البحر الميت: منشآت سياحية تعجز عن تأمين أجور عامليها

فيما تعتمد الحركة التجارية في منطقة البحر الميت بلواء الشونة الجنوبية، وخاصة المطاعم ومحلات السوبر ماركت والاستراحات والمنتجعات على الحركة السياحية خلال فصل الشتاء، ما تزال هذه المنشآت تقاسي أوضاعا صعبة نتيجة الخسائر المتتالية للعام الثاني على التوالي بسبب جائحة كورونا.

بداية المعاناة بدأت بعد حادثة البحر الميت التي ذهب ضحيتها 21 شخصا غرقا، منعت على إثرها وزارة التربية الرحلات المدرسية واثرت على الحركة السياحية للمنطقة بشكل كبير، وما ان بدأت الحركة تستعيد عافيتها تدريجيا حتى جاءت جائحة كورونا لتشكل ضربة قاصمة في ذروة الموسم السياحي ما تزال آثارها تتعمق الى الآن.

منشآت ومحال تعجز عن تأمين نفقات العاملين والاجور والديون المتراكمة، باتت مهددة بالإغلاق في ظل استمرار الظروف الراهنة من حظر شامل نهاية الاسبوع، الذي يعد الفرصة الوحيدة لالتقاط الانفاس.

ويؤكد صاحب المطعم ربحي القطامي، ان الموسم السياحي الشتوي كان يوفر لأصحاب المنشآت التجارية في اللواء مصدر دخل يغطي نفقاتها طيلة العام، قائلا "ان الامور باتت غير مجدية مع استمرار تراجع الحركة السياحية للعام الثاني على التوالي منذ حادثة البحر الميت وظهور جائحة كورونا”.

ويبين ان غالبية المطاعم ومحلات السوبر ماركت، كانت تعتمد بشكل كبير على الرحلات المدرسية والعائلية لتنشيط الحركة التجارية في المنطقة، التي تعتبر القبلة السياحية الاولى للسياحة المحلية خلال فصلي الشتاء والربيع، لافتا الى ان تداعيات جائحة كورونا حرمت القطاع من اهم مصادر الدخل التي تساعدهم على الاستمرار بالعمل.

ويشير الى ان معظم المنشآت تعرضت لخسائر ثقيلة، وبعضها اغلق ابوابه لعدم تمكنه من الايفاء بالتزاماته المالية، مضيفا ان استمرار هذه الازمة سيؤدي الى اغلاق العديد من المنشآت الاخرى، التي بات فتحها يشكل عبء على اصحابها في ظل تردي الحركة التجارية.

ويرى صاحب السوبر ماركت محمد النشاش، ان الحركة التجارية على طريق البحر الميت كانت الاكثر تضررا نتيجة تراجع الحركة السياحية، متسائلا ” كيف يمكنه الاستمرار في ظل الاوضاع الحالية مع تراجع المبيعات بشكل كبير واستمرار النفقات الجارية كأجور العمال وفاتورة الطاقة كما هي؟”.

ويبين انه اضطر العام الماضي من تسديد الديون والشيكات من مدخراته، على امل ان تتحسن الاوضاع في المنطقة مع بدء الموسم السياحي في المنطقة، الا ان قرارات الحظر الشامل وخاصة حظر يوم الجمعة، شكلت ضربة قاصمة للقطاع ككل، موضحا انه يدفع ما يقارب من 15 الف دينار شهريا كرواتب لـ22 عاملا واثمان كهرباء وفي معظم الاشهر يتكبد خسارة جديدة.

ويبين مدير شاطئ عمان السياحي فراس الخضيري، ان الحركة ما تزال تشهد تراجعا كبيرا منذ بدء ظهور الجائحة، لافتا الى ان اقرار الحظر الشامل خلال عطلة نهاية الاسبوع التي من المفترض ان تشهد حركة نشطة بخلاف بقية ايام الاسبوع، فاقم من اوضاع المنشآت التي كانت تعول على بدء الموسم السياحي الشتوي في ظل غياب السياحية الخارجية.

ويؤكد ان الاوضاع سيئة للغاية في ظل الكلف التشغيلية المرتفعة من اجور عمال واثمان مياه وكهرباء، وكلف التعقيم اليومية التي تقوم بها المنتجعات لتوائم المتطلبات اللازمة لاستقبال الزوار، لافتا إلى أن الحركة السياحية في البحر الميت تمر بأسوأ أحوالها خاصة في ظل الاعباء التي فرضتها جائحة كورونا.