اجتماع "استكشافي" للجنة الرباعية في القاهرة وإيران تقترح ضم العراق وفنزويلا إليها
جراءة نيوز - عمان : أكدت تركيا أن النظام السوري يسعى جاهداً لتحويل الأزمة إلى صراع طائفي بين السنة والشيعة بهدف التغطية على فقدانه السلطة السياسية.
واعتبر ابراهيم قالين, المستشار الكبير لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان, ان هذا التصور الطائفي يهدف الى حشد السوريين العلويين والشيعة الى جانب الأسد وإعطاء سبب لمعارضة الدول ذات الأغلبية السنية في المنطقة لنظامه, مؤكداً أن السنة والعلويين في سورية ليسوا كتلتين محددتين وأن تركيا لا ترى الأزمة في إطار طائفي.
وقال "يحاول نظام الاسد -لأنه فقد شرعيته السياسية- تقديم الأزمة على أنها صراع طائفي ويزعم أن من يعارضونه يفعلون ذلك لأنهم سنة ويكرهون الشيعة", مضيفاً "لكن الشيء الجيد هو أن الاغلبية العظمى من السنة والشيعة لا ينطلي عليهم هذا الرأي ويدركون أنها قرارات سياسية وليس صراعاً طائفياً".
ووصف التأكيد المتنامي على الهويات الدينية في الشرق الاوسط ب¯"الطائفية الجديدة", لكنه أكد ان هذه الاتجاهات رغم كونها اتجاهات حقيقية الا أنها ما زالت ثانوية في الاغلب بعد الصراعات السياسية التي تحرك الأحداث في المنطقة.
واشار إلى أن دعم إيران نظام الأسد مرده إلى أسباب عدة من بينها التضامن الطائفي, لكنه اعتبر أن هذا الدعم يستند بشكل أكبر الى افتراضات سياسية خطأ.
وقال قالين, في هذا الاطار, "تعتبر ايران سورية مجالا للنفوذ وجزءا من جبهة ضد الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة, وحساباتهم هي أنه اذا تمت الاطاحة بنظام الاسد فإن النظام الجديد في سورية لن يبقى على موقفه من السياسات الاسرائيلية وهذا أمر خطأ ببساطة".
وأكد أن الحكومات المنتخبة حديثا في تونس ومصر وليبيا أثبتت اهتمامها الشديد بالقضية الفلسطينية وتعبر عن معارضتها الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية بتأييد ديمقراطي كامل.
وأضاف "أياً كان من سيأتي للسلطة في سورية فإنه سيستند الى الارادة الشعبية للناس, وإن الاغلبية العظمى من الشعب السوري مثل باقي الشرق الاوسط ضد الاحتلال الاسرائيلي".
وإذ أكد أنه من الخطأ ان يعامل السنة ككتلة والشيعة ككتلة في المنطقة, قال قالين, وهو أستاذ سابق في الفلسفة الاسلامية, ان السعودية وقطر, بعكس إيران, تضعان السياسة قبل الدين, و"تدعمان المعارضة السورية ضد نظام وحشي, وهذا هو بيت القصيد".
في سياق متصل, يعقد اليوم في القاهرة اجتماع بين المبعوث الأممي - العربي الخاص إلى سورية الأخضر الابراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بصفته رئيساً للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية.
ويأتي هذا الاجتماع غداة اجتماع رباعي عقد في القاهرة ليل أول من أمس على مستوى مساعدي وزراء الخارجية لدول مصر والسعودية وتركيا وإيران بهدف البحث في سبل لحل الأزمة, بناء على اقتراح الرئيس المصري محمد مرسي.
ويمكن وصف الاجتماع ب¯"الاستكشافي", بحسب مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى, أوضحت أنه كان "مجرد بداية", وأنه على الرغم من المواقف المتضادة للدول المشاركة إلا أن المناقشات الموضوعية المستفيضة كانت "خالية من الحدة والتوتر والانفعال".
وأضافت أن الاجتماع كان لجلسة واحدة على مستوى كبار المسؤولين وامتد على مأدبة عشاء أقامها مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير شوقي إسماعيل, مشيرة إلى أنه كان يهدف إلى "تضييق الهوة" بين مواقف الدول الأربعة المشاركة والسعي لإيجاد حلول سياسية للأزمة والحؤول دون امتدادها من سورية إلى دول الجوار.
وأكدت المصادر أن كل طرف تمسك بوجهة نظر بلاده تجاه الأزمة, مشيرة إلى أن ذلك "أمر طبيعي لكونه اجتماعا تمهيديا للاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الدول الأربع الذي سيتم تحديد موعد انعقاده خلال الأيام القليلة المقبلة وفقاً لارتباطات مواعيد الوزراء الأربعة".
وأوضحت أن كبار المسؤولين في الدول الأربع غير مخولين تقديم تنازلات في مواقف دولهم وعليهم الرجوع لعواصمهم, مشيرة إلى أن عقد الاجتماع في حد ذاته أمر طيب كونه أول تعاون بين هذه الأطراف الإقليمية الأربع الفاعلة والمؤثرة.
وفي طهران, أعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي, أن الرئيس محمود احمدي نجاد اقترح إضافة العراق ودولة أخرى لم يسمها, على اللجنة الرباعية ليصبح عدد الدول ستة.
وأشار الى أنه من المقرر ان تعقد الإجتماعات التشاورية على مستوى وزراء خارجية الدول الست, لكن بسبب وجود بعض القضايا والملابسات تقرر ان يعقد الاجتماع الاول على مستوى الخبراء فقط.
من جهته اوضح عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الذي شارك في اجتماع القاهرة ان الدولة التي لم يسمها صالحي هي فنزويلا باعتبارها احد اعضاء اللجنة الثلاثية في حركة عدم الانحياز