الرئيس الذي غادر قبل ان يقسم !

لطالما أظهرت صور رئيس الحكومة د. عمر الرزاز ، خللاً ما بين الصورة والهيئة والمشية، يكتشفها الناظر إلى الصورة مقرونة بالأداء، حيث تؤشر إلى أننا أمام رئيس يعد "أيامه الأخيرة" في المنصب، منذ صدور الإرادة الملكية السامية بتعيينه رئيساً للوزراء.

ربما لا تعاني، وتشعر بذلك وهو يسبح في "الهيدان" الذي تحول إلى "كارثة" بعد فاجعة البحر الميت الشهيرة، بدلاً من تحول الوادي الى مقصد سياحي وشعرنا بذلك أيضا عندما شاهدناه يقف امام حظيرة الأغنام ضحايا العيد الكبير، كذلك شاهدناه وهو يمشي وراء منظر الدولة المدنية من خلف الستار.

تتعاطف مع الرجل ومنطقه وعلمه وارث العائلة التاريخي الكبير ولكن، ليس باليد حيلة، وبالمناسبة هذا حديث كثير من الاردنيين.

ثمة رئيس "منتهي الصلاحية" منذ لحظة غافله الكرسي قبل أن يصبح رئيساً، ثم غافلته "الكوارث" وترنح على يدي "عتاة" السياسة الاردنية، حتى وصل وسط البلد وحيداً وشاحباً يناظر اثار الدمار التي خلفها، مطر استمر لبضع ساعات، دون ان ينطق كلمة واحدة.

الرئيس الرزاز حين يصرح لا تخرج الكلمات من حنجرته ولكن تبقى في صدره، أو ربما تبتعد مسافة نحو الداخل، ويحصل عسر هضم، فأول ما تشاهده تعثر خطواته وخيبة الأمل، وفي مشهد لا يحسد الرجل عليه بعد تخلي تياره المدني عنه، حلق بطائرته قبل ان يكتشف انها "خربانة" وانه يقودها بدفع الطائرة، بجمسه وصوته فقط.

اقترب من الاخوان المسلمين وأشعتلت النار بأطراف ثوبه "المثقوب" ورد عليه، صدى الصوت الشاحب "النار كلت ثوبك يا شيخ".

فالرجل صاحب مشروع "النهضة"، يسعى إلى إنتاج نفسه رئيسا، بما يوازي وصفي التل وهزاع المجالي، ولكن الفرق واضح وصريح، لان مشاريع الزعيمين مازالت محفوظة في الصدور وتقرأ في صفحات التاريخ، لا تقرأ عبر "تويت" اومشاركة "فيسبوكية"، او تمويل منشورات لزيادة شعبيته الافتراضية عبر شركات الاصدقاء الريادية الافتراضية ايضاً.

رغم محيا الرئيس الرزاز المبتسم، خصوصا عندما يستذكر ارث والده الكبير منيف الرزاز، بدأ يشعر باليتم مرة اخرى، ليس بوفاة والده، ولكن لم يبق سوى مجموعة متنفعين، وهذا ما يفسر تثاقل "صوته" وربما مشيته او "اصفرار" لونه.