تراجع مرتبة الأردن في سلم تنافسية التنمية الأقتصادية ستة نقاط

 جراءة نيوز-عمان:

اصدر المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف تقرير التنافسية العالمي لعام 2010-2011 والذي يقوم سنوياً ومنذ عام 1979 بإصداره وذلك ضمن سياق دراسة تنافسية الدول والعوامل التي تؤثر في التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الازدهار الاقتصادي.

يعتبر هذا التقرير أداة مهمة لصانعي القرار من القطاعين العام والخاص في تلك الدول بهدف عمل المقارنات مع مختلف الاقتصادات الإقليمية والعالمية خاصةً عند رسم السياسات الاقتصادية في مختلف الميادين. 

ويلحظ التراجع الكبير في مرتبة الأردن حسب مؤشر التنافسية العالمي (GCI)، اذ يعود ذلك إلى الأداء المتواضع للأردن حسب بعض المحاور الأساسية والتراجع الكبير في مرتبة الأردن حسب المحاور ومنها محور مؤشر تنافسية كفاءة سوق العمل (Labor Market Efficiency) لعام 2011 حيث يعد نقطة من نقاط الضعف المهمة التي تعيق من رفع تنافسية الأردن.

حيث تراجعت مرتبة الأردن إلى (112) بمقدار 6 مراتب هذا العام، ويعزى ذلك إلى أن أغلب المؤشرات الفرعية المكونة لهذا المحور شهدت تراجعاً هذا العام، حيث تعتبر نقاط ضعف يجب معالجتها وتتمثل بتراجع الاعتماد على المدراء المحليين بمقدار 22 مرتبة ليصل إلى (100) وضعف العلاقة الرابطة بين رواتب العاملين والموظفين وإنتاجيتهم في الأردن حيث حقق مرتبة (77) متراجعاً بذلك 21، وضعف التعاون بين أصحاب العمل والعمال أو الموظفين (84) حيث بلغ التراجع 18 مرتبة، بالإضافة إلى تدني مشاركة المرأة في القوى العاملة (139) والتي تمثل أدنى مرتبة من بين الدول المشاركة في التقرير.

يعكس هذا المحور فعالية القوة العاملة ومدى توفر المدراء ذوي الخبرة والكفاءة ويقيم طبيعة أثر هجرة الكفاءات إلى الخارج على اقتصاد الدولة المحلي. كما أن هذا المحور يقيس مرونة سوق العمل في توجيه وتوزيع هذه القوى على كافة القطاعات الاقتصادية بالشكل الأمثل وبالطريقة التي تضمن أقصى إنتاجية ممكنة.(وزارة التخطيط ، 2012)

يشهد العالم اليوم سباقاً محموماً لبلوغ التميز والرفعة في مضمار الرقي والتقدم معتمداً على العلم الذي انطلق بخطوات واثقة إلى الأمام ليحقق انجازات رائعة يرنو إليها العالم بكل إكبار وتقدير.والحقيقة الراسخة التي لا يجال فيها أحد هي أن الإنسان المتسلح بالعلم والمعرفة المواكب بصورة مستمرة لمسيرة الحضارة الإنسانية هو أولاً وأخيراً حجر الزاوية في بنيان الحضارة الإنسانية، فالمورد الأغلى في عالمنا المعاصر هو الإنسان القادر بما امتلك من قدرات وطاقات إبداعية خلاقة على الإسهام في مسيرة الحضارة.
الابتكار(Innovation) في مؤشر التنافسية الدولي لعام 2011.

شهد محور الابتكار(Innovation) ضمن مجموعة عوامل الابتكار والتطور (Innovation and Sophistication Factors) تراجع (9) مراتب ليسجل المرتبة (139/68) هذا العام، حيث تراجعت مؤشراته الفرعية كمؤشر التعاون بين الجامعات والمؤسسات الصناعية في البحث و التطوير (31) مرتبة ليسجل المرتبة (139/99) كترتيب و تراجع كل من مؤشر جودة مؤسسات البحث العلمي و مؤشر القدرة على الابتكار (28)مرتبة و (22) مرتبة ليسجلا المراتب (139/98)، (139/96) على الترتيب للأردن ضمن الدول المشاركة. إن الابتكار هو الركيزة الأساسية للوصول إلى الاقتصاد المعرفي المتميز ولخلق إنتاجية مستدامة كفؤة. يعكس هذا المحور البيئة الداعمة للابتكار من مؤسسات وطنية سواءً كانت عامة أو خاصة، ومراكز البحث والتطوير، وتوافر العلماء والمهندسين المتميزين، وفعالية القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق الملكية الفكرية.

إن مشكلة غياب البرامج التدريبية المناسبة لاحتياجات سوق العمل وغياب التدريب في المنشآت يؤدي إلى حدوث فجوة ينتج عنها تدنى مستوى الخدمة ومن ثم عدم القدرة على منافسة الأسواق المجاورة وضعف القدرة التنافسية للقطاع الاقتصادي الأردني ويعمل التدريب على تزويد العاملين في المنشآت والمؤسسات بالمعلومات والخبرات و المهارات اللازمة لأداء أعمالهم بفعالية. مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية و رفع معنويات العاملين و تقليل الحاجة للإشراف عن قرب و تخفيض حوادث العمل و تعميق المعرفة المتخصصة .....الخ . 

إن مستقبل التنمية في الأردن مرهون بشكل رئيسي بكفاءة وفعالية التعليم ، بيد أن تحديث الموارد البشرية والتقنيات، إضافة إلى تحسين خبرات الإدارة، متطلبات ضرورية لمزيد من التطوير لهذه الصناعة، ويقوم تخطيط المورد البشري في الغالب على التفكير قصير الأجل، وهو ما يعارض النظر للمورد البشري كأصل استراتيجي.