ماذا يعني ضم اسرائيل لغور الأردن .. سلة الخضار وموقع تعميد المسيح .. هل نتوقع الأسوأ !
تسبب تعهد بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بضم منطقة غور الأردن في الضفة الغربية حال إعادة انتخابه في 17 سبتمبر الجاري. موجة غضب عربي دبلوماسي كان الأبرز فيها كالعادة الموقف الأردني الذي يسابق الزمن لوقف جنون نتنياهو فما هي تداعيات هذه الخطوة أردنيا؟
غور الأردن هو منطقة منخفضة جدا في غرب المملكة وهي امتداد لما يسمى بالانخفاض القاري، كما أنها تشمل منطقة "البحر الميت" وهي أشهر مناطق الأغوار وأكثر بقعة منخفضة على وجه الأرض حيث يصل انخفاضها لأكثر من 400 متر تقريبا، وهو ما أكسبها أهمية عالمية.
ويطلق على غور الأردن اسم "سلة الخضار" باعتباره أكبر مصدر للخضار والفواكه في المملكة إذ أن مناخ المنطقة المتميز يناسب زراعة كثير من الخضر والفاكهة والأشجار، كما أنها أكثر منطقة يزورها السكان للاستجمام، حيث يتواجد به مناطق طبيعية خلابة وأثرية مثل منطقة المغطس ووداي الخرار حيث تم تعميد المسيح عليه السلام.
ويمتد غور الأردن على طول ضفة نهر الأردن ويقع الجزء الأكبر منه في الأراضي الأردنية، ويمتد إلى الأراضي الفلسطينية من الناحية الأخرى، وتنقسم الأغوار للشمالية والأغوار الوسطى والبحر الميت وتل ديرعلا وطبقة فحل المدينة الرومانية القديمة.
ويمثل وادي الأردن كما يطلق عليه أهمية تاريخية حيث يوجد في الأغوار الشمالية والوسطى العديد من مقامات الصحابة منهم أبي عبيدة عامر بن الجراح وضرار بن الازور وشرحبيل بن حسنه ومعاذ بن جبل وغيرهم من الصحابة والتابعين والذي أصبحت مقاماتهم مقصدا للسياحة الدينية بعد الأعمار الهاشمي لأضرحة ومقامات الصحابة في غور الأردن، ويتواجد في الغور أيضا مقام النبي لوط.
وتبدأ منطقة غور الأردن من بحر الجليل في الشمال وحتى نهاية مساره في البحر الميت، بينما يقع الجزء الذي تحتله إسرائيل بين البحر الميت وحتى نهايته داخل الضفة الغربية، حيث فرضت إسرائيل سيطرتها على الضفة الغربية في 1967، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويعيش 400 ألف شخص في مستوطنات الضفة الغربية وما لا يقل عن 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية وسط 2.7 مليون فلسطيني.
وعقب سيطرة إسرائيل على وادي الأردن منذ 1967، انخفض التعداد السكاني من 60 ألف نسمة إلى 5 آلاف بحلول عام 1971، وقد شهد الوادي خلال السبعينيات، طرقا وقرى جديدة، وتغطي منطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت ما يقارب 30% من مساحة الضفة الغربية ويسكن في المنطقة حاليا نحو 65 ألف فلسطيني ونحو 11 ألف مستوطن.
وتمنع السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من استخدام نحو 85 % من مساحة وادي الغور، وتقيد وصولهم إلى مصادر المياه وتمنعهم من بناء المنازل.
ويرى نتنياهو أن لغور الأردن أهمية استراتيجية عسكرية تمكنه من الرد على أي هجوم محتمل خوفا من هجوم بري.
تتخوف الأردن من أن يكون اعلان نتنياهو لفرض السيادة بالكامل على الضفة الغربية واللجوء اما الى سياسة فرض الامر الواقع أوتهجير الفلسطينين طوعا او قسرا.
يبدو حجم الغضب الأردني من خلال الجهود التي يبذلها لحشد موقف عربي من خلال قمة عربية مرتقبة، فطموح نتنياهو يمثل في النهاية تهديدا للأردن وانقلابا على معاهدة وادي عربة فضلا عن تغيير الوضع القائم في الضفة الغربية