تطورات الطموح في أوطان القحط

حين كنتُ في الصف الرابع سألني زميل : شو حاب تصير بس تكبر ؟ أجبتُ على الفور : صلاح الدين الأيوبي حتى أحرّر فلسطين..!
جهزتُ نفسي أعواماً بعدها مليئاتٍ بكل أنواع التجهيز وإذكاء الروح الوطنية ..وصنعتُ فيها مليون خُطبة للجيوش التي سأقودها..من لحظة المسير إلى لحظة التحرير..!
بعد عشرين عاماً سألني رفيق سجنٍ وهو يودعني لحظة الخروج : شور رح تعمل؟ أجبته و دموعي تغسلني: سأتابع في الأخبار الثورات في كلّ بقاع العالم وسأغني لفلسطين لأن صلاح الدين استقال من داخلي.. وصرتُ أتلعثم في كلّ الخُطَب..!
قبل عشر سنوات وأنا أقف عاجزاً أمام كلّ شيء؛ سألتني مذيعة : ما هو طموحك أستاذ كامل؟ أجبتها ودموعي قد نفدت من سوق جراحي الكثيرة : طموحي ألاّ ألهث خلف كلّ الأشياء التي هي حقوقي ويجب أن تصل لعندي دون أن أمشي إليها خطوة واحدةً..!
قبل أيّام يسألني معجبٌ بي؛ يعتقد بأنني حقّقتُ أحلامي : بشو نفسك الآن أبو وطن : قلت له والضحكة تغالب فيّ البكاء الذي تجمّع داخلي لسنوات : نفسي أفتح بسطة خُضرة على أنغام شرب الكاكاو..!