الحياء.. ملاكُ الخير

اذا كان الحياء زينة للانسان اياً كانت ديانته او ملته فهو صفه الانسانية وخلق الانسان .. وهو الامارة الحقيقية التي تشرح طبيعة الانسان ..!!
الحياء لا يأتي الا بخير، وبُعد المرء عنه يبعد الانسان عن فعل الخير ولعله الرادع عن الشر، وفقدانه يعني فعل الشر دون حياء .
كلنا نعرف ان الحياء في الوجه والكلام .. وارى اننا لم نعد في هذا الزمن الى وجه يستحي او كلمة خجولة .. فغيابهما او حضورهما لا يؤخر ولا يقدم .. كل ما نحتاجه في حقيقة الامر حياء في الافعال حتى لا يطغى الشر على الخير بقناع الوجوه المستحية وبغطاء كلمات الحياء ... علينا فهم عُمق الحياء كخلق وليس صفة ..!
اذا كان مطلوب في النظرة واللفظة فليكن على ان يسبقهما الفعل والتصرف .
 الحياء البنية التحتية التي يبنيها الانسان ليصنف بعدها انسانا صالحا ام طالحا، وفي كل الاحوال هو القاعدة الاساس التي تبني انسانا محباً .
 الحياء شيء والخجل شيء اخر، فهما امران مختلفان .. الخجل طارئ والحياء منهج حياة .. الخجل يأتي ويروح والحياء دائم .. لا تحولوا حياءكم ليصير خجلا !!
 ويبقى الحياء كمفهوم فضفاض .. الا ان البعد عن الاذية اجتمع عليه معظم الناس كطرف خيط يمسك به كل من يريد ان يستحي او محاولة وبداية دخول عالم الحياء .
 لا اميل في معظم كتاباتي الى اتباع النمطية ولا احب التقليدية .. ولكن تعريف الحياء يدفعني الى الكتابة اياً كانت الطريقة لان المهم هنا ان نصل الى مفهوم حتى لو عن طريق التعاريف الجامدة لنفهمه تماما ويكون سلوكا وتطبيقا بعدها ..وعليه فهو « الامتناع عن فعل كل ما يستحقه العقل ولا يقبله الذوق السليم ..، والكف عن كل ما لايرضى به الخالق والمخلوق « .. وانه انقباض يجده الانسان في نفسه يحمله على عدم ممارسة ما يعاب به ويستقبح منه « ..! 
 ومهما كثرت التعاريف تقاربت او بعدت الا ان كل حي لا بد ان يكون فيه حياء !!
 احاول انهاء مقالتي ايا كان السرد تجنبا لعبارة لا احب اي قارئ ان يسمعها او حتى يضطر لقولها «اذا لم تستح فاصنع ما شئت » .
 واقول : لا يمكن ان يتصف بالحياء من مات ضميره .. وتشوه خلقه، وصدء معدنه .. وفسدت ثماره وغابت اصوله..!
ولو جاز لنا ان نعمل تمثالا للحياء لكان « عمل الخير» .
 الحياء ملاك الخير .. لا خير فيمن لا يستحي .
واختم القول بافضل الاقوال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن لكل دين خلقا، وخلق الاسلام الحياء» .