حتر .... نحن في زمن الربيع الأردني يا رفيق !!!!


كعادته في معظم مقالاته التي دأب على نشرها في صحيفة يومية مهاجماً الإخوان وغامزاً من قناتهم، منذ ان تحول الرفيق المناضل ناهض حتر من معارض للإنتخابات القادمة استناداً إلى سابقاتها التي شهدت تزويراً مفضوحاً إلى داعٍ لها بقوة وبحجج لا تنطلي على كل الواعين والمدركين للأخطار التي تتهددنا ، يواصل الأستاذ حتر التذاكي على القراء في هجومه الذي يبدو انه سبق به الكثيرين على جماعة الإخوان المسلمين يغمز تارة ويتهم تارة ويتهكم تارة اخرى !!!

 


فقد اتحفنا الاستاذ حتر في مقال له نشرته إحدى الصحف اليومية يطالب فيه بالإفراج عن معتقلي الحراك الشبابي والشعبي المطالب بالإصلاح، غامزاً من قناة الاخوان انهم في واد والحراك الشعبي في واد آخر من خلال زعمه أن " في البلد قوتان سياسيتان: الحراك الشعبي وحلفاؤه والإخوان وحلفاؤهم "، متناسياً أن الحراك والإخوان يتماشيان ويتوافقان ويدعوان لشيء واحد ولو اختلفت الأساليب والمنطلقات، إصلاح سياسي حقيقي ومحاربة حقيقية للفاسدين وأشياعهم.

 

 ولا يحيد الإخوان ولا الحراك عن هذه الأهداف ولا يتنازلون عنها مهما كانت المغريات من الدولة ومهما كانت حدة الهجوم الممنهج الذي تقوده اجهزة الدولة وكتابها من التدخل السريع او التدخل البطيء من مخالفي الإخوان من بعض محتكري الوطنية او المدعين بالتحدث باسم الحركة الوطنية الأردنية !!!!

 


لقد غاب عن الاستاذ جتر او لم يغب، أن مطالب الإصلاح ومحاربة الفساد قد تجاوزت الإخوان والحراك بشكل كبير، فلم تعد تلك المطالب تقتصر عليهم دون غيرهم من فئات الشعب الأردني، لأن هذه المطالب التي هي حقوق وليست مكرمات او عطايا قد طال انتظارها من الشعب الأردني الذي بات الخوف والقلق يقض مضاجعه وهو يرى الاوضاع تسير من سيء إلى أسوأ، في كافة المناحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

 


وهو قد غاب عن باله او لم يغب، أن الإنتخابات القادمة التي بتنا نشعر من مقالاته انه متحمس لها أكثر من تحمس الدولة لها، لم تعد تعني فئات كثيرة من الشعب الأردني احتجاجاً على القانون الذي ستجري على أساسه – أن حصلت ابتداءاً – وما جره هذا القانون من ويلات على مجالسنا النيابية ، وما لم تكن هناك ضمانات حقيقية لنزاهتها وشفافيتها تتعدى التصريحات الرسمية التي جربناها في انتخابات 2007 و2010 ولم تجد آذاناً صاغية في تلك المآسي الإنتخابية، لا بشهادة المواطنين الذين خبروها وشاركوا فيها، بل بشهادة مسؤولين رسميين عديدين كانوا في موقع المسؤولية اعترفوا بما تم اقترافه في تلك الإنتخابات من تزوير مفضوح، فيحاكم أحدهم بتهم ليست لها علاقة بدوره في تزوير انتخابات ويكافئ الآخر بمقعد في مجلس الملك ويكافئ ثالث برئاسة حكومة !!!!

 


ويتجلى هجوم الرفيق حتر على الإخوان حين يقول في مقاله داعيا النظام إلى خيارين لا ثالث لهما " التفاهم مع الإخوان على صفقة تفضي إلى مشاركتهم في الحكم، أو التفاهم مع الحراك الشعبي على استئصال الفاسدين وتصفية ملفات الفساد ومراجعة الخصخصة " ،وكأن مطالب الإخوان لا تتماشى مع مطالب الحراك باستئصال الفاسدين وتصفية ملفات الفساد ومراجعة الخصخصة !!! وان جل ما يريدون هو المشاركة في الحكم !!!! .

 

هل فات الاستاذ حتر أنه لو كان الإخوان يريدون المشاركة في الحكم لكانوا قبلوا بما عرض عليهم في الحكومات السابقة من مناصب ومواقع وحصص في مجلس النواب والأعيان !!! ،كذلك ينبغي التاكيد أن الإخوان والحراك ليسوا وحدهم في ساحة النضال في سبيل الحقوق وإن كانوا في مقدمة الركب ورواده ، وليسوا وحدهم من يدعون إلى مقاطعة الإنتخابات التي لن تكون افضل من سابقاتها كما هي كثير من الدلالات والمؤشرات، وليسوا الوحيدين الذين يدعون لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وليسوا وحدهم من يطالب بالإفراج عن الأحرار المعتقلين بتهم عفا عليها الزمن، بل الشعب الأردني بكافة اطيافه – عدا الفاسدين وأشياعهم – .

 

من يطالب بالكشف عن أسباب المديونية القياسية في عقد من الزمن، والشعب الحر من يطالب بالكشف عن صفقات الخصصة التي بيعت فيها مقدرات البلد بأبخس الأثمان، والشعب الحر من يطالب بالقبض على الفاسدين – وليس الأحرار - وتقديمهم لمحاكمات عادلة وليس تبرئتهم في مجالس نيابية مشكوك في نزاهتها ، والشعب الحر يعجب كل العجب من إصدار قانون عُرفي للمطبوعات والنشر في سويعات قليلة على طريقة " الألو " ويغيب قانون " من أين لك هذا " لسنوات طويلة ، والشعب الحر كذلك يسأل من أين دفعت الـ 400 مليون دولار ثمن الطائرة الرسمية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام ونحن نعاني من عجز هائل في الميزانية !!!!

 

الرفيق ناهض حتر،لك أن تدعو إلى المشاركة في الإنتخابات كما تشاء ، ولكن أرجو ان تتوقف عن ممارسة ما تعتقد انه فطنة وذكاء حين تخاطبنا لتبرر ما تريد !!!! ....نحن في زمن الربيع الأردني يا رفيق ... فلا تنسى هذه الحقيقة !!!