انفر شوابسوقة.. من الظهور المونديالي التاريخي إلى المشجع الأول لمنتخب السلة

يدرك المتابعون لكرة السلة المحلية أن التأهل لكأس العالم ليس بالأمر الهين؛ حيث يتوجب على اللاعبين المرور بطريق شائك ومليء بالحواجز التي يصعب تخطيها.
ولا يوجد من يدرك هذه الحقيقة أكثر من اللاعبين أنفسهم، خصوصا هؤلاء الذين مروا بتجربة مشابهة، ويعد لاعب المنتخب الوطني السابق انفر شوابسوقة أحد هؤلاء اللاعبين الذي رفعوا علم الأردن في منافسات كأس العالم 2010 التي أقيمت في تركيا.
يقيم "صائد الثلاثيات" حاليا في الولايات المتحدة، لكنه ليس منقطعا عن السلة الأردنية، خصوصا وأنه يتمتع بعلاقة مميزة مع اللاعين والجمهور على حد سواء، وهو الآن متحمس لرؤية "صقور الأردن" في الدور الحاسم من تصفيات مونديال 2019؛ حيث يفتتح الفريق مشواره بلقاء كوريا الجنوبية بعد غد.
وأكد اللاعب الذي أسهم في تحقيق إنجازات عديدة للسلة الأردنية على صعيد الأندية والمنتخب الوطني، أن اللاعبين الحاليين يملكون ما يلزم للتأهل إلى النهائيات العالمية للمرة الثانية، وقال انفر في حديث خص به "الغد": "شاهدت لقطات عديدة من المباراتين الأخيرتين في التصفيات، شعرت بالحماس لما رأيته وأؤمن حقا بأن الأردن يمكنه التأهل إلى كأس العالم إن شاء الله، أعتقد أن لدينا صانعي الألعاب، المصوبين، ولاعبي الارتكاز الجيدين، إضافة إلى الصلابة المطلوبة للمضي قدما في هذا المشوار".
وأضاف: "إذا تماسك اللاعبون معا، ولم يفسحوا مجالا للأصوات الخارجية للتأثير على الفريق فإنهم سيتأهلون، أعرف أن العائلات والأصدقاء يريدون الأفضل للاعبين، ولهذا أعرف أيضا أن هذا الأمر ربما يخلق بعض المشاكل فيما يتعلق بالأهداف العامة للفريق، إنهم يميلون لدفع اللاعبين لتحقيق النجاح الفردي على حساب الفريق ككل، كان علي التعامل مع هذا الأمر عندما كنت لاعبا، لكن تركيزنا على التأهل إلى نهائيات كأس العالم كان قويا".
واعترف انفر أن نظام التصفيات الجديد لكأس العالم لا يستهويه ولا يصب في صالح المنتخب الوطني بشكل عام، وقال: "لا أحب طريقة تأهل الفيبا الجديدة، أعتقد أن المنتخب الوطني يستطيع اللعب بشكل أفضل إذا منحنا اللاعبين المزيد من الوقت للتدرب والعمل معا، أعتقد أنه ما تزال هناك أمور لا تسير في صالحنا لأن مسابقاتنا المحلية بشكل عام ليست قوية مثل البلدان الأخرى، ويضطر اللاعبون إلى البقاء لفترات طويلة بدون خوض المنافسات، لكن هذا هو الحال، أعرف أن اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني ليسوا بصدد البحث عن أعذار وسيقدمون أفضل ما لديهم".
ولعب انفر إلى جانب مدرب المنتخب الوطني سام دغلس لفترة طويلة وكان من اللاعبين الأكثر قربا له على الصعيد الشخصي، ولهذا السبب يجد انفر أن تحول سام لعالم التدريب ليس مفاجئا بالنسبة إليه، وأردف: "لن أقول إنني توقعت تحوله إلى التدريب عندما كنا نلعب، لأنك كلاعب تفكر فقط في أداء المباريات، لكني لست متفاجئا من أنه أصبح المدرب، لقد كان مدربنا فعليا على أرض الملعب، معظم اللاعبين يركزون فقط على أدائهم، لكن سام بذل جهدا كبيرا لجعل الأمور سهلة بالنسبة لزملائه والمدرب أيضا، كان جاهزا لهذه المهمة قبل توليها، سام يعرف ما يتطلبه الفوز، فعل ذلك كلاعب ويحاول الآن نقل هذه العقلية للاعبين من مقعد المدرب".
ووجد انفر صعوبة في المقارنة بين الجيل الذي تأهل إلى كأس العالم 2010، والجيل الحالي، لكنه أشار إلى بعض القواسم المشتركة: "أرى بعض التشابهات، كان أيمن دعيس وزيد الخص سابقين لعصرهما، يمكنهما تقديم ما هو أفضل في حال تواجدوا حاليا مع أسلوب كرة السلة الحديث الذي يدفع لاعبي الارتكاز للتصويب البعيد".
وتابع: "لكن هناك قاسمين مشتركين بالنسبة إلي، أعتقد أن الجيل الجديد يحب اللعبة ويريد التحسن، ربما يقومون بعمل أفضل منا في ما يتعلق بالناحية البدنية والعمل على تحسين خطط لعبهم، القاسم الثاني هو الصلابة، كنا نملك فريقا متماسكا بحق نستطيع من خلاله مجاراة مختلف الفرق بدنيا، الفريق الحالي يمكنه القيام بأمور مشابهة، شبان أمثال أحمد حمارشة وموسى العوضي وزيد عباس وأحمد الدويري ودار تاكر ويوسف أبو وزنة ومحمد شاهر يستطيعون تكوين التماسك الذي يقودنا للفوز".
وعادت الحياة إلى ملاعب كرة السلة عل صعيد المسابقات المحلية هذا العام، ويعتقد انفر أن مرحلة التوقف الطويلة أضرت بتطور اللعبة، قائلا: "كل مرة تتوقف عن العمل في وقت يستمر فيه منافسوك، فإنك تتخلف وراءهم، البلدان الأخرى استمرت مسابقاتهم المحلية بشكل طبيعي في وقت لم يستطع فيه لاعبونا المنافسة، وهذا ما يعد ضربة قوية، يجب أن نشيد باللاعبين لتمسكهم باللعبة، إنهم محترفون لدرجة أكبر مما يتصورهم البعض".
واستطرد: "كنت سعيدا بمشاهدة لقطات فيديو من الدوري المحلي الجديد، ورأيت الناس يتوافدون لمؤازرة ناديهم، هذا أمر رائع، بإذن الله سيستمر الوضع في التحسن كي نرى لاعبينا يشاركون في دوري محترف حقيقي، وهو ما يعد من وجهة نظري الطريق الأمثل لزيادة عدد المواهب في البلاد، لكن أعرف أيضا أنه يصعب على الأندية حاليا الإنفاق على رواتب اللاعبين، نطلب دائما من اللاعبين تمثيلنا، ربما يتوجب علينا الطلب من المؤسسات دعم الرياضة لصالح بلادنا أيضا".
وأشاد انفر على وجه الخصوص بالمستوى المميز الذي يقدمه المجنس دار تاكر في صفوف المنتخب، مبديا إعجابه أيضا بجميع اللاعبين المتواجدين حاليا: "أحبهم جميعا، أعرف ما يمكن لزيد عباس وحمارشة والعوضي وشاهر ومحمود عابدين تقديمه، مراقبة تطورهم أمر ممتع، استلم دار تاكر المهمة عن راشيم رايت، إنه يقوم بعمل مذهل رغم أنه لا يتدرب مع الفريق سوى لفترة قصيرة، يمكنني تخيل ما يمكنه أن يقدم في حال قضى المزيد من الوقت مع اللاعبين".
وقدم انفر كلمات تشجيعية للاعبين الجدد بقوله: "أتطلع لمشاهدة التطور الحاصل على اللاعبين الجدد، مثل أبو وزنة ومالك كنعان وأمين أبو حواس، أعتقد أنهم يملكون الموهبة اللازمة لمواصلة التطور، لكن من المهم التحلي بالصبر والاحتفاظ بالثقة، لأن البعض يعتقد أن الوقت حان مبكرا بالنسبة إليهم".
ويتذكر انفر مشاركة الأردن الأولى في كأس العالم: "كانت تجربة رائعة، أعرف أن الناس يعتقدون أن أفضل ذكرياتنا من البطولة كانت تتعلق بمنافسة اللاعبين والمنتخبات الكبيرة في العالم، لكن لأكون صادقا، أفضل ذكرياتي هو تواجدي مع زملائي والمدربين، أشتاق كثيرا لهؤلاء الشبان أكثر مما يعتقدون أنفسهم، الذكرى الأكثر تميزا هي رؤية علم الأردن والاستماع للسلام الملكي في هذا المحفل، عندما رأيت العلم وسمعت النشيد، شعرت بالذهول والفخر، لا توجد كلمات مناسبة لوصف الشعور، أتمنى أن يشعر اللاعبون الحاليون به قريبا".
ويبتعد انفر عن كرة السلة حاليا، علما بأنه عمل بعد اعتزاله اللعبة ككشاف في فريق لوس أنجليس كليبرز الأميركي، والآن يتطلع لمتابعة مشوار المنتخب الوطني في التصفيات، وختم حديثه بالقول: "أشتاق للأردن، أشتاق لزملائي، أشتاق للدوري وللمشجعين كثيرا، لا أطيق الانتظار حتى أعود مجددا وأرى الجميع، وأول ما سأفعله هو تناول الفروج في مطعمي المفضل!".