بالفيديو تفننت في تعذيبي.. هبة ضحية جبروت مرات الأب تروي لحظات الألم

أصبحت حديث المجتمع المصري وليس الدمياطى فحسب لقبت "ضحية التعذيب" تصدرت عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية وأهم نشرات وأخبار التوك شو أنها الطفلة هبة السعدنى ذات الثمانى سنوات، ابنة قرية الشعراء بمحافظة دمياط، والتى تلقت كافة فنون التعذيب الاسبوع الماضي على ايدى زوجه أبيها.

 
البداية كان مقطع فيديو لطفلة وجهها مليء بالكدمات وتحول للون الأزرق ترقد على سرير بقسم الاستقبال بمستشفي التخصصي بدمياط يرافقها جدها ولا تقوى على الحركة والحروق والكدمات تملأ جسدها وبسؤالها عن سبب الحالة التى عليها أفادت بأن زوجة أبيها اعتادت التعدى عليها بالضرب بدعوى عدم التزامها بالأعمال المنزلية تحديدا، كما قالت الطفلة "مغسلتش الأطباق كلها".
 
انتشر الفيديو على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وجميع الجروبات الخاصة بالدمايطة وأيضا الجروبات الاجتماعية وفي خلال ساعات اصبحت الطفلة هبة حديث مصر والمصريين ولقبت بطفلة التعذيب وضحية مرات الأب".
 
ساعات أخرى قليلة وانتقل اليها العديد من ممثلي المجتمع المدنى ووفد من المحامين بدمياط الذين أعلنوا تضامنهم مع الطفلة والمحاربة القانونية لاسترداد حقها من الاب وزوجته، أعقب ذلك زيارة مفاجئة وغير متوقعة من الدكتورة منال عوض محافظ دمياط وقامت بزيارة الطفلة بالمستشفي وقدمت لها الشوكولاتة وبعض الالعاب ووعدتها باصطحابها في المساء للتنزه بمدينة الملاهى برأس البر وفندق اللسان وبالفعل أوفت بوعدها واصطحبت الطفلة للتنزه.
 
وبرغم الكدمات التى مازالت أثارها موجودة على وجهها وجسمها الا انها لم تستطع ان تغير من ملامح البراءة الطفولية للطفلة والتقت "صدى البلد" بالطفلة هبة ولكن هذة المرة ليست بالمستشفي بل بمرافقة جدها الذى اصطحبها معه الى منزلة لرعايته ولاتفاق مع والدتها واسرة والدتها لتحمل مسؤلية الطفلة والعناية بها.
 
وبابتسامه باهته ولكن بها شيء من الطمأنينة والاستقرار النفسي النسبي قالت هبة، إنها أخيرا راح الخوف والفزع منها بعد ان تركت منزل والدها وزوجته التى استمرت على مدار ثلاثة ايام تتفنن في تعذيبها بكافة انواع العذاب كالحرق والعض والضرب.
 
روت هبة بكل أسى ما حدث لها عبر الفيديو قائلة إنها أتت إلى المستشفى، وهي لا تقوى على السير وتوجهت لجدها وهو من قام باصطحابها للمستشفي بعد أن قامت زوجة أبيها بضربها بكل عنف وجبروت لأنها لم تطع أوامرها وتقوم بتنظيف المطبخ وغسل الأواني.
 
وكان رد زوجة الأب لوالدها عند سؤاله عن سبب ضربها لها، أنها "لا تسمع الكلام"، وأنها فى منزلة الأم ويجب تربيتها ومعاقبتها ويجب أن تعلمها منذ الصغر الأعمال المنزلية، ولم يبال الأب بما حدث لها من تعذيب جسدى بشكل يومى بل كان ما يشغله هو إرضاء زوجته على حساب ابنته.
 
وأضافت الطفلة بأنها تعرضت للضرب المبرح والتعذيب لمدة ثلاثة أيام متتالية، وكان زوجة أبيها تعذبها حتى الموت، فاستطاعت الهرب والذهاب لجدها والدة أمها لشكوى إليه ونجدتها ووجدها لا تقوى على المشي والحركة فنقلها إلى المستشفى.
 
ومن جانبها، أكدت والدة الطفلة أنها انفصلت عن والد هبة لتعاطيه المخدرات وسوء سلوكه وأجبرها على ترك الطفلة له بعد تهديدها واستطاعت الحصول على حكم بضم حضانة الطفلة لها ولكنها لم تتمكن من تنفيذه.
 
وأضافت أنها علمت بما حدث لابنتها عن طريق فيس بوك فهى من محافظة الدقهلية وفور علمها توجهت للمستشفى والآن تطالب جدها بتسليمها الطفلة لرعايتها هى وجدتها وشكرت جد الطفلة لوالدها لأنه هو من انقذها وجاء بها للمستشفى بعد تعذيبها من زوجة ابيها وابنتها ستحتاج متابعة مع طبيب نفسي الفترة المقبلة.
 
ويقول ناصر العمرى، المحامى وأحد المحامين المتطوعين للدفاع عن طفلة التعذيب لـ"صدى البلد"، إنه تطوع للدفاع عن حق الطفلة هبة، وهي أمانة في رقبة وضمير المجتمع ممثلا في النيابة العامة، التي أشاد بسرعة استجابتها للنداءات الحق والواجب، حيث انتهى المستشار أحمد بك عجينة، وكيل النائب العام، وأمانة سر مصطفى عبد الحق البيه، من مباشرة التحقيقات مع دنيا محمد الدسوقي، زوجة الأب المتهمة بتعذيب الطفلة، وكذلك مع الأب محمد رضا محمود، واستمعت النيابة لأقوال الجد رضا محمود السيد، الذي وجه اتهاما مباشرا لهما بممارسة أعمال التعذيب لإجبار حفيدته على الأعمال المنزلية الشاقة وأقرت النيابة بحبسهم أربعة ايام على ذمة التحقيقات ثم تم التجديد لهم 15 يوما.
 
وكان وكيل النائب العام قرر الانتقال إلى مستشفى دمياط التخصصي مساء الجمعة، واستمع إلى أقوال الطفلة وأثبت ما بها من إصابات عبارة عن كسور في أربعة ضلوع وآثار حروق وضرب بأنحاء متفرقة من جسد الطفلة، والتي قررت أنها تعرضت لأبشع أنواع التعذيب، وأنكرت زوجة الأب الاتهامات وادعت أن الطفلة كانت تكتم فم وليدها البالغ من العمر شهرين، وأقر الأب أنه تعدى على ابنته بالضرب بـ"قلمين" فقط.
 
وأشار إلى أن النيابة قامت بانتداب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على الطفلة هبة المجني عليها وبيان ما بها من إصابات وتاريخها وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة على أن يحرر تقريرا طبيا مفصلا، وأمرت النيابة بإرفاق تحريات مباحث مركز شرطة دمياط برئاسة المقدم محمد سمير كامل حول الواقعة، وأمر المستشار أحمد عجينة بحجز المتهمين وتكليف المختصين بإعداد بحت اجتماعي وتقرير نفسي حول حالة الطفلة يعرض على النيابة.
 
وأكد ناصر العمرى أنه لن يفلت المجرم بجريمته وسيلقي جزاء فعلته ليكون ردعا لكل من سولت له نفسه ارتكاب أبشع الجرائم، خاصة لو كانت المجنى عليها طفلة لا حول لها ولا قوة.