ميسي خدع العالم!
كتب خلدون الشيخ على مدى الأيام العشرة الماضية أقام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الدنيا واقعدها، باعلان قرار الرحيل عن برشلونة، وفجأة انتهى كل شيء باعلان البرغوث بقاءه في النادي الكتالوني، وكأن شيئاً لم يكن
هذه الحالة الازدواجية في التفكير، وعدم القدرة على أخذ قرار بحسم واصرار وعزيمة، هي التي تؤكد ضعف شخصية هذه الموهبة الكروية، وربما السبب بعدم قيادة الأرجنتين الى أي لقب دولي
أعلن ميسي يوم الجمعة أنه سيبقى في برشلونة لأنه لا يستطيع الذهاب إلى المحكمة ضد نادي حياته لأنه النادي الذي أحبه، والذي أعطاني كل شيء منذ وصولي، انه نادي حياتي، لقد صنعت حياتي هنا ، ما يعكس العاطفية الجياشة التي يتمتع بها، وأيضاً شخصيته البيتوتية الرافضة لأي تغييرات في حياته المستقرة، بل هو علل سبب قرار البقاء، بانه عندما تحدث الى عائلته تنقلب الدنيا الى دراما وحزن، وتبدأ زوجتي وأطفالي بالبكاء، لأن زوجتي تعشق المدينة واين نسكن وأولادي يعشقون مدارسهم ولا يريدون التغيير ، وهو عذر يرمي الى التبرير العاطفي، رغم انني أشك انه هو الذي كان يبكي، كونه يفكر بالرحيل ولا يريد ترك النادي، الذي أمضى فيه 20 عاماً، ولا يعرف سواه. وربما راودته خشية الفشل وعدم النجاح في تجربة خارج كتالونيا، بسبب هذه الشخصية التي لا تتمتح بروح التحدي والمغامرة الراغبة في اثبات العكس وتحدي الصعاب، مثلما فعل منافسه اللدود كريستيانو رونالدو
لكن في المقابل كان عليه ابراز سبب غضبه، وطلبه بالرحيل في المقام الاول، لذا شن هجوما لاذعا على رئيس النادي جوسيب بارتوميو، متهما إياه بعدم الحفاظ على كلمته بشأن السماح له بالرحيل عن النادي مجانا في نهاية الموسم الماضي. وقال: الرئيس قال لي دائما إنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر إذا كنت أرغب في الرحيل أو البقاء، وفي النهاية لم يحافظ على كلمته . وأضاف: كنا متأكدين من أنني حر. وقال الرئيس دائما أنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر، والآن هم يتمسكون بمسألة أنني لم ابلغهم ذلك قبل العاشر من حزيران/يونيو، عندما يتبين أنه في هذا التاريخ كنا نلعب في الدوري في منتصف هذا الفيروس القذر (كورونا) . وشدد: هذا هو السبب في استمراري في النادي لأن الرئيس أخبرني أن الطريقة الوحيدة للمغادرة هي دفع البند الجزائي . هنا تظهر الاعذار، طبعا لا شك في ان علاقته مع الرئيس بارتوميو مضطربة وغير صحية، لكن يقول انه قرر البقاء لأن الرئيس اخبره عن البند الجزائي؟ هذا هراء، لانه كرر انه على يقين بانه لاعب حر، لان بند فك العقد بـ700 مليون يورو لا ينطبق عليه، وهو معه حق، لأن العقد وقعه في 2017 لثلاث سنوات الى جانب سنة اضافية تفعل تلقائياً، والبند الجزائي ينطبق فقط على السنوات الثلاث الأصلية من العقد وليس الاضافية، وميسي يعلم ذلك، ويعلم ان لا وجود لذكر بحلول 10 يونيو في العقد، بل عشرة أيام بعد انتهاء الموسم، الذي انتهى عمليا في 23 اغسطس، وليس نهاية مايو أو مطلع يونيو، وكان بامكانه بسهولة كسب أي معركة قانونية، لكنه استسلم لقلبه ولعاطفته
ورغم عدم سعادته عن النهاية التي آلت إليها الأمور، يصر ميسي على أنه سيقدم كل ما لديه لبرشلونة الموسم المقبل تحت قيادة مدربه الجديد رونالد كومان، على أن ينتهي عقده الحالي في 30 حزيران/يونيو من العام المقبل، وقال: سأستمر في برشلونة وموقفي لن يتغير حتى لو كنت اريد الرحيل. سأبذل قصارى جهدي. أريد دائما الفوز، ولا أحب الخسارة أبدا. قلت من قبل لا نستطيع الفوز بدوري الأبطال. الآن لا أعرف ما الذي سيحدث. لدينا مدرب جديد وفكرة جديدة. هذا جيد، ولكن بعد ذلك علينا أن نرى كيف يستجيب الفريق وإذا كان ذلك يعني أنه يمكننا أن ننافس أم لا. ما يمكنني قوله هو أنني باق وسأقدم أفضل ما لديّ . وستكون الخطوة التالية معرفة إذا كان ميسي، والذي تغيّب قصدا الأحد الماضي عن اختبار فيروس كوفيد-19 الإلزامي قبل انطلاق التدريبات وعن أول حصة تدريبية يوم الاثنين، سينضم إلى الفريق في مركز التدريب. كما سيكون اللقاء مع المدرب كومان محط اهتمام، وهو الذي أخبره بسحب الميزات منه مثلما أخبر صديقيه أرتورو فيدال ولويس سواريز بالرحيل. ومع ذلك ما زلت على يقين ان ادارة برشلونة تورطت بقرار ميسي في البقاء، لانها لن تسعف نفسها ماديا ولن توفر 100 مليون من راتبه، ولن أستغرب اذا وافقت على صفقة ببيعه بـ100 مليون قبل غلق سوق الانتقالات بعد نحو شهر، كي تضمن عدم حدوث عجز مادي عند رحيلها عن السلطة!
لكن مثلما قال مارادونا عندما تراجع ميسي عن اعتزاله الدولي في 2016 لقد خدعنا ، اقول اليوم ميسي خدع العالم