قبل الموعد

لفت إنتباهي خبر مفاده أن شركتنا الأردنية الناقل الجوي ((الملكية الأردنية )) طلبت من مسافريها الحضور للمطار قبل السفر بثلاث ساعات بالتمام والكمال''، ليس هذا المهم في الخبر وإنما هو التبريرات غير المنطقية التي ساقتها الشركة لمسافريها ، من أن الطريق زحمة، واروقة المطار فيها صيانه، وان الكاونترات يجب إغلاقها بوقت كاف من موعد الإقلاع وغيرها من المبرارات غير المقبولة .

ومن حقي كمواطن التساؤل كيف لي الحضور بوقت طويل متعب ، وإذا كانت مدة الرحلة التي أريد السفر عليها لا تتجاوز الساعتين أو الثلاث في الغالب العام ؟ وماذا سيصيب المسافر الذي يريد السفر لمسافات بعيدة طويلة ككندا ، او اميركا أو أستراليا ، هل يستأجر غرفة في فندق المطار في حال توفر غرف شاغرة قبل السفر ليرتاح من عناء السفر وبعد المسافة ؟ لا أدري لماذا شركات الطيران العالمية تحاول جذب المسافرين إليها بشتى الطرق وشركتنا الوطنية تنفر الناس من السفر عليها؟ إن الشركة يجب عليها بذل قصارى جهدها لترتقي للمستوى العالمي الذي نريده ونطمح إليه.

ونتمنى أن تتوفر فيها المصداقية في الحجوزات وخصوصا موعد الرجوع لأماكن العمل من أبناء الوطن وخاصة في الصيف ، ليلتحقوا بأماكن عملهم دون تأخير أو إبطاء وخاصة في دول الخليج العربي . انا لا أقول هذا الكلام من قبيل التشهير ، او من باب التندر أنا اقوله من وجع عانيته إبان سفري على طائرنا الميمون الملكية ، إلى ابو ظبي في أكثر من مرة ، خلال فترة أقامتي وعملي هناك.

في إحدى السفرات ذهبت للمطار وحسب الموعد وبعد تأكيد الحجز من إربد ، فوجئت بأنني لم أووكد الحجز ، ولا مكان لي على الرحلة في تلك الليلة ، فعلى الصراخ بيني وبين موظف الكاونتر ، لأنني أريد اللحاق بعملي ، ولكن لا جدوى من المناقشات والصراخ ، ومصادفة إذا بصديق لي ممن كنت أنا وإياهم في المدرسة ، وكان ضابطا يعمل بأمن الطائرات ، فامسك بيدي وهدئ من روعي وغضبي وإنفعالي.

وقال لا عليك سوف تسافر الليلة ، وفعلا قام بختم الجواز ، ونادى لتحميل الحقائب ، والكل ممن كان قد أصابه مما أصابني قبل حضور صديقي الضابط في الوقت المناسب ، بدا مندهشا ، وتم حجز مقعد لي من مقاعد رجال الأعمال ، ودون دفع طبعا فرق الأسعار .

وجلسنا ،أنا وصديقي ، نتجاذب أطراف الحديث حتى حطت الطائرة في مطار ابو ظبي ، فشكرته وودعته وتمنيت له عودة ميمونة للوطن، وأنا يممت صوب العاصمة في ساعة متاخرة ولأصل بيتى هناك وقبل آذان الفجر بقليل . هذه حقيقة أسوقها للشركة ، أملا إحترام المسافر ، ومراعاة معاناته يوم السفر ، راجيا للجميع السفر الميمون والسلامة ، ولشركتنا التطور والتقدم .

هذه المقالة وردت لزاوية كتاب جراءة نيوز لكن لعدم وجود متسع ننشرها في زاوية مقالات مختارة مع التقدير للكاتب  الذي نكن له كل محبة وتقدير.