حسن الخلق

في أول يوم في رمضان، أجدني منشدا للكتابة حول حسن الخلق، خاصة وأن أول ما نفقده في هذا الشهر الفضيل سعة الصدر، واحتمال الآخرين، وحسن الخلق!

يقول أحد الصالحين: حسن الخلق هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: حسن الخلق ألا تغضب ولا تحقد، وقال آخر: والبشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هين: وجه طليق وكلام لين!

فحسن الخلق هو كظم الغيظ لله، وإظهار الطلاقة والبشر والعفو عن الزالين وكف الأذى عن الآخرين. 

وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أكمل المؤمنين إيمانا, أحسنهم خلقا) صحيح الجامع للألباني، وقال ابن القيم يرحمه الله: (الدين كله خُلق، فمن زاد عليك في الخُلقِ زاد عليك في الدين).

وقد رغّب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتخلق بالخلق الحسن وذلك بإظهار عظيم أجره وثوابه، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا) حسنّه الترمذي.

- كما أخبر بأنه أكثر ما يدخل الجنة عندما سئل عن أكثر شيء يدخل الجنة فقال عليه الصلاة والسلام: (فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق) صححه الترمذي - كما أخبر عليه الصلاة والسلام أنه من أكثر الأعمال تثقيلا للميزان فقال عليه الصلاة والسلام: (وما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن). 

- كما أخبرنا أن العبد ليدرك به درجات العباد المخبتين لربهم فقال عليه الصلاة والسلام: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم) رواه أبو داود.

- وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من حسن خلقه كان من أحب عباد الله لله سبحانه وتعالى فقد قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه: يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله؟ قال: «أحسنهم خلقا».

- كما أخبرنا بأنه خير ما اعطي الإنسان, فقد سئل صلى الله عليه وسلم «ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: خلق حسن».

حسنا..

سيىء الخلق .. كيف يحسن خلقه؟ أعني هل من طريقة لتحسين الخلق القبيح؟

يقول العلماء أن هذا لن يتم إلا باتباع إمام المرسلين لأنه خير من حقق هذا المقام فقد قال الله عز وجل عنه: «وإنك لعلى خلق عظيم،فهو القدوة في هذا الجانب، وقال تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة»، فعلى من يريد أن يحسن خلقه أن يدرس سيرته عليه الصلاة والسلام في كل جوانب حياته ليعلم كيف كان تأدبه مع ربه ومع الناس ومع أهله وأصحابه وغير المسلمين، ومما يعين على حسن الخلق مجالسة الأتقياء لأن الإنسان يتأثر بمن يجالسه ويخالطه