الصورة لا تتكلم فتسمع الأُذن الصورة إذ تتلكم يسمعها الوجدان مُباشرةً


تختلط الصورة بشرايين نبض القلب بلا كلمات، تُحدثنا عن كل شيء ولم تنطق بعد بكلمة واحدة، جالسٌ يستريح من تعب، اجلسْ يا ابن أخي واسترح، فأنت اليوم في الخطوط الأمامية للمعركة، وكأنك انتهيت للتو من وجبة قتال، فجلست تلتقط أنفاسك لحظة، لتعود مجدداً إلى الساحة تُقاتل مع إخوانك ذلك العدو العدو الذي يتربَّص بنا جميعاً.

ماذا يقول المرء بعد هذه الصورة؟

لم يتبقَ من قول، إنه جيشنا الأبيض، بَيّضَ الله تعالى وجوههم، فمنذ أشهر وهم على الجبهات يقاتلون، لا يكلّون ولا يملون، برغم الوجع والتعب، ومن خلفهم أسر وعوائل، كبار سن ومرضى يحتاجونهم؛ لكن الوطن يحتاجهم اليوم أكثر.

ما يُقال في هذه الصورة!

أتعِبتَ يا ابن أخي؟ لا عليك، نقول لك من قلوبنا: "يعطيك ألف عافية"، جهد عظيم أثبتت فيه وإخوانك من الأطباء والممرضين والفنيين وجميع الكوادر الطبية المساندة أنكم على قدر المسؤولية.

وحينما تمعن في تلك الصورة تشعر بأنها ذات صوت، ليست مُتحركة لكنها تحرك فينا كل المشاعر؛ مشاعر الفخر أولاً، والإجلال ثانياً، والإمتنان ثالثاً، والتقدير رابعاً وخامساً وسادساً، والتفهم بما تجده من تعب دائماً.

نعلم يا ابن أخي ما فيك من إرهاق، إلّا أن الوطن اليوم يئن، وأنت جنديه الوفي، وهذه معركة فُرِضت علينا أثبتت فيها أنت ورفاقك أنكم عليها قادرون، ومن أجلها جاهزون، وأمامها تتقدمون، عدو خَدّاع، مناور ومراوغ، لكن قوتكم أمامه أكبر، وقبل كل ذلك لُطف الله بنا وبوطننا أكبر وأعظم.