هل تنقل الحيوانات الأليفة (كورونا)؟

بعد إعلان مدينة "هونج كونج" عن وفاة الكلب (بوميرانيان) البالغ من العمر (17 عامًا) بعد إصابته بفيروس (كورونا)، تولدت لدى البشر تساؤلات حول إمكانية انتقال فيروس (كورونا) المستجد من الإنسان إلى الحيوان، والعكس صحيح، وهل فعلاً أن اقتناءها في منازلنا قد يشكل خطراً علينا؟

أمر غير وارد

أجاب الدكتور نبيل العيلة، أستاذ الأحياء الدقيقة الجزيئية في جامعة الأقصى، على تساؤلات "دنيا الوطن"، قائلاً: أجرت الدكتور دانا فاربل، مديرة الطب البيطري في الجمعية البيطرية بأمريكا الشمالية، اختباراً لآلاف الحيوانات الاليفة المنزلية لفيروس (كوفيد- 19)، (كورونا) المستجد، من قبل شركة بيطرية متخصصة، ولم تخرج أي نتيجة (إيجابية)، وبهذا احتمالية إصابة الكلاب والقطط بهذا المرض منخفضة للغاية في الوقت الحالي.

وأضاف العيلة: " يعتقد الخبراء أنه من غير المحتمل ان يكون ذلك. حيث تشير منظمة الصحة العالمية حاليًا بعدم وجود أدلة تشير إلى أن الكلاب أو القطط يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا الجديد، المنظمة العالمية لصحة الحيوان تشير أنه لا يوجد دليل على أن الكلاب تلعب دورًا في انتشار هذا المرض أو أنها تمرض، ويتفق مع هذا الرأي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة الامريكية (CDC) ، مشيراً إلى أنه "في هذا الوقت ، لا يوجد دليل على أن الحيوانات المرافقة بما في ذلك الحيوانات الأليفة يمكن أن تنتشر(كورونا) المستجد ".



وكشف أن الكلب الذي توفى بسبب (كورونا)، كان كبير بالسن، ولديه أمراض أخرى، وقد توفي بعد ثلاثة أيام من إخراجه من الحجر الصحي، مشدداً على أن احتمالية إصابة الكلاب أو القطط بهذا المرض منخفضة للغاية في الوقت الحالي.

وأكمل: إذا قام مريض مصاب بفيروس في أنفه بفرك أنفه وحصل على مجموعة من الفيروس في يده ثم قام بتدليل كلبه ، ثم قام أحد أفراد الأسرة بتدليك ذلك الكلب في نفس المكان بالضبط ثم فرك أنوفهم ، ربما يمكنهم نقله، لكن إذا كنت تعيش في منزل مع شخص مصاب بالفيروس ، فإن عامل الخطر هو أن الإنسان وليس الحيوانات الأليفة.

وقال أستاذ الأحياء الدقيقة الجزيئية: إذا بحثنا في مصادر الفيروسات، (السارس) كان موجوداً بالقطط والديدان، و( ميرز) الذي انتشر في السعودية، كان موجود في الابل، والآن (كورونا) بالفحص والتسلسل الجيني، وجدوا تطابقاً بنسبة كبيرة مع الخفافيش.

وأسطرد: أصول الفيروسات كانت من الحيوان، ولكن بعد ذلك انتقلت من إنسان لإنسان، الـ 300 ألف المصابين حول العام، انتقلت من إنسان لإنسان، ولم نجد حالات إصابة من إنسان للحيوان، ولكن بالجانب العام (كورونا) ينتقل بالرذاذ، والرذاذ موجود لدى الإنسان والحيوان، ولكن الانتقال أمر نادر.



وختم: نعم من الممكن أن يعطس الشخص المصاب بـ(الكورونا) أو يلوث حيوانه الأليف ، وبعد ذلك يمكن لشخص آخر أن يلامس هذا الحيوان ويصاب بالمرض، يعتقد الخبراء البيطريون أن خطر انتقال العدوى سيكون منخفضًا، يعيش (كوفيد 19) فترة أطول على الأسطح الصلبة وغير الحية (مثل الزجاج والمعدن) مقارنة بالأسطح الناعمة (مثل الفراء والكرتون)، ومع ذلك ، يجب أن تبقى الحيوانات التي تعيش مع الأفراد المرضى بعيدًا عن الأشخاص والحيوانات الأخرى (في الحجر الصحي في المنزل).

الخوف من الإنسان على الإنسان

وقال الدكتور يحيى عابد، العميد المؤسس لكلية الصحة العامة بغزة: الـ (كورونا) موجود منذ عام 1965، وكان يُصيب الإنسان ويعمل له حالة رشح خفيفة، بعد فترة غير هذا الميكروب شكله، وعمل في سنة 2002 ميكروب من نوع آخر سمي (سارس) وكان يصيب الحيوان، ثم انتقل من الحيوان إلى الإنسان، وكان أشد قسوة على الإنسان، وكانت معدلات الوفاة 10% من الحالات.

وأكمل عابد لـ"دنيا الوطن": غير الميكروب شكله مرة ثانية، غير الفيروس شكله مرة أخرى في عام 2012 حيث أصاب الجمال، ووصل إلى الإنسان، وكانت نسبة الوفاة فيه 35% أي أشد مما سبقه، كل تلك الميكروبات من فصائل (كورونا) ولا يوجد تطعيم لهم.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، تضع مراحل لانتقال المرض، المرحلة الأولى لا يوجد مرض، المرحلة الثانية المرض ينتقل من حيوان لحيوان، المرحلة الثالثة المرض ينتقل من الحيوان للإنسان، المرحلة الأخيرة ينتقل من الإنسان إلى الإنسان، وقد ينتقل من الإنسان للحيوان.

واكد أن الناقل الرئيسي لـ (كورونا) هو الإنسان، وليس الحيوان، متمماً: "في بداية الأمر يكون الخوف من انتقال المرض أو الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، ولكن إن وصل الإنسان، يصل الإنسان، هو الناقل الرئيسي، وينتقل المرض من إنسان لإنسان".

وأوصى بالابتعاد عن بعض الحيوانات، بشكل احترازي، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بالوقاية؛ لوقف نقل المرض من إنسان لإنسان.

نصائح طبيب بيطري

نفى الطبيب البيطري، طه الرفاعي، نقل الحيوانات الأليفة لفيروس (كورونا) إلى الإنسان، مؤكداً عدم ثبوت إصابتها هي أيضاً بالفيروس.

وأضاف الدكتور الرفاعي: " بعيداً عن كورونا، أنصح المواطنين بالالتزام بقواعد الصحة العامة، عند التعامل مع الحيوانات الأليفة، وتغسيل اليدين بالماء والصابون قبل ملامستها وبعده، صحيح (كورونا) لا تنتقل، ولكن هناك أمراض أخرى تنتقل".

وأكد أن هناك بعض الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، و(كورونا) ليست منهم، لذلك يجب الالتزام ببعض القواعد العامة، كتطعيم الكلاب والقطط المنزلية، وإعطائها مضادات للطفيليات والديدان الداخلية، لأن بعضها ينتقل بين الإنسان والحيوان.

وأكمل: بعد التعامل معهم بشكل مباشر، يجب غسل اليدين بالماء والصابون، بالإضافة لاستخدام الكمامات والكفوف قبل التعامل مع فضلات الحيوانات الأليفة، وأثناء تغيير الرمال الخاصة بفضلاتها، ويفضل ابتعاد النساء الحوامل عن القطط خلال فترة الحمل، إذا لم تكن قد تعاملت مع القطط في أوقات سابقة.

ونصح بعدم التلامس بين الحيوانات التي تربى خارج المنازل والإنسان، فيمكن إطعامها دون ملامستها ملامسة مباشرة.