المسلماني: الواسطه أصبحت ثقافة

بالرغم من الحديث اليومي من المسؤولين عن الالتزام بالأنظمة والقوانين وأن سيادة  القانون هي اساس لحكم العلاقة ما بين الإدارة العامة والمواطنين أو المراجعين إلا أننا لا نزال  نرى أثرا عميقا للوساطة في مجتمعنا. 

الخطوره في الموضوع ليس لجوء من يشعر أن هناك نقص في معاملته أو وثائقه  لطلب مساعدة صديق أو قريب أو معرفه إلا أن الأمر أصبح ثقافة حيث نرى أنه حتى وإن كانت كافة الإجراءات سليمه وجميع الشروط متوفره يلجأ الشخص وقبل كل شيء إلى الاستعانة بصديق أو البحث عن شخص ( يمون  ) على المدير او المسؤل او الوزير. 

المزعج في الموضوع أنه حتى المثقفين وأصحاب الشهادات العليا أصبحوا متأثرين بثقافة الواسطه بشكل سلبي فبالامس احد المستثمرين يرغب بمراجعة هيئة الاستثمار لبحث إقامة مشروع خاص به وسألني من أين ابدا وكان ذلك بوجود أحد الأصدقاء  المحامين و تفاجأت انه ينصحه بالذهاب الى شخص معين ليساعده برغم أن الرجل يتوفر  معه كافة  الوثائق ولن  يجد  أي صعوبة في إتمام معاملته ولن يحتاج واسطه من أي أحد.

يجب أن نرسخ ثقافة سيادة القانون بدءا من المدرسه وحتى الجامعة وان نوجد نص قانوني صريح يجرم الواسطة مهما كان نوعها وهدفها.