مخاوف وقلق اردني من خلايا سورية نائمة في مناطق الشمال

 جراءة نيوز-عمان :

اعرب رئيس الوزراء فايز الطراونة عن مخاوفه خلال سلسلة اجتماعات مغلقة عقدت في العاصمة عمان على مستوى اركان الحكم والحكومة مؤخرا،على خلفية ما حصل في الساعات القليلة الماضية وتحديدا على الحدود الاردنية السورية من توتر في مناطق التماس الحدودية جدا خصوصا في محيط منطقة يعتقد بان منشقين سوريين محتملين من الوزن الكبير يقيمون فيها الان وهي نفسها المنطقة التي تشير مصادر المعارضة السورية النشطة حاليا في عمان الى أن رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب اقام فيها بأمان ليومين قبل عبوره الحدود مع الاردن. 

المثير ان رئيس الوزراء اشتكى عدة مرات ماليا وامنيا من العبء الكبير لمسألة اللاجئين الذين يزيد عددهم اليوم عن 160 الفا وتحدث مليا عن العبء 'الامني' الكبير الملقى على عاتق سلطات واجهزة بلاده.

وقال الطراونة في اجتماع مغلق مع عدد من اعضاء مجلس الاعيان: مخيم الزعتري للاجئين السوريين تحول الى 'صداع' يومي لحكومتي.

واضاف: عدد كبير من اللاجئين غير منضبط وكثير منهم يحاولون مغادرة المعسكرات المخصصة والامر يتطلب فتح كل العيون.

ورغم هذا العبء تعتبر الحكومة الاردنية استقبال اللاجئين مهمة انسانية يريدها المجتمع الدولي وعمان ماليا تراهن على مساعدات مالية ضخمة من امريكا واوروبا والسعودية تحت عنوان بقاء الحدود الاردنية مفتوحة امام حركة اللاجئين وعدم اغلاقها رغم ان السفير السوري بهجت سليمان قدم مذكرات رسمية بالخصوص.

بالنسبة للطراونة احتمالات تحول الوضع شمالي البلاد الى وضع حساس وخطير هي وحدها التي ستدفع لتأجيل الانتخابات العامة التي تستعد لها المملكة قبل نهاية العام الحالي 2012.

ومع بواكير اليوم الاول لعطلة العيد برزت 'ادلة وقرائن' على مخاوف الطراونة، فالجيش السوري لم يعد يطلق الرصاص فقط في حدود محور تل شهاب - الطرة بل الصواريخ والقذائف والنشاط العسكري في المنطقة اصبح محموما وتعزيزات اردنية عسكرية وصلت والمنطقة تمشط يوميا بعد تسريب قصة انشقاق فاروق الشرع.

وهذا التوتر انتهى بسقوط قذائف سورية في الارض الاردنية مع اصابات بشظايا لاطفال اردنيين ورصد حالة هلع ورعب بين الاهالي في الجانب الاردني بعدما اصبحت نقطة الحدود تلك بمثابة نقطة العبور المخصصة لكبار المنشقين.

ما حصل يومي السبت والاحد في نقاط التماس على الحدود الاردنية السورية جزء مما المح اليه رئيس الوزراء وهو يتحدث عن وضع حساس جدا في الشمال والعلاقات التي بقيت حتى الامس الاول 'ملبدة بالغيوم' لكنها امنة بين البلدين تفتح على سيناريوهات اكثر حساسية قوامها التحول من منطقة 'الاحتكاك' العسكري على حد تعبير السياسي المخضرم ممدوح العبادي الى منطقة الاشتباكات.

 حلقات المعلومات الاهم التي قدمتها شخصيات مهنية وفنية منشقة فتلك التي عززت مخاوف اردنية كانت وما زالت مؤرقة عن احتمالات اختلاط 'خلايا نائمة' تابعة للنظام الامني السوري في اوساط اللاجئين الذين لا يتسنى للسلطات الاردنية التحقق منهم فعليا.

وعبارة 'خلايا نائمة' يسمعها الصحافيون في كل الجلسات المغلقة لكبار المسؤولين الاردنيين واستخدمها الرئيس الطراونة في الاجتماعات المغلقة مرتين على الاقل حيث لا توجد ادلة على ان السلطات الامنية الاردنية تستطيع فنيا التدقيق بجميع الهاربين وتوجد تسريبات حول تعاون محتمل لعدد كبير من النشطاء الاردنيين المؤيدين بقوة لبشار الاسد مع دمشق ضد بلادهم اذا تطورت الامور.

ومن الواضح ان ثمة ادلة وقرائن توسع من دائرة القلق في هذا المجال، فالسفير السوري في العاصمة عمان يتجول برفقة طاقم حراسة، واضح للاردنيين انه تلقى تدريبات مؤهلة جدا للحماية وفي بعض الاحيان تمكن السفير بهجت سليمان من ارسال شبان مجهولين بأجساد قوية لطرد مجموعات نشطاء حاولت اقتحام السفارة

وتحتفظ السجلات الامنية الاردنية بحادثين على الاقل لهما علاقة بملف اللاجئين ويدلان على جاهزية دمشق لتحريك جزء من تلك الخلايا النائمة المقلقة، فحتى الان لم يعلن عن التحقيقات الخاصة بمحاولة تفجير سيارة رجل اعمال اردني ثري من انشط المستقبلين للاجئين السوريين واكثرهم انفاقا للمال عليهم.

وفي حادثة ثانية تعاملت اجهزة الاستخبارات مع محاولة تسميم خزانات مياه كبيرة في الاردن ومع شحنات ادوية فاسدة وصلت كمساعدات للاجئين قبل ضبطها من قبل جهاز الغذاء والدواء الاردني.

حتى داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يعاني من ظروف صعبة يتحدث بعض اللاجئين عن ظهور طبقة من 'الشبيحة' بينهم يهتفون لصالح بشار الاسد او يدافعون عنه والسلطات تختبر وتدرس ظاهرة مستجدة في اوساط اللاجئين قوامها اشخاص يظهرون امام وسائل الاعلام التي تزور مخيم الزعتري لرفع شعار 'نار بشار ولا جهنم الزعتري' وهو شعار يطالب اصحابه بإعادتهم الى جحيم بلادهم تحت ذريعة نقص الخدمات.

وراء كواليس القرار الاردنية يوجد من يدرس الظاهرة على اساس انها قد تكون محاولات مدفوعة من نظام بشار لارباك الدور الاردني في قضية فتح الحدود امام اللاجئين، ورئيس وزراء سابق ابلغ 'القدس العربي' بأن الاجهزة الامنية تعمل وفقا لسيناريو يفترض فعلا وجود خلايا نائمة يمكنها محاولة اثارة القلاقل في عمان بلحظة مناسبة في وضع يكشف في الواقع هشاشة العلاقات الحذرة جدا بين عمان ودمشق

وصنفت منطقة تل شهاب - الطرة باعتبارها اكثر نقاط التماس الحدودي اثارة وأهمية، فكل المعطيات تؤكد وجود نشاط معلوماتي واستخباري هائل في هذه النقطة من الارض لان اهالي القريتين في الجانبين يرتبطون بصلات المصاهرة وقرابة الدم ويلقون التحية على بعضهم البعض صباح كل يوم منذ عقود كما يوضح هيثم المليسي احد نشطاء اللاجئين في المنطقة

وعبر محور تل شهاب ـ الطرة دخل على الارجح رياض حجاب وهرب قبله ضابط الاستخبارات العميد يعرب الشرع الذي تربطه اوساط النشطاء بملف قريبه المنشق المحتمل فاروق الشرع وقبل كل ذلك دخل من هذه النقطة الحدودية على الاقل ثمانية عمداء منشقين من الامن والجيش في سورية حيث خصصت لهم اضافة لعشرات الضباط والافراد المقيمين مخيم امن بمدينة المفرق وتقدم لهم الخدمات وتمنع خروجهم منه حفاظا على حياتهم.