خطأٌ جميل يا جمانة

لعل الله هيأ لكِ وقفةَ عزٍ ما كانت لتُتاح لأي من يركب بمركب الحكومة ؛ فالعلم الصهيوني يُداس كلَّ يوم في مدخل مجمع النقابات منذ سنوات دون ان يستفز الصهاينة والمتصهينين ، لكنها رمزية (اضعف الايمان ) التي نتمسك بها ويتوجب على كل حرِّ أن يورثها ابناءه .
اكاد اجزم انها غير مقصودة لكنها اصبحت وقفة عز فلا تعتذري عنها....وما أراه في هذا الموقف ليس إحراجاً دبلوماسياً بل قد يكون رسالة تفيد – ولو بخلاف الواقع- ان سلوك افراد الحكومات ليس بالضرورة ان يكون اصمّاً ابكماً لا يفكر الا في اطار قدسي لوادي عربة ؛ تلك الاتفاقية التي تشبه عقد زواج عرفي محدد المدة وهي هكذا في ذهن معظمنا وفي العقل الباطن لجميعنا وليس فقط معظمنا , كما هي فرصة للدبلوماسية الأردنية لتبدي ان ذهنيةالحكومات ليست مستنسخة من ذات العقلية التي أبرمت اتفاقية السلام و انها قد تعبر احيانا عن الذهن الشعبي .
فان لم تكن مقصودة فاعتبريها مقصودة وتلك فرصة لتكرّسي عرفاً دبلوماسياً يُخرج وادي عربة من القدسية ، فلطالما سمعنا وزراء صهاينة يتوعدوننا ويشتموننا دون ان يحفلوا بإتفاقيات السلام, ولا تحسِبي كم بقي لك من عمر وزاري فكما قيل ويقال دوماً فالحياة كلها وقفة عز فقط.