الأمير علي: احزنني جدا وفاة الكابتن الجوهري لكنها ارادة الله ...بعد أن كان خير ناصح ومرشد .

جراءة نيوز-عمان:

 فقدت كرة القدم العربية عامة والمصرية والأردنية على وجه الخصوص احد ابرز رموزها حيث توفي أمس الكابتن محمود الجوهري مستشار رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم بعد تعرضه لنزيف حاد في الدماغ.
وقدم سمو الامير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم تعازيه الحارة لعائلة الفقيد واسرة كرة القدم العربية والقارية والدولية.
وأكد سموه في بيان صحفي صدر عن مكتبه امس «لقد احزنني جدا وفاة الكابتن الجوهري لكنها ارادة  الله التي شاءت ان يقدم لوطنه سنوات حافلة من العطاء والانجازات، وان يسلم روحه هنا في الاردن حيث ندين له بالفضل لكل ما انجزناه على صعيد كرة القدم العربية والقارية والدولية، وعلى روح المسؤولية التي تمتع بها خلال السنوات العشر الماضية التي عمل فيها مع الكرة الاردنية وكان خير من استشير وخير من قدم النصح والارشاد لمنظومة كرة القدم الاردنية».
وأضاف « لقد امضى الكابتن الجوهري سنوات من العطاء وقدم بكل اخلاص وتفان ولذلك فانه سيبقى معنا بذكرياته الطيبة وببصماته التي لن يمحوها الزمن لصدقه في عمله فكل العزاء والمواساة اقدمه من قبلي الى عائلته ممثلة بالسيدة الفاضلة عقيلته وابنائه الذين عاشوا  معنا كاسرة اردنية بين كل الاردنيين».
وتابع سموه « لقد كان اخأ وصديقا وفيا لكل الاردنيين وكان واحدا من افراد اسرتنا الكبيرة لذلك فاننا حزينون على رحيله، وعزاؤنا بما قدم لنا وان نواصل العمل بكل البرامج والخطط التي وضعها  فقيدنا وفقيد الكرة العربية بفكره النير وعقله الكبير وتجربته الغنية التي لم يبخل عن تقديمها على امتداد سنوات عمره».
وكان سموه عاد الكابتن الجوهري بالمركز العربي الطبي في اليوم الاول وزاره امس الاول للمرة الثانية مثلما زار منزل الفقيد اكثر من مرة والتقى مع افراد عائلته.
واعلن اتحاد كرة القدم في بيان رسمي صدر ظهر امس وفاة «الكابتن» عن عمر يناهز 74 عاما بعدما عمل بكل اخلاص وتفان للكرة الاردنية على امتداد نحو عشر سنوات شغل خلالها منصب المدير الفني للمنتخب الوطني منذ عام 2002 وحتى عام 2007 قبل ان يعود مستشارا لرئيس الاتحاد منذ عام 2008 وحتى وافته المنية، وقاد الكرة الاردنية لافضل الانجازات على مختلف الاصعدة ومخططا لكرة القدم الاردنية.
وكان الفريق الطبي المشرف على حالة الفقيد التقى عائلته التي ضمت زوجته سامية وولده البكر احمد وابنتيه صباح امس في مكتب خاص بالمركز العربي الطبي حيث كان الفقيد يتلقى علاجه وابلغوهم بوضعه الحرج جدا وعدم استجابته للحد الادنى من العلاج وان ما تبقى له من الحياة هو امر لا يعلمه الا الله وبعدها بساعة فقط اعلن عن وفاته.
وعلى امتداد الفترة الزمنية التي مكث فيها بالمركز الطبي توافدت اعداد كبيرة من الاسرة الاردنية عامة والاسرة الرياضية وكرة القدم على وجه الخصوص للاطمئنان على حالة الجوهري.

وفد كبير يرافق 
                                                جثمان الفقيد الى مصر اليوم
وسوف ينقل جثمان الفقيد الى وطنه مصر  اليوم على متن طائرة خاصة من مطار ماركا العسكري برفقة عائلته وستقام مراسم وداعية خاصة في أرض المطار حيث يقوم لاعبو المنتخب الوطني بنقل جثمان الفقيد بمشاركة لاعبي باقي المنتخبات من كافة الفئات الى جانب رؤساء الأندية والشخصيات الرياضية وأركان الاتحاد فيما يرافقه وفد يضم عددا من قيادات كرة القدم الاردنية وأركانها للمشاركة بتشييع جنازة الفقيد وتقديم العزاء.
وكان اتحاد كرة القدم فتح مقره لاستقبال المعزين بوفاة الجوهري اعتبارا من يوم امس وحتى مساء اليوم حيث كان سمو الامير علي بن الحسين اول من زار مقر العزاء والتقى عدداً من افراد اسرة الفقيد وتوجه سموه الى المكتب الخاص بالكابتن محمود الجوهري في مقر الاتحاد.
وزار مقر العزاء السفير المصري خالد ثروت وأركان السفارة الى جانب أبناء الجالية المصرية بالإضافة إلى عدد من رؤساء الاندية ولاعبيها ومدربيها وشخصيات رياضية ورسمية وحشد كبير من رجال الاعلام وممثلي وكالات الانباء والمحطات الفضائية. 
ونعي اتحاد كرة القدم عبر موقعه الرسمي الجوهري وجاء في البيان «ينعي الاتحاد الاردني لكرة القدم وفاة المربي والمدرب والخبير العربي المصري الكابتن محمود الجوهري مستشار رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الذي لبى نداء ربه صباحا  في المركز الطبي العربي في عمان وسط عائلته واسرته الاردنية الكبيرة عن عمر يناهز 74  بعدما داهمته جلطة دماغية صاحبها نزيف حاد في الدماغ منذ يوم الجمعه 31 الجاري».
واضاف البيان «يتقدم سمو الامير علي بن الحسين بأصدق مشاعر العزاء والمواساة من عائلة الفقيد واسرة كرة القدم العربية والقارية والدولية لرحيل احد ابرز رموز كرة القدم في الوطن العربي».
مسيرة الجوهري مع الكرة الأردنية
وكان  الجوهري بدأ عمله مع الكرة الاردنية عام 2002 حينما تم التعاقد معه كمدير فني للمنتخب الوطني الذي قاده لانجازات تاريخية ابرزها كاس العرب في الكويت حيث حل المنتخب الوطني بالمركز الثالث وقيادة المنتخب الاردني لنهائيات كاس اسيا التي اقيمت في الصين عام 2004 لاول مرة بتاريخه ومنحه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسام العطاء تقديرا واعتزازا بما انجزه وقدمه للكرة الاردنية مثلما قاد الجوهري المنتخب الوطني لاحتلال المركز الثاني ببطولة غرب اسيا وغيرها من المشاركات بتصفيات كاس العالم والبطولات الدولية والعربية.
ومنذ عام 2008 عين الكابتن مستشارا للأمير علي وكلف بالاشراف الكامل على ملف المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات العمرية وللجنسين وبفضل تخطيطه وبرامجه التدريبية واشرافه المباشر على اعداد المنتخبات تحققت العديد من الانجازات من اهمها بلوغ المنتخب الوطني للشباب نهائيات كاس العالم التي اقيمت في كندا وبلوغ منتخبات الشباب والناشئين لنهائيات كاس اسيا بانتظام الى جانب فوز المنتخب النسوي بكاس العرب وببطولات غرب اسيا وكذلك اشراف الكابتن الجوهري على مراكز الامير علي للواعدين والموهوبين والتي قدمت للمنتخبات الوطنية والاندية الاردنية العديد من ابرز النجوم.
    
                                                   مسيرة الفقيد 
                                           مع الكرة المصرية والعربية 
بدأ الفقيد حياته الكروية لاعباً بالنادي الأهلي المصري وفي منتخب مصر في الفترة من 1955م حتى 1966م  واعتزل مبكراً بسبب أصابة تعرض لها في ركبته فاتجه إلى التدريب، حيث  عمل مدربا لفريق النادى الأهلي  في بداية الثمانينات من القرن العشرين ثم تولي تدريب المنتخب المصري في ايلول عام 1988م واستطاع الوصول به إلى كأس العالم عام 1990م لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولى عام 1934 و تعادل المنتخب المصري مع هولندا 1/1 في أولى مبارياته في المونديال كما تعادل مع إيرلندا من دون اهداف وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا وخرج من الدور الأول.
وفازمنتخب مصر تحت قيادته بلقب بطولة أفريقيا  عام 1998م التي أقيمت في بوركينا فاسو وهو أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعبا ومدربا حيث حصل علي الكأس مع منتخب مصر عام 1959م وكان هدافا البطولة.
و يعد الجوهري من أبرز المدربين المصريين والعرب حيث تميز باستخدام إمكانيات الفريق الذي يدربه واستثمارها لتحقيق الفوز علي منافسيه في العديد من البطولات، كما قاد  المنتخب المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في سوريا عام 1992م وهو أول مدرب مصري يتولي تدريب فريقي الاهلي المصري والزمالك  في تاريخ الكرة المصرية.
كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982 كما نجح مع الزمالك في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993، والفوز بكأس السوبر الأفريقي، وتولى تدريب عدد من الأندية الخليجية منها أهلي واتحاد جدة، وتتلمذ على يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولى تدريب  الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب سلطنة عمان في كأس الخليج عام 1996.