من يقف خلف بيانات العشائر ولماذا الزج باسمائها !


حينما تكون المكتسبات الشخصية وتقاسم الكعكة هي الهدف الاساس لبعض من يطلقون على انفسهم حراكا ينتمي لقبائل وعشائر ، يغلف تلك المطالب والمكاسب بخطاب اقل ما يقال عنه انه نكران للدولة التي يستظلون تحت سمائها ويعيشون على ارضها ، مطالبين بالغنائم عبر بيانات تدعو للاعتصامات ورفع سقف النقد والتهجم على الاجهزة الامنية التي قدمت الشهداء لاجل الوطن وامنه وحفاظا على ارواح مثل اولئك ، ووصفهم بالفاسدين والمستبدين وادوات النظام وعصاته ، فهذا امر لا يجب السكوت عنه بل يجب التصدي له وبحزم .

لسنا ضد النقد المباح لسياسات الدولة او الحكومة لغايات الاصلاح وتصويب الاوضاع ورفع الظلم ومحاربة الفساد اينما وجد وباي مفصل من مفاصل الدولة ، وهذا يعد امتثالا لتوجيهات قائد البلاد الذي دوما ما نادى بالاصلاح ومحاربة الفساد والوقف بوجهه ، لكننا ابدا لا نرضى الاساءة للدولة ونظامها واجهزتها ومؤسساتها ووصفهم بالمستبدين والفاسدين وغير ذلك من عبارات حملتها تلك البينات كـ"قطعان المندسين والمجنسين".

اليوم ورغم ان البلاد تمر باصعب واحلك الظروف السياسية والاقتصادية والامنية وبدلا من الوقوف لجانبها ودععم قيادتها للعبور لبر الامان والتصدي لكل محاولات التفرقة بين ابناء الشعب وبدلا من الوقف امام الفساد وقوى الشد العكسي واجبارهم على تطبيق الرؤى الملكية الاصلاحية وان يكون الاردنييون سندا لمليكهم ووتد الامان لوطنهم ، تخرج علينا تلك البيانات لتصف الاردن بالدولة المهترئة والفاسدة ، منسحبين بذلك من دورهم الوطني والاكتفاء بتوجيه الاتهامات والاساءة لرأس النظام مباشرة دون وجل او خجل ، خارج اي نص وطني يدعو بحلول او التصدي لما اوردوه من قضايا.

ما اصدره من يدعي انهم حراك لبعض القبائل او العشائر التي نحترم ونقدر ابنائها ورجالاتها الذين تبؤوا المناصب في الدولة الاردنية وكانوا شركاء في بنائها وقدموا دمائهم فداء لها وكانوا كسائر اخوانهم في العشائر الاردنية السند وصمام الامان للدولة ونظامها امام كل محاولات الفتن وادخال البلاد في النفق المظلم وبكافة التحديات ،وكانت لهم البصمات الوطنية التي لا يزاود عليها احد ، لا يجب منهم اليوم ان يقبلوا بتلك الدعوات من فئة قليلة لا تمثلهم بذلك الخطاب الذي يسيء للدولة واركانها واجهزتها ولكل الشعب الاردني ويثير فتنة بين اطيافه ومكوناته وعلى رأسها نظام الحكم واجهزته الامنية التي روت بدماء افرادها ثرى الاردن ليظل عزيزا شامخا وكانوا لهم السند والعضد دوما .

الاردن اليوم يحتاج اكثر من اي وقت مضى لتلاحم وتعاضد شعبه ضد كل ما يحاك للاردن لمواقفه السياسية العروبية والاسلامية الثابتة من عدم التفريط بكرامته وسيادته ومقدساته وعلى راسها الاقصى المبارك ، وان الضغط الاقتصادي على الاردن بسبب تلك المواقف يجب الا ان يزيدنا تلاحما ومنعة لا تفرقة وفتنا ، فنظامنا الهاشمي بنى علاقته مع شعبه على الحب والتسامح والحرية والاحترام ولم يكن يوما دمويا او قمعيا وقياداته دوما ملتحمة مع الشعب وبينهم في كل الظروف ولم يتخل يوما عن دوره الاسلامي او القومي او العروبي على مر السنين .

اليوم يجب لفظ كل الخارجين عن اللباقة وكل من تسول له نفسه المطالبة بالمكاسب والغنائم عن طريق ليّ ذراع الدولة بالتهديد بالمسيرات وشل حركة البلاد ولنا فيد ول مجاورة عبرة فلقد خرجنا من معمعة ما يسمى بالربيع العربي بثبات وتلاحم وحكمة ولم ننجر لمخطاات الصهيونية وسسياسة الشرق الاوسط الجديد وحافظنا على بلادنا وقيادتنا بالوعي والثبات والتلاحم ، بحكمة الهاشميين ونرفض تلك المطالبات البائسة والبائدة التي خرجت من افواه اولئك الشرذمة

فالمناداة لاعتصام مفتوح لاجل تكريم بعض الفنانات او بسبب مئات المطالبات بالوظائف هنا وهناك او بسبب الطمع بالمكاسب ماهي الا دعوة تجر لهلاك وازمات واحتقان ، بل خرجت من قبل بعض الذين لا هم لهم سوى التكسب والتنفع على حساب الاخرين وكالعادة يعتقدون ان الخطاب المسيء والتطاول على الدولة ونظامها واجهزتها ورفع سقف المطالب غير المنطقي هو من سيجلب لهم تلك المكاسب او التعاطف !

ان الاوان لتقوم العشائر والقبائل بالرد على كل فئة او مجموعة تتحدث باسمها ،حيث لا نعلم فعليا اي جهة او اي اشخاص أصدروا تلك البيانات دون ان تحمل اسما وكانها لقيطة لا اب او ام لها ، ولو كان من اصدرها يعتقد انه على حق لوضع اسمه وخرج للنور لا ان تبقى مبهمة وتلتصق باسم هذه العشيرة او تلك القبيلة !

العشائر الاردنية كافة لم يعرف عنها يوما الا الولاء والانتماء وانها في صف الوطن والمواطن وصمام امان الدولة وفيها من الرجال الرجال الذين يستطيعون الرد والوقوف بحزم ضد كل صوت يحاول المس بتاريخهم ودق الاسافين بين الوطن وبينهم والتصدي لكل محاولات العبث الصبيانية الداعية للفتنة والبلبلة ونزع فتيل الاستقرار ، و ايقاف كل اي كان ان يتحدث باسمائها

تلك الدعوات البائسة بهذا الشكل يجب عدم التعاطي معها من قبل ابناء الوطن وعدم تداولها حتى لا نُكبر لها ولمن يقف خلفها شأنا ولنسقط اهدافها ونكشف نواياهم السوداء التي غلفوها بالخوف على الوطن من خلال المتاجرة بالوطن وبعض قضاياه ودس السم بالدسم ، الا انهم لم يستطيعوا اخفاء الوجه الحاقد من خلال كلمات بياناتهم السوادء ، فكل احرار وشرفاء الاردن سيقفون بالمرصاد لتلك المطالبات التي لا تمثل الا نفسها ومن يدعمها ويقف خلفها من اصحاب المكاسب والمنتفعين التي تم كشفها من سنوات والتي هي بعيدة كل البعد عن عشائرنا الاصيلة وبرئية منها تماما .

فمن يقف خلف بيانات العشائر ومن يريد الزج باسماء عشائر الوطن في هكذا بيانات لا يريد الخير ابدا للوطن ولا للعشيرة ، فتاريخ العشائر الاردنية ناصع البياض لا يحمل في طياته الا شرف الدفاع عن الاردن وفلسطين والامة الاسلامية وقدمت الشهداء ومواقفها مشهودة دون مزاودات ،وعلى كل من يريد اصدار بيان فليوقّع باسمه ويتصدى للمشهد دون وجل والا يزج بعشائرنا بخلافاته او مطامعه او يختبئ خلف عبائتها .