كيف تسلل الإسماعيليون إلى جنوب الأردن؟!
في مؤتة الكرك، ومدن الجنوب غضب بالغ هذه الأيام، على تدفق طائفة الإسماعيليين البهرة الى مؤتة الكرك، وعند مقام جعفر بن أبي طالب، والمسيرات قبل فترة حملت يافطات تطالب بمنع هؤلاء من القدوم الى تلك المنطقة.
بدأت القصة بإقامة بناء قرب مقام جعفر بن أبي طالب، وأهل المنطقة يقولون ان ذلك البناء سيكون حسينية للشيعة، وهم يرون بعيونهم هنوداً وعرباً يتوافدون للموقع الذي اقترب افتتاحه، والاعتراض على أشده ازاء هذا الوضع، خصوصا، مع الكلام عن قرب قدوم أمير الطائفة لافتتاح الموقع.
الرسميون نفوا أن يكون البناء عبارة عن حسينية للشيعة، وقالوا انه فندق صغير، وهكذا هو ترخيصه، ويمتلكه أردنيون، وأضافوا في نفيهم كلاما مثيراً، اذ قالوا ان الإسماعيليين البهرة لهم مقر آخر في تلك المنطقة موجود منذ عشرة سنين!.
إيران سابقا حاولت اعمار المقامات على نفقتها مقابل فتح جسر جوي لنقل الإيرانييين من اجل السياحة الدينية وهذا العرض تم رفضه من السلطات، وحتى بيع الاراضي في مؤتة الكرك يخضع لتدقيق أمني تخوفا من بيع الأراضي لعرب من غير السنة، او لأردنيين متشيعين سراً، أو وكلاء لجهات اخرى.
خلال اليومين الفائتين تدفق الى المقام مئات من الهنود والعرب بشكل مفاجئ، من غير السنة، والتحسس في المنطقة بلغ أشده، لاعتبارات دينية وسياسية، وقضية البناء المثار عليه الجدل باتت متفجرة وبحاجة لحسم وتوضيح دقيق من كل الجهات.
فرق الشيعة كثيرة، ولايمكن المساواة بينها، لأن هناك فرقا عقائديا بين الشيعة الاثنى عشرية، وبين العلويين، وبين الإسماعيليين، وحتى الإسماعيلية فيها فرق متنوعة، من بينها فرقة البهرة، اي التجار، وهذه الفرقة خلفها تمويل مالي كبير، ولها زعامات متنفذة.
يأتي السؤال حول سر التحسس الرسمي المفترض من شيعة العراق وايران، ومن الجعفرية، ومراقبة كل شيء يخصهم من السياحة الى تملك الأراضي في تلك المنطقة، لكنه عند فرق الاسماعيلية يتوقف، سواء البهرة او غيرهم، وهذا يثير الاسئلة حول سر هؤلاء و علاقاتهم وامتدادهم ونفوذهم، ولماذا يحظون بقبول عكس بقية الشيعة؟!.
هذا ملف يتوجب التدخل فيه، حتى لا تحدث فتنة في تلك المنطقة، خصوصا ان التيارات الدينية المعتدلة والمتشددة، بالاضافة الى اهل المنطقة يشعرون بقلق بالغ مما قد يحدث في منطقتهم، وهم ايضا يسألون عن هذا الانفصام في الموقف فيتم تمرير طلبات لفئات من الشيعة، والوقوف في وجه فئات اخرى لاعتبارات سياسية على الأغلب.
لا يصدق الناس قصة النفي الرسمي بكون البناء عبارة عن فندق، وهم يقولون ان البناء قد يكون تم ترخيصه هكذا لكن غايات استعماله لن تظهر حاليا، وهذا كلام الناس الذي ينفيه الرسميون، جملة وتفصيلا.
لعلنا ايضا نسمع رداً من صاحب البناء حتى لا يؤخذ ظلماً بجريرة الكلام، ونحتاج منه الى توضيح علني، خصوصا، مع هذه الحدة.
النفي الرسمي لقصة الحسينية، حمل اعترافا حول وجود مقر آخر للاسماعيلية البهرة في الكرك منذ عشر سنوات، وهذه قصة اخرى، خصوصا ان احد منا لم يسمع عن هذا المقر إلا في وارد نفي بناء حسينية في تلك المنطقة!.
اساسا الحسينيات موجودة في الاردن، وفي عمان الغربية، في احياء راقية، وفي فلل يجتمع فيها الناس، وهذا يقول من جهة اخرى، ان ليس كل الامور تحت السيطرة كما يوحى الى اغلبنا هذه الايام.
هذا ملف حساس ولا بد من طيه سريعاً.