مشع بريطاني لقطر يقاضي أبو ظبي
قدَّم مشجع كرة قدم من مدينة وولفرهامبتون الإنجليزية طعناً قضائياً ضد الإمارات العربية المتحدة متهما إياها باحتجازه وتعرَّضه للتعذيب إثر ارتدائه قميص المنتخب القطري لكرة القدم في أثناء قضائه عطلته بالإمارات، بالتزامن مع كأس الأخيرة التي توج بها المنتخب القطري.
وقال علي عيسى أحمد (26 عاماً)، ويعمل حارس أمن، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، إنَّه اعتُقِل، وحُقِّق معه، واحتُجز، عندما كان في عطلةٍ بالإمارات بعد حضوره مباراة كرة قدمٍ ضمن بطولة كأس آسيا في يناير/كانون الثاني 2019.
وأضاف أنَّه خلال فترة احتجازه، تعرَّض للضرب، والصعق، والجرح، والحرق، واستُجوب مراراً عن سبب ارتدائه قميص المنتخب القطري لكرة القدم في الإمارات.
يرفع أحمد الآن دعوى حقوقية ضد حكومة الإمارات إثر الأذى الجسدي الذي تعرَّض له، ويأمل أن يتمكَّن من تمويل دعواه من خلال الحملة التي دشَّنها على موقع CrowdJustice.
وفقاً للمعلومات المتاحة على موقع وزارة الخارجية البريطانية، فإنَّ الترويج لقطر يُعَد جريمةً في الإمارات، وفِعل ذلك قد يسفر عن غرامةٍ مالية كبيرة، وقد يؤدي إلى السجن.
يطالب محامو أحمد وزارة الخارجية البريطانية بفتح تحقيقٍ شامل فيما تعرَّض له خلال عطلته في الإمارات وبعثوا برسالةٍ إلى وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، يدعونه فيها إلى اتخاذ إجراءٍ في الأمر.
ومن جانبها، أنكرت الإمارات مزاعم حارس الأمن وقالت إنَّ إصاباته سبَّبها هو لنفسه بغرض الشهرة الإعلامية.
أضاف أحمد إنَّه أُجبر قسراً على التوقيع على اعترافٍ ينص على أنَّه مذنبٌ بإضاعة وقت الشرطة في هذه الحادثة.
كان أحمد قد سافر إلى الإمارات لقضاء العطلة في يناير/كانون الثاني 2019. وهُناك حصل على تذكرةٍ لحضور مباراة بين قطر والعراق يوم 22 يناير/كانون الثاني 2019، ضمن بطولة كأس آسيا.
ارتدى مشجِّع فريق الأرسنال قميص المنتخب القطري لحضور المباراة، وهو لا يدري أنَّ تلك تُعَد جريمةً في الإمارات.
عاد أحمد إلى المملكة المتحدة بجروحٍ قطعية على ذراعه سببها سكين، وإصابات بصدره، وجرح من طعنةٍ في جانبه. وقال إنَّ أحد مسؤولي الأمن أفقده إحدى أسنانه عندما لكمه في وجهه.
وأضاف أحمد أنَّه حُرِم من النوم، والأكل، والشرب عدة أيامٍ خلال التحقيق معه، قبل أن يُنقَل إلى زنزانة شرطة في الشارقة، حيث احتُجز حتى يوم 12 فبراير/شباط 2019.
وقال إنَّه طُعِن بجانبه في إحدى الليالي التي قضاها بزنزانة الشرطة، التي أُجبر على المكوث فيها بصحبة 18 شخصاً. ويعتقد أحمد أنَّ مَن طعنه كان مسجوناً آخر.
وفي بيانٍ أُصدِر مسبقاً، قال مسؤولٌ بسفارة الإمارات: «هو بالتأكيد لم يُعتقَل لارتدائه قميص المنتخب القطري، بل إنَّ هذه حالة شخصٍ يسعى للحصول على الاهتمام الإعلامي وإضاعة وقت الشرطة».
وقال أحمد: «عليَّ أن أتصدى لأكاذيبهم. الحق معي، والندوب على جسمي. أعاني بشدة بسبب ما فعلوه بي. يجب ألَّا يُسمَح لهم بمواصلة أفعالهم تِلك».
وأضاف أنَّ محنته في الإمارات خلَّفت لديه صدمةً نفسية فادحة لدرجة أنَّه لم يتمكَّن من النوم بشكلٍ طبيعي منذ عودته إلى المملكة المتحدة، وأنَّه يتفقَّد باب شقَّته بشكلٍ وسواسي ليتأكد أنَّه موصَد، وهو سلوكٌ لم يفعله قط قبل ذلك.
وقال محاميه رودني ديكسون، وهو مستشارٌ من شركة المحاماة Temple Garden Chambers: «إنَّ التعذيب والإساءة التي تعرَّض لها علي لم تكن مبرَّرة بالمرة. أمرٌ صادَم أن يُعامَل مشجعٌ لكرة القدم بهذه الطريقة في الإمارات لمجرَّد تشجيعه فريقاً ضمن بطولةٍ دولية».
وقال متحدثٌ باسم مكتب وزارة الخارجية البريطانية إنَّه لا يمكنه التعليق على مراسلاتٍ خاصة موجَّهة إلى وزير الخارجية، إلَّا أنَّه سيجيب على الرسالة في الوقت المناسب.