ما وراء الرابع .. برستيج وكشفية

تتبدل الأيام وتنكشف الكثير من التغييرات والتوجهات وما يحاك من تحت الطاولة هنا وهناك ، وما يتم الحديث به على الملأ من تأجيج نحو الظلم يتحول فجأة إلى مصلحة خاصة لفئة بعينها لتكون تأجيجا أو ركوب موجة على حساب أمواج أخرى ليس أكثر ..

كي لا يفسر الكلام في نحو الغرابة والغموض ، فإن ما نعنيه هو تصرفات نقابة الأطباء التي رفعت أسعار الكشفيات لتناقض نفسها وبرفقة نقيبها الذين دعوا الناس وطالبوا الجميع بالاضراب والتوقف عن العمل رفضا لقانون الضريبة - الملقوي- الجائر ، وكانت تظاهرات الرابع انعكاس لكل تلك التصريحات من النقابات بفظاعة الضرر الواقع على المواطن إذا ما طبق هذا القانون ودخل حيز النفاذ ..

فأين هتافاتكم وأنتم تدعون الناس لرفض هذا القانون ، وتطلبون التكاتف من كل من ينضوي تحت مسمى النقابة أن يرفض تقديم الخدمة ليكون جنبا الى جنب مع المواطنين في رفع ومنع ذلك الضرر ..

فما الذي يجوب في عقولنا غير أن رفض القانون من قبلكم لم يكن سوى هروبا من الضريبة كمطلب أول لا رأفة بالشعب كمطلب حقيقي؟؟

وهل يجوز لمهنة الانسانية أن تأخذ منحى صناعة الثروة والمال فمن أين للمواطن الذي يقبع راتبه على نفس الخانة من وزارة المالية ممنوع من الصعود والنمو لا بل وقد تم اقتصاصه واقتطاعه هنا وهناك على رسوم وضرائب وقروض ومخالفات ومصاريف حياتية ليصبح اليوم البحث عن الشفاء ندا لكل تلك الأنداد على وليمة جيب المواطن ..

"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "
وكفاكم أيتها الطبقة التي فيها الكثير ممن يعمل تحقيقا لبرستيج لا لنبل وانسانية ..

هذه المهنة لا تقبل المساومة ، ولا تحتمل المزايدة فمن أين لرجل لا يملك قوت يومه أن يأتي بثمن الكشفية التي تسبق ثمن الدواء أصلا ..

لا تصعبوا الحياة على الناس ، فكل الطرق أمام المواطن طويلة وهل أصبحت العافية أيضا على نفس الخريطة ؟؟