أحسن الرئيس صنعاً ..!
جراءة نيوز - د. سامي علي العموش
لا يشك اثنان في قدرة الرئيس في طرح الأولويات والخروج من المآزق أو أماكن التقتيل ليحقق من خلالها انتصارات كان ممكن أن تشكل ضربات قاتلة لحكومته في وقت يصعب فيه طبخ قانون مثل قانون ضريبة الدخل في وقت قصير وفي دورة استثنائية فقد عمد الرئيس إلى احقاق الدورة الاستثنائية إلا أنه أفرغها من القنبلة الموقوته التي كان يمكن أن تؤدي الى اتجاهات مختلفة كون الفترة الزمنية قصيرة ولا تعطي الرئيس ولا المجلس القدرة على صياغة واقناع الشارع بالقانون من هنا أشهد له أنه كان عميقاً وجريئاً في الطرح والمناورة ضمن ثوابت معروفة، وهنا يعطي لنفسه القدرة على طرح القانون في الدورة العادية ليأخذ مداه بعيداً عن السلق وحتى لا يتم تسييسه وتسويقه بأنه قانون لا يخدم الشرائح المختلفة لذا لا بد من طرح القانون عبر قنوات مختلفة منها الإعلامية والأكاديمية والتواصل مع القواعد الشعبية لطرح القانون بكافة أبعاده وأهدافه ومن هي الشرائح المستهدفة حتى يتسنى اقراره بشكل سلس ونهائي.
وفي مجال آخر نجد بأن الرئيس يجهد نفسه ويستنزف طاقاته لتغطية عيوب المواقع التي لا تستطيع الوصول الى المواطن والشارع وهذا ان دل على شيء انما يدل على عدم قدرة شاغلي هذه المواقع وادارتها بالشكل الذي يتناسب وطبيعة المرحلة والدور، وأعتقد جازماً بأن هذه الزيارات سواء الى مواقع وزارية او قيادية ستؤدي حتماً الى احداث تغييرات مرتقبة لن تطول كثيراً لتقنع الشارع والرئيس معاً بأننا نسير بالإتجاه الصحيح.
ان الرئيس معني اكثر من غيره في احداث التغيير ولو حتى في الحدود الدنيا وانا اسجل له قدرته على التواصل والإستماع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرد عليها بسرعة تفوق الحكومات السابقة إلا ان الحمولة الزائدة والغير قادرة على تبني الرؤيا الحقيقية للحكومة لا بد من التعامل معها في التوجيه والإرشاد في المرحلة الأولى وان لم تستجب وتدخل ضمن الرؤيا فلا بد من التخلص منها والدفع بدماء جديدة تحمل المسؤولية بشكل متناغم مع التوجهات للحكومة الحالية وهنا أؤكد وللمرة الثانية أننا أمام تغييرات لا بد منها لتكون عامل بناء لا هدم في المسيرة المنشودة مشيراً إلى الدور الإعلامي في ترسيخ الرؤيا والفهم للمرحلة الجديدة التي يتبناها الرئيس ولنعترف بأنه رجل يقرأ ويستمع ويحاكي الاخر بما يتناسب، ولكن الحكومة ليست كلها 'عمر' وعمر لن يكون أبداً في كل الأماكن ليقدم الحلول فالأصل أن هناك أشخاص مؤتمنين ومفوضين في صناعة القرار ولا ينقصهم شيء إلا الثقة في قراراتهم وتحملهم السؤولية لقناعتهم بحسن ما اتخذوه من قرارات،إن اشراك اصحاب الخبرة في مواقع المسؤولية سواء من المؤسسة المدنية او العسكرية يعزز صناعة القرار لما لديهم من تراكمات وفهم عميق للمعطيات والأماكن وديمغرافية السكان بحيث يصبحوا معنيين لا متكئين على صاحب القرار . هذه رؤيا احملها بـأمانه إلى الرجل الذي أحترمه وأقدره وأقدمه دولة الرئيس الذي اشهد شهادة حق بأنني لا تربطني به صلة أو نسب أو علاقة إلا ما يخدم الوطن وقيادته .