ارتفاع حدة المعارك في شمال سوريا وانباء عن سيطرة الجيش التركي على راس العين وسط ادانات دولية..والجامعة العربية باجتماع طارئ

اشتدت حدة المعارك في الشمال السوري مع بدء الهجوم التركي على سوريا ودخوله اليوم يومه الرابع حيث قتل اليوم السبت 10 مدنيين وتشهد المنطقة قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين تدور معارك محتدمة بين الطرفين في بلدة رأس العين.

و قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "المدنيين قتلوا بنيران القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها" في 3 مناطق متفرقة، مشيراً إلى أن بينهم من قتل في قصف مدفعي وجوي وآخرين في إطلاق نار.

من جانب اخر أعلنت وزارة الدفاع التركية سيطرة جيش بلادها على بلدة رأس العين، بعد 4 أيام من عمليتها ضد المقاتلين الأكراد، لكن قوات سوريا الديموقراطية نفت ذلك.

واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسل لفرانس برس في المكان أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها دخلت البلدة من دون أن تسيطر عليها، مع استمرار للمعارك داخلها.

من جانب اخر قال المرصد ان عدد القتلى من المسلحين السوريين الذين يقودهم الأكراد، ويتصدون للهجوم التركي الحالي ارتفع إلى 74 قتيلا وأغلبهم سقطوا في تل أبيض.

وذكر أن 49 مسلحا ينتمون لجماعات سورية معارضة تدعمها تركيا قُتلوا منذ بدء الهجوم، الأربعاء.


في حين ارتفع عدد القتلى من المدنيين في سوريا إلى 30، بينهم 4 قضوا بعد غارات تركية على بلدة رأس العين.

وقطع مقاتلون سوريون تدعمهم تركيا طريقا يربط بين مدن وقرى في قطاع من الحدود، يستهدفه هجوم الجيش التركي، على قوات بقيادة الأكراد، فيما يمثل تقدما على الأرض.

وقال يوسف حمود، المتحدث باسم الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، إن المقاتلين قطعوا الطريق رقم 712 الذي يربط بين مدينتي تل أبيض ورأس العين وهما محور الهجوم التركي الذي بدأ، الأربعاء.

من جانب اخر كثفت القوات التركية القصف حول مدينة رأس العين شمال شرقي سوريا، اليوم السبت، في رابع أيام هجوم يستهدف مقاتلين من الأكراد، بعد أن تعرضت القوات الأميركية في المنطقة لنيران مدفعية من مواقع تركية.

وعززت الولايات المتحدة جهودها لإقناع أنقرة بوقف التوغل الذي يستهدف القوات الكردية المدعومة من واشنطن، حيث قالت إن أنقرة تسبب "ضررا بالغا" للعلاقات وقد تواجه عقوبات.

ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقادات الدولية للعملية.

وقال إن تركيا "لن توقفها مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنها من أي طرف".

وعلى جبهات القتال، قالت وكالة رويترز، إن أعمدة من الدخان الكثيف تصاعدت حول مدينة رأس العين، وهي واحدة من مدينتين حدوديتين استهدفهما الهجوم، حيث أطلقت المدفعية التركية نيرانها على المنطقة، السبت.

وأضافت أن أصوات إطلاق نار كثيف سُمعت من داخل رأس العين، حيث تسنى سماع صوت تحليق الطائرات الحربية فوق المدينة.

وقد ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، أن القصف التركي استهدف السوق المركزي في رأس العين بالمدفعية.

وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، عدم إصابة أي من جنودها في قصف المدفعية التركية بالقرب من عين العرب (كوباني) في سوريا، على بعد نحو 60 كيلومترا غربي منطقة الصراع الرئيسية.

وذكرت وزارة الدفاع التركية أن قواتها لم تفتح النار على القاعدة الأميركية، وأنها اتخذت التدابير الاحترازية كافة، للحيلولة دون الإضرار بها أثناء الرد على نيران من وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة قريبة.

وقالت وزارة الدفاع التركية صباح السبت، إنه جرى "تحييد" 415 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية منذ بدء العملية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيارة ملغومة انفجرت ليل الجمعة، عند سجن يُحتجز فيه أسرى من "داعش" في مدينة الحسكة، مما اضطر قوات الأمن بقيادة الأكراد في المنطقة إلى إرسال تعزيزات للحيلولة دون فرارهم.

وأكد مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد النبأ عبر مجموعة تديرها هذه القوات على تطبيق واتسابا

قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب العنصر الرئيسي فيها، تقول إن الهجوم التركي قد يمنح الفرصة لظهور "تنظيم الدولة" الإرهابي المعروف بـ "داعش"، مجددا؛ نظرا لفرار بعض أفراده من السجون.

وفي أول هجوم كبير لـ "داعش"، منذ بدء الهجوم التركي، أعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة في مدينة القامشلي، أكبر مدن المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، على الرغم من تعرض المدينة لقصف تركي.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن 5 من مسلحي "داعش" فروا من سجن هناك، كما أحرقت نساء أجنبيات ينتمين للتنظيم خياما في مخيم يُحتجزن فيه وهاجمن الحرس بالعصي والحجارة.

من جانبه عاد ترامب من جديد ليُحمّل أنقرة مسؤولية تداعيات حملتها العسكرية في شمال سوريا واصفا العملية العسكرية التركية في شمال سوريا بأنها "فكرة سيئة". وكان ترامب قد أامر بسحب القوات الأميركية من الحدود بين سوريا وتركيا بشكل فُسّر على أنه ضوء أخضر للقوات التركية لمهاجمة المسلحين الأكراد المتحالفين مع واشنطن.

وأكد ترامب أن الولايات المتحدة "لا توافق على هذا الهجوم".

وقال في بيان ان تركيا ملتزمة "بضمان عدم حدوث أزمة إنسانية - وسنحملهم مسؤولية هذا الالتزام".

ونقلت وكالة رويترز عنه قوله مجددا إنه سيدمر اقتصاد تركيا إذا قضى التوغل التركي في سوريا على السكان الأكراد بالمنطقة.

ففي رده على سؤال لأحد الصحفيين عما إذا كان يخشى من أن يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على القضاء على الأكراد، قال ترامب "سأمحو اقتصاده إذا حدث ذلك".

وأضاف قائلا "فعلت ذلك بالفعل من قبل مع القس برانسون" وذلك في إشارة إلى عقوبات أمريكية على تركيا بشأن احتجاز مواطن أمريكي.

وقال الرئيس الأمريكي "أتمنى أن يتصرف بعقلانية".

وتعرض ترامب لحملة انتقادات شديدة في واشنطن خاصة من أعضاء بارزين في حزبه الجمهوري بسبب ما اعتبروه خيانة للمسلحين الأكراد الذين حاربوا إلى جانب القوات الأميركية لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.

وردا على بعض هذه الانتقادات قال ترامب في بيانه إن تركيا وعدت بحماية المدنيين والأقليات الدينية.

ومن جانبهم قدم نواب أميركيون تشريعا جديدا الجمعة، بهدف فرض عقوبات قاسية على تركيا، بسبب هجومها في سوريا، مما يسلط الضوء على عدم الرضا لدى نواب الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء بشأن سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه سوريا.

وقال وزير الخزانة الأميركية، ستيفن منوتشين، إن ترامب فوض مسؤولين بصياغة عقوبات جديدة "ذات أثر بالغ" ضد تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

وأضاف أن واشنطن لن تفعل هذه العقوبات الآن، لكنها ستفعل إذا اقتضى الأمر.

بالمقابل بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، خلال لقائه نظيره المصري سامح شكري، تطورات العملية العسكرية التركية في سوريا قبيل اجتماع طارئ يعقد في جامعة الدول العربية.

حيث إن وزراء خارجية عرب عقدوا اجتماعا تشاوريا، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، وذلك قبيل اجتماعهم الرسمي الطارئ.

ويعقد وزراء خارجية دول عربية، اجتماعا طارئا، بناء على طلب مصر، يبحث خلاله هجوم القوات التركية على أراضٍ سورية.

من الجدير بالذكر أن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، قد ذكر في وقت سابق، إن الاجتماع يأتي لبحث الهجوم التركي على الأراضي السورية الذي يمثل "اعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الحالية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".

وكانت تركيا قد بدأت ظهر الأربعاء هجوماً على مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا؛ مما تسبب بنزوح آلاف المدنيين