مدير دار جنائز يصف كيف يتم دفن ضحايا كورونا
وصف مدير دار جنائز بريطانية الإجراءات الوقائية المعمول بها لدفن ضحايا فيروس كورونا دون تعريض الآخرين لخطر العدوى.
وقف مدير الجنازة بول كوثيل على قبر منعزل، وتلا بعض الصلوات لضحية كوفيد-19 البالغ من العمر 90 عاماً والذي تم دفنه للتو، وذلك بعد عشرين عاماً من دفن زوجته، وكان أقرباء المتوفى الوحيدين هما أبناء عمومته في السبعينات من العمر، ولم يتمكنوا من حضور الدفن بسبب وجودهم في العزل.
وقال بول الذي يدير نشاطاً تجارياً في وسط اسكتلندا "لقد كان الأمر مؤلماً للقلب، الأشخاص الوحيدون الحاضرون كانوا أنا وزميلي وثلاثة من العاملين في المقبرة. شعرت أنني لا أستطيع أن أرحل دون أن أقول بضع كلمات لتأبين الرجل".
يضيف بول إن هذا مشهد مكرر للجنازات في عصر كورونا، مع حرمان عائلات المتوفين من أبسط تقاليد ومراسم الدفن، حيث أغلقت الكنائس أبوابها، وأقفلت متاجر الزهور، وتم حظر سيارات الليموزين بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، كما أن محارق الجثث والمقابر تقتصر على ما بين 10 و 15 شخص.
ويتم إجراء العديد من مراسم الدفن عبر منصة زوم لمؤتمرات الفيديو، أو مواقع الإنترنت الأخرى. وبالنسبة للحاضرين في الجنازة، يتم تطبيق قاعدة التباعد الاجتماعي لمسافة مترين، وهذا يعني أن أقارب المتوفى لايستطيعون مواساة بعضهم بالعناق.
ولا تجرؤ معظم دور الجنائز على تحنيط ضحايا فيروس كورونا، ويتم إغلاق التوابيت عليهم في غضون ساعات من وفاتهم، لتجنب نشر العدوى، وهذا يعني أن أقارب المتوفى لا يستطيعون غالباً إلقاء نظرة أخيرة عليه.
ولا تزال عائلات الأشخاص الذين يفارقون الحياة لأسباب أخرى قادرين على رؤية أحبائهم ولمسهم، ولكن يتم منحهم أوقاتاً محدودة ضمن إجراءات صارمة، لضمان عدم نشر العدوى بالفيروس.
ويدير جيريمي فيلد واحدة من الشركات القليلة التي لا تزال تنفذ التحنيط على ضحايا الفيروس، حيث يرتدي الموظفون معدات حماية شخصية كاملة، بما في ذلك النظارات الواقية والأقنعة والمآزر والقفازات والقبعات.
كما يسمح جيريمي، الذي يدير 30 فرعاً في جنوب شرق إنجلترا للعائلة برؤية أحبائهم، لكنه ينصح بعدم ملامستهم.