبتهم في مساعدة الآخرين، بحسب موقع أوديتي سنترال.