تعرف على اسباب الانتحار في الاردن
وفق احصائيات مديرية الامن العام فان اعداد حالات الانتحار اخذت بالتزايد خلا ل السنوات الاخيرة اذ بدأ التزايد منذ عام 2012 حيث سجلت 86 حالة وارتفعت في عام 2013 الى 108 بينما بلغت عام 2014 (100) حالة وازدادت في عام 2015 الى 113 حالة ثم في عام 2016 بلغت 120 اما العام الماضي فقد ارتفعت الى 130 حالة.
ووفق اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي فان الاردن يأتي بالمرتبة الـ 103 من دول العالم بالانتحار لافتا أن الانتحار مشكلة عالمية اذ يقدم سنويا حوالي مليون شخص على الانتحار من معظم دول العالم بمعنى ان كل 40 ثانية يقوم شخص بمحاولة الانتحار.
واشار الى ارتفاع حالات انتحار الاحداث والقاصرات اذ شكلت وفق د. الخزاعي ما نسبته 18% من اعداد المنتحرين في الاردن لافتا ان الفئة العمرية ما بين(18 - 27) عاما هي الاكثر اقبالا على الانتحار وان ثلت المنتحرين اعمارهم تترواح ما بين 18 - 33 عاما.
وبين د. الخزاعي ان معظم المنتحرين في الاردن من الذكور بينما ربعهم من الاناث.
وحول طرق الاردنيين في الانتحار قال د. الخزاعي ان غالبية المنتحرين يستخدمون الشنق كوسيلة للانتحار ومنهم من يستخدم السلاح الناري او الحرق او رمي النفس من الاماكن العالية.
وحول الاسباب التي تدفع للانتحار قال د.الخزاعي ان عدم الثقة بالنفس من خلال الهروب من مشكلة معينة،وفقدان الثقة بالمحيط لمن هم قريبون من الشخص الذي يحاول الانتحار سواء الاهل او الاصدقاء تدفع للانتحار، بالاضافة الى فقدان الثقة بالدولة أو بالمجتمع اذ يقوم المنتحر بإيصال رسالة الى المجتمع أو الاهل من خلال هذا السلوك، مبينا ان من اهم الاسباب التي تدفع للانتحار هي المشاكل الاجتماعية والاسرية والتي تشكل 18% والفشل والاحباط 18%، والابعاد النفسية التي تشكل ربع حالات الانتحار بالاردن، المشاكل العاطفية 8%،وثلث حالات الانتحار غير معروفة السبب.
واضاف ان غالبية المنتحرين هم من العاطلين عن العمل والطلاب والاحداث حيث بلغت اعداد حالات انتحار العاطلين عن العمل العام الماضي 6 حالات، فيما اقدم 23 اجنبيا مقيما في الاردن على الانتحار.
وطالب د. الخزاعي بتعديل القوانين، من خلال تحويل الشخص الذي حاول الانتحار الى الطب النفسي حتى يتم معالجته ، بدلا من تحويله الى السجن لان هذه العقوبة ستؤثر على حالته النفسية ويعاود التفكير بالانتحار مرة أخرى.
من جانبه نفى أمين عام وزارة العدل سابقا المحامي أحمد جمالية وجود نص قانوي يجرم المنتحر او من حاول الانتحار، وقال لا عقوبة ولا تجريم الا بنص فلا يتم محاكمته أو تجريمه أو معاقبته.
موضحا جمالية ان المشرع جرّم المحرض على الانتحار بالوضع بالاشغال الشاقة من 3_ 15 عاما، اذا توفي المنتحر، اما اذا نجم عن محاولة الانتحار عجز أو عاهة يحكم على المحرّض من 3 شهور الى 3 سنوات وفقا لنص المادة 339 من قانون العقوبات.
وطالب د. الخزاعي بوجود سجل وطني لتسجيل اعداد حالات الانتحار وفق احصائيات رسمية .
مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الافتاء الدكتور حسان ابو عرقوب اكد حرمة الانتحار وقال ان الانتحار حرام، ومن أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، لأنه قتل للنفسٍ التي حرم الله قتلها فنفس الإنسان هي ملك لله تعالى وليس لصاحبها..
وايده الرأي عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور عبد الرحمن الكيلاني الذي عد الانتحار من اعظم الكباير التي نهى الله تعالى عنها .
واكد عدم خروج المنتحر عن الاسلام وان كان ارتكب ذنبا عظيما بانتحاره لقوله صلى الله عليه وسلم ' وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ عُذِّبَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ'.
وحول دفنه في المقابر الاسلامية قال ان المنتحر يدفن في مقابر المسلمين لان ارتكاب الذنب لا يعد سببا للخروج عن الاسلام في عقيدة اهل السنة ما لم يستحل هذا الذنب.