افضل وجهات السياحة الحلال

تواجه المواطنة البريطانية سلمى محمود صعوبات لحجز عطلة تناسب تطلعاتها. وترغب، وهي أم لثلاثة أطفال، الاستلقاء تحت أشعة الشمس والسباحة مع مراعاة خصوصيتها والمحافظة على دينها.

وكانت سلمى تحجز فيلات خاصة بإسبانيا ومالطا سابقا، وهذا ينطوي على عدة تعقيدات، مثل وجوب مراسلة المالك عن طريق البريد الإلكتروني وانتظار إتمام الاتفاق. وفيما يتعلق بهذه بالصعوبات، قالت إنها لم تكن قادرة على السباحة دون ارتداء "البوركيني" (لباس البحر الشرعي) ناهيك عن مشاهدة أطفالها لبعض المصطافين العراة بصفة عرضية.

أما بالنسبة للمنتجعات الخاصة والمنعزلة، فهي تتطلب من الأم البريطانية المسلمة استئجار سيارة وتضييع ساعات طويلة بتصفح مئات الخيارات قبل الاستقرار على أنسبها.

وفي المقابل، كانت السنة الماضية مختلفة عن سابقاتها بالنسبة لسلمى، حيث انتهى بها المطاف في منتجع إسلامي للسياحة الحلال، وصفته بقولها "كان منتجعًا طبيعيا شاملًا مع وجود تجمعات خاصة بالنساء فقط" حيث استقرت بمدينة زهرة الزئبق بمحافظة موغلا جنوب غرب تركيا.

وفي مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، استعرضت الكاتبة ندى عثمان معضلة المسلمات بالعثور على المنتجعات الإسلامية والفنادق الحلال.

 

 

للنساء فقط

ترى إلينا نيكولوفا مؤسِسة مدونة "مسلم ترافل غيرل" أن ازدهار السياحة الحلال يرجع لازدياد إنفاق الشابات المسلمات على الترفيه. وتقول "الشابات المسلمات يتقاضين رواتب جيدة ويتزوجن بسن متأخرة نسبيا، ويعلمن أن هناك أمورا كثيرة بالحياة تتجاوز مجرد العمل والزواج وإقامة أسرة".

وتتضمن المنتجعات المخصصة للنساء فقط شواطئ خاصة بهن وحمامات سباحة ومرافق صحية وإجراءَات أمنية مكثفة، بالإضافة إلى فحص أمني صارم على المداخل.

كما يفرض حظر على معدات التسجيل والتصوير من الهواتف وآلات التصوير، ويمنع اصطحاب الأطفال الذكور ممن تتجاوز أعمارهم ست سنوات.

أطلقت نيكولوفا مدونتها سنة 2013، في وقت لم تكن فيه مواقع السفر الإسلامية منتشرة كما اليوم، ولكونها اعتنقت الإسلام، ناضلت للعثور على شواطئ يمكنها فيها خلع الحجاب بأريحية، لذلك بدأت مفهوم الفيلات الخاصة بالنساء، والتي تتضمن مسابح يمكنهن مشاركتها والسباحة فيها.

وترى إسراء الهمل، مدونة في "رحالة عربية"، أن الوجهات السياحية الملائمة للمسلمين بعامة تتمحور حول الأمان في المقام الأول، وقالت "السفر رائع، لكن ليس هناك حاجة للذهاب للأماكن المثيرة للجدل والتي لا ترحب بالمسلمين".

 

 

أكثر تكلفة

وتعد تركيا أكثر الدول التي يزورها المسلمون، لعوامل متعددة منها تراثها التاريخي الإسلامي وشواطئها النظيفة وتمازج ثقافتي الشرق والغرب على أراضيها. وتشهد مناطق مثل إزمير في الغرب وأنطاليا على الساحل الجنوبي ارتفاع عدد المرافق المخصصة للنساء فقط.

ونقلت الكاتبة عن نيكولوفا قولها "تركيا تتوفر على جميع المقومات التي تجعلها وجهة للعطلات الحلال، ففيها منتجعات جيدة وتقدم الطعام الحلال وتتمتع بطقس لطيف. وتعتبر حاليا الخيار الرئيسي للمنتجعات الحلال في العالم".

يشعر الناس بالراحة عند ذهابهم إلى تركيا للسياحة الحلال لأنهم يعلمون أنها تضم عددا كبيرا من المسلمين، لكن هذه الراحة مكلفة. والمسلمات الباحثات عن الخصوصية أثناء وجودهن في الخارج يمكن أن يجدن أنفسهن يدفعن مبالغ أكبر من المعتاد.

وترى سارة أونيل -التي تعمل لصالح محرك بحث المسافرين المسلمين "حلال ترافل إسكايبس"- أنه يتعين عليك دفع مبلغ إضافي للتمتع بالعزلة. ويسمح هذا الموقع للمسلمين بتخصيص عطلاتهم لتناسب ميزانيتهم الشخصية، وحجز فنادق تقدم خدمات السياحة الحلال، لكن يتعين على الزائر حجز رحلات الطيران والخدمات الإضافية بنفسه.

وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بتكلفة قضاء أسبوع واحد في منتجع صحي بالنمسا، يتكلف الزائرون مبلغ 1675 دولارا عند الحجز من موقع "حلال بوكينغ". وهذا المنتجع يتضمن الطعام الحلال وخصوصية مرتاديه بنسبة 100%، إضافة لاحتوائه على مرافق فخمة.

 

سياحة ودين

العطل الحلال تمثل اتجاها متناميا في قطاع السياحة، وهو ما يعكس الإنفاق المتزايد للمسلمين كما هو الحال مع ازدياد عدد نقاط بيع اللحوم الحلال والملابس المحتشمة. ويستهدف هذا النوع من السياحة المسلمين، خاصة النساء اللواتي يمنين أنفسهن بارتداء الملابس التي تحلو لهن وفرد شعرهن دون الإخلال بالالتزامات الدينية والمساس بها.

تعتبر المنتجعات الإسلامية بالشرق الأوسط ذات مستقبل واعد، ناهيك عن كونها تمثل وجهة رائعة للمسلمات دون تعرضهن للعنصرية والتمييز. ومن المفترض أن تتضمن مرافق لأداء الصلاة.

 

تجارب جديدة

وتعمل شركات الأسفار الحلال على تلبية احتياجات السوق المتنامية خارج منطقة الشرق الأوسط، بما فيها مراكز المدن الكبرى مثل لندن وبرشلونة وروما وبرلين. ويرى خبير السفر كونور ديكينز أن العديد من المواقع مجهزة جيدا بسبب تدفق السياح من الشرق الأوسط ودول الخليج خاصة.

ويقول نبيل شريف مدير موقع "سيرنبديتي تايلورمايد" أنه لا توجد صعوبة في إيجاد مواقع تقدم خدمات السياحة الحلال، ويبدو أن الرحلات القصيرة تزداد شعبية هي الأخرى لتوفر للمجتمع المسلم تجارب جديدة.

ويضيف أن الشركة التي يعمل لفائدتها تشجع المسلمين على الذهاب لأماكن جديدة مثل الفلبين أو نيوزيلندا وبلدان غير مألوفة.