يا خرزاتي...ماع ماع
صحيح أن التاريخ لا يكرر نفسه مرتين ،لكن الأصح أن هناك شعوبا تقع في ذات الأخطاء التي تقع فيها شعوب أخرى، دون أن تكلف نفسها عناء الاستفادة من خبرات الغير .....لا بل أن هناك شعوبا- نحن العرب منهم- تكرر ذات الأخطاء التي وقعت فيها اكثر من مرة، لكأنها تعيد فيلما سينمائيا على بكرات تالفة.
لم يعتقد المرحوم كريستوفر كولومبوس، ومن بعده، أمريكو فيسبوتشي بأنهما سيزيدان العالم ضيقا- وليس اتساعا- عند اكتشاف قارتين جديدتين . وبالتأكيد لم يكن ضمن مخططات أي منهما بأن يجعل احفاد المستوطنين الأوائل من العالم قرية كبيرة تحت دوي طائراتهم وصواريخهم البالستية.
المستوطنون الأوائل كانوا (يضحكون) على السكان الأصليين هناك، ويبادلونهم الخرز الملون وقطع الزجاج اللامعة بالذهب ، وكان هؤلاء الذي تمت تسميتهم ، خطأ،بالهنود الحمر يفرحون بهذه الخرزات والزجاجات، ويعلقونها في رقابهم وفي ثقوب انوفهم وفي أي مكان ممكن من اجسادهم.
بعد زمن تعلم الهنود الحمر بأن هذه الخرزات عديمة القيمة أمام الذهب ، فبحث المستوطنون الأوائل عن وسائل أخرى لسلب خيرات السكان الأصليين ، ولما لم يجدوا قاموا بإبادة معظمهم، وسرقة أوطانهم بأكملها.
نحن العرب العاربة والمستعربة ، لم نستوعب الدرس بعد ، وبعد المرور بملايين التجارب والأخطاء التي نكررها كل يوم - على عكس المؤمن – الذي لا يلدغ من الحجر الواحد أكثر من مرة واحدة، فقط لا غير. .
نحن العرب العاربة والمستعربة، ما زلنا ننخدع بالخرز الملون والزجاج المصقول ونستبدله بالذهب والألوان عن طيب خاطر ، لا بل ما زلنا نعتقد انها صفقة ضيزى..بالنسبة للفرنجة.
اضطر المستوطنون الأوائل في الأمريكيتين ، الى ابادة معظم الهنود الحمر للاستيلاء على اراضيهم، وحبس من تبقى منهم في مستوطنات معزولة داخل اراضيهم. أما نحن فنستبدل أوطاننا بالخرز..... وبدون خرز حتى.
أما من احد من الهنود الحمر يعلّمنا دروس التاريخ، مقابل اطنان الخرز الملون الذي علقناه في رقابنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟