النشامى يقدم أوراقه التنافسية بأداء طيب أمام كرواتيا

قدم المنتخب الوطني لكرة القدم مباراة كبيرة أمام مضيفه الكرواتي، ورغم الخسارة 1-2 في مباراة ودية جرت أول من أمس على ستاد ريبكا، إلا أن "النشامى" فرض نفسه منافسا قويا لمنتخب حل وصيفا في مونديال روسيا قبل نحو ثلاثة أشهر، وقدم أداء جيدا يبعث على الاطمئنان والسرور، قبل الشروع في ما تبقى من مباريات ودية، تسبق أول لقاء للمنتخب الوطني في نهائيات كأس آسيا أمام منتخب أستراليا، يوم 6 كانون الثاني (يناير) المقبل في أبو ظبي.
وربما توقع كثيرون أن يأتي الفوز الكرواتي بأكبر من هدفين مقابل هدف، نظرا لفارق التصنيف بين المنتخبين، بالإضافة الى فارق العمر الاحترافي ونوعية الأندية التي يلعب لها اللاعبون في كلا المنتخبين، لكن المنتخب الوطني تعامل بواقعية مع مجريات المباريات، آخذا بعين الاعتبار القدرات الفردية والخبرة وعاملي الأرض والجمهور بعين الاعتبار، فكان الالتزام التكتيكي، من حيث التغطية الدفاعية بأكثر من جدار دفاعي، ومن ثم الانتقال الى الهجوم المرتد السريع، بالاعتماد على انطلاقات ياسين البخيت وموسى التعمري ومحمود مرضي، مكن "النشامى" من فرض أسلوب لعبه، وعدم إفساح المجال أمام الكروات للتحرك في المساحات التي يرغبون بها الا في حدود ضيقة، وإن كان يؤخذ على المنتخب ضعف التعامل مع الكرات الثابتة المرسلة داخل منطقة الجزاء، من حيث تردد وضعف الحارس معتز ياسين في الخروج عن مرماه في الوقت المناسب، وغياب الرقابة الدفاعية عن اللاعبين طوال القامة رغم أن المنتخب يضم ثلاثة مدافعين طوال القامة هم: يزن العرب وطارق خطاب وبراء مرعي، والأخير رغم أنه يلعب بديلا، إلا أنه قدم حضورا طيبا في مباراة أمام منتخب كبير.
وبخلاف ما جرى في مباراة ألبانيا التي لم يقدم فيها النشامى الكثير وانتهت الى التعادل السلبي، فإن المنتخب الوطني كان أكثر إقناعا في مباراة كرواتيا، وربما تمنحه المباريات الودية المقبلة أمام الهند والسعودية في عمان يومي 17 و20 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأمام قيرغزستان وقطر يومي 20 و23 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، فرصة للاستعداد للنهائيات الآسيوية، في الوقت الذي برع فيه المدرب البلجيكي فيتال، في توفير الدعم المعنوي للاعبين من خلال تكرار الثناء على الأداء خلال مجريات المباراة.
وسنحت للمنتخب فرص حقيقية عدة للتسجيل، خصوصا تسديدتي موسى التعمري وسعيد مرجان، كما أغفل الحكم عن احتساب ركلة جزاء واضحة للنشامى في الشوط الأول، بعد تعرض التعمري للدفع من قبل المدافع دوماجوف فيدا.
فيتال سعيد
وطبقا لما نشره الموقع الالكتروني لاتحاد كرة القدم، فقد أكد مدرب النشامى فيتال أن المنتخب الوطني قدم أداء يستحق الثناء رغم الخسارة 1-2.
ولفت فيتال، خلال مؤتمر صحفي أعقب اللقاء، إلى أن المنتخب أظهر التزاما تكتيكيا عاليا رغم تغيير طريقة اللعب خلال معسكره في أوروبا الى 3-5-2.
وأضاف: "قياسا بالوقت القصير الذي قضاه الفريق معتمدا على أسلوب تكتيكي جديد، فإن ما قدمه اللاعبون أمام وصيف كأس العالم في ملعبه يعد مبشرا للغاية ويبعث على التفاؤل بما هو قادم".
وشكر مدرب المنتخب الجماهير الكرواتية على حفاوتها بالنشامى طوال فترة إقامته في رييكا، مؤكدا أن معسكر أوروبا حقق الأهداف التي وضعت من أجله.
بين النشامى والكروات
لعب النشامى بتشكيلة قوامها معتز ياسين، طارق خطاب، يزن العرب، براء مرعي، فراس شلباية، ياسين البخيت، عبيدة السمارنة (سعيد مرجان)، خليل بني عطية، محمود مرضي (يوسف الرواشدة)، موسى التعمري (صالح راتب)، عدي القرا (بهاء فيصل).
ورغم غياب بعض الأعمدة الأساسية بسبب الإصابة أمثال إبراهيم الزواهرة وإحسان حداد وأنس بني ياسين وأحمد سمير ومنذر أبو عمارة ويزن ثلجي، إلا أن الأسماء الجديدة بدأت تفرض نفسها، بحيث يكون الاختيار للأفضل أداء وليس للأسماء والأندية.
3 لاعبين أردنيين شاركوا أول من أمس في المباراة، والسؤال أين يحترف هؤلاء اللاعبون؟.
للإجابة عن السؤال، فإن موسى التعمري يلعب في "أبويل القبرصي"، كما يلعب ياسين البخيت في "دبا الفجيرة الإماراتي"، فيما يلعب المهاجم عدي القرا مع "ظفار العماني"، كما يلعب بقية اللاعبين في الفرق الأردنية.
لكن ماذا عن اللاعبين الكروات؟، وهل يعني استبعاد المدرب زلاتكو داليتش أربعة من النجوم هم: مودريتش وراكيتيتش وبيريسيتش وكوفاسيتيش، بأن المنتخب الكرواتي ليس بالمنتخب الذي لعب بكأس العالم؟.
5 لاعبين ظهروا في التشكيلة الأساسية أمس لعبوا مع كرواتيا في المباراة النهائية لمونديال روسيا أمام فرنسا، وبقية اللاعبين يحترفون في كبرى الأندية الأوروبية.
المنتخب الكرواتي لعب بتشكيلة ضمت حارس المرمى دومنيك ليفاكوفيتش "دينامو كرواتيا"، والمدافعين كارلو بارتوليتش "نوردشيلاند الدنماركي" وديجان لوفرين "ليفربول" دوماجوف فيدا "بيشكتاش التركي" وانتونيو ميليس "أندرلخت" ولاعبي الوسط ماريو باساليش "اتلانتا" وميلان بادلج "لاتسيو" وماركو روج "نابولي" والمهاجمين ماركو بجاكا "فيورنتينا" وانتي ريبيتش "اينتراخت" واندري كرامارتش"هوفنهايم"، كما أشرك لاعبين آخرين في الشوط الثاني وهم: ماتيج متروفيتش "كلوب بروج" وتين جيدفاج "باير ليفركوزن" وفيليب براداريتش "كالياري" وماركو لافايا "ايك أثينا" وايفان سانتيني "اندرلخت"، وهنا يتضح الفارق الاحترافي بين لاعبي المنتخبين، كما يتضح أن التشكيلة الكرواتية تعتمد على عناصر مؤثرة في أنديتها الأوروبية، ولم يكن المنتخب الكرواتي سيئا بالشكل الذي يهضم منتخب النشامى حقه في المثابرة والاجتهاد.
ماذا قال مدرب ولاعبو كرواتيا؟
مدرب المنتخب الكرواتي زلاتكو داليتش، زار غرفة غيار لاعبي منتخب النشامى بعد نهاية المباراة، وقدم للبعثة قميص المنتخب الكرواتي، وأثنى على أداء "النشامى"، وأكد أن المباراة حققت الهدف المنشود، وإن كان لاعبو كرواتيا عقّدوا الأمور على أنفسهم.
- تين جيدفاج: كنا نعلم أن المباراة ستكون صعبة، لأننا لا نعرف شيئا عن المنتخب الأردني، ونهنئ أنفسنا على الفوز، كما نهنئ المنتخب الأردني على الأداء الجيد.. الفوز كان مهما لنا للعودة الى طريق الانتصارات.
- ميلان بادلج: أنا سعيد للفوز، وكنا مدركين أن هذا ليس مستوى كرواتيا مؤخرا، ولكننا كنا بحاجة للفوز في المباراة التي طغى عليها بعض الخشونة.
- إيفان سانتيني: المنتخب الأردني كان خصما قويا وارتفعت معنوياتهم بعد تسجيلهم هدفا "محظوظا"، وما نزال بحاجة الى خلق فرص أفضل لتسهيل مهمة المهاجمين.
- دوماجوف فيدا: الأمر المهم هو تحقيق الفوز بعد 3 مباريات لم نفز بها، والمباراة حددت مستوى الأداء الفردي ولم يكن أداؤنا رائعا، والمهم أنه لم يتعرض أي لاعب للإصابة.