الناس ملت !!
جراءة نيوز - خاص-كتب المحرر- محاربة الفساد في الاردن لا يحتاج لفلسفة خاصة بقدر ما يحتاج الى اعترافين اولهما ان هناك شعبا واعيا متيقطا والثاني انه لم يعد يحتمل فساد الفاسدين على مختلف انواعهم وبات ينظر اليهم كديناصورات او حيتان من عصر ما قبل التاريخ.
شعبنا الواع بات يشك بكل الاجراءات الحكومية الداعية الى مكافحة الفساد ويتهمها البعض انها محاولة للهرب الى الامام وان جل ما يطلبه هو فتح الملفات الحقيقية للفساد الملفات القديمة التي مازالت مشرعة بوجهه والتي دوما ما يتساءل اين ذهبت مقدراته وشركاته وامواله ويطالبون الوضوح في تلك المحاربة او اقلها الاعلان عن فتح جميع الملفات على اختلاف انواعها ومساءلة الجميع من اين لكم هذا .
المطلوب من الحكومة الشفافية التامة وتفعيل حق الحصول على المعلومة الفوري وليس المؤجلة حيث انه حين تنتهج الحكومة نهج الشفافية فهي بذلك تقطع دابر المرجفين ومطلقي الاشاعات والتي مست كما راينا في الوقت السابق كل عزيز لدينا ووقع المجتمع لها أسيرا واصبح يأخذ معلومته من عواصم الدنيا كلها ما عدا عاصمته عمان وهو ما أدخل الأردنيين في نفق الشائعات الذي لن يغلق قبل أن تتخذ الدولة خطوات كبرى تؤكّد صدقيتها واحترامها لشعب أصبحت تحرّكه الرياح الهوجاء من كل حدب وصوب.
وان على رجال الحكم احترام عقول الناس ومشاعرها وفقرها وجوعها وإحباطها عند الحديث عن الفساد وتضخّمه في البلاد لا أن نقرأ عناوين بلا مضامين وفساد بلا مفسدين حقيقيين ظاهرين مثلما اعترف احد المسؤولين في وقت سابق بقوله يوجد لدينا فساد ولكن لا يوجد فاسدين.
الناس اصابها الملل من اسطوانة التخدير وهي ليست ساذجة ولم تعد قادرة على الانتظار لسنوات لترى مخرجات التحقيق ولم تعد تؤمن بمثل تلك التصريحات الخجولة والتي تخرج من هنا وهناك تريد ان ترى الفاسد ومن دار في فلكه وقد جر الى السجن والاعلان بكل صراحة انه تم استعادة الاموال المنهوبة منه لا الانتظار ان يقوم ذلك الفاسد باعلان استسلامه واعادة الاموال التي نهبها لوحده وهو ما لن يحدث .
المطلوب من الحكومة احترام عقول وكرامة الشعب الصابر وردم فجوة انعدام الثقة التي بنتها الحكومات المتعاقبة سريعا وعدم اشغاله بالركض اليومي وراء مصادر رزقه والتي بات يظن ان كل تعبه وعمله هو للانفاق على الفاسدين ورفاهيتهم.
المواطنين اصبحوا على حافة الانهيار فلا تتركوهم للانواء المتلاطمة وملوا الحديث وهم بحاجة لان يروا عملا حقيقيا يخدمهم
ويخفف من اهاتهم والامهم.
يمنع الاقتباس الا باذن خطي من ادارة جراءة نيوز