هل تراودكم كوابيس عن كورونا؟ العلم يفسّر
دقق كثيرون حول العالم في مناماتهم منذ تفشي فيروس كورونا الجديد والتزامهم الحجر الصحي في منازلهم، ولجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي متسائلين عما إذا كانت الكوابيس الغريبة تراودهم وحدهم أو إن كانت تجربة يشاركهم فيها آخرون.
الكاتبة في مجلة "تايم" الأميركية، صوفي وينر، تطرقت إلى الأمر أخيراً، وأشارت إلى أن مسحاً للمنامات أجراه البروفيسور المساعد في كلية الطب في "جامعة هارفارد" الأميركية ديدر لاي باريت، أكّد أن المنامات الواضحة التي لا ينساها الأشخاص ازدادت منذ انتشار فيروس كورونا المستجد عالمياً. ولفت تقرير وينر إلى أن دراسات سابقة بيّنت أن أحداثاً، مثل اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، غيرت منامات الأشخاص.
الروابط المعقدة بين الأحداث في حياتنا اليومية وأحلامنا لا تزال غير مفهومة بالكامل. لكن ما لا شك فيه أنّ الوباء العالمي أثار قلقاً وتوتراً لدى ملايين الأشخاص. وقد أظهرت الأبحاث أن القلق الزائد خلال النهار، ينعكس في محتوى أكثر سلبية في المنامات. وفي حالة الجائحة الحالية، قال كثيرون لكاتبة التقرير، إنّ جثثاً كثيرة تظهر في مناماتهم، أو يحلمون بتعرضهم لاعتداءات، وغيرها من الأحداث العنيفة.
كما أن القلق والضغوط تدفع الأشخاص إلى تذكر أحلامهم بشكل أكثر وضوحاً، لأن عملية النوم لديهم تتخللها عوائق. كما أن التغييرات الكبيرة في نمط حياة الأشخاص، والتي فرضها عليهم الوباء، تفسر هذه النوعية من المنامات.
دراسات محدودة تطرقت إلى أثر العزلة الاجتماعية على نوعية ما نشاهده أثناء النوم، لكن دراسة غير منشورة الآن تسعى إلى إثبات أنّ الأحلام تخضع للمحتوى الاجتماعي المبني على حياتنا اليومية أكثر مما نتوقعه، وفقاً لمجلة "تايم". المشاركون في الدراسة جردوا من هواتفهم الذكية وحواسيبهم المحمولة، وخضعوا لعزلة في جزيرة فنلندية لمدة أسبوع، من دون التفاعل مع أي شخص. ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص كانوا يحلمون أكثر بأصدقائهم المقربين وعائلتهم عندما كانوا في عزلة.