أصوات المدربين تعلو رفضا لتوصية إلغاء دوري كرة 21 سنة
تعالت اصوات المدربين الوطنين لكرة القدم، بالرفض لتوصية أحد أندية المحترفين، بإلغاء بطولة الفئة العمرية تحت 21 سنة، وطرح فكرة الاستعاضة عنها ببطولة تحت 12 سنة، والتي تقدم بها أحد أندية خلال خلوة البحر الميت التي عقدت مؤخرا، تحضيرا لإنطلاق الموسم الكروي 2018-2019، مجمعين على أن هذا القرار إذا تم اعتماده من قبل اتحاد الكرة "سيقتل" جيلا مهما للأندية والمنتخب الوطني الأولمبي-على حد وصف عدد من المدربين-.
مدرب الأهلي عيسى الترك أكد في حديثه ، أنه يرفض هذه التوصية فنيا، مؤكدا أهمية هذه الفئة في رفد المنتخب الأولمبي وتقديمها لمواهب قادرة على العطاء للكرة الأردنية، مشيرا إلى أن هناك في أوروبا بطولات معتمدة على صعيد الأندية والمنتخبات لفئة تحت 21 سنة، في الوقت الذي أكد فيه أن الاستعاضة عنها ببطولة تحت 12 سنة لا يفيد الكرة الأردنية، خاصة وأن هناك بطولات بالأكاديميات الكروية التابعة للأندية واتحاد الكرة لهذه الفئة، مبينا أن هذا الطرح يهدم الجيل الاولمبي، والمفروض أن تعمل الأندية والمنتخبات الوطنية في منظومة واحدة للحفاظ عليه، باعتباره الجيل الرديف لفرق الأندية والمنتخبات الوطنية.
وأضاف: "لو تم اعتماد هذه التوصية، فإنه سيحبط ما يقارب 360 لاعبا في هذه الفئة العمري لدى أندية المحترفين، وعلينا الاستفادة من تجارب دول قريبة، لا سيما قطر والسعودية، وأذكر أن الراحل محمود الجوهري طالب بإقامة دوري لهذه الفئة خلال مهمته الفنية في مصر أو الأردن، وتشكيل منتخب رديف من جميع المحافظات لهذه الفئة، والسؤال أين سيذهب هذا الكم الهائل من اللاعبين ومنهم المميزون الذين يتم ترفيع عدد محدود لصفوف فريق الكرة الأول، وغيرهم يتوهون، ما يستدعي الاهتمام بهذه الفئة، واقتراح اقامة دوري فرق أندية المحترفين الرديفة للمحافظة على المواهب يستحق الدراسة، فضلا عن الخدمة الاجتماعية التي تقدمها الأندية لهذه الفئة العمرية، والمحافظة عليهم بدلا من دفعهم إلى المقاهي وغيره".
ذات الرأي، اتضح في كلمات مدرب السلط أسامة قاسم، الذي استخدم مصطلح "قتل" جيل كروي مهم للأندية والمنتخبات الوطنية، مؤكدا ضرورة وحتمية وجود دوري تحت 21 سنة من الناحية الفنية، للحفاظ على تسلسل الفئات وتطور قدرات اللاعب لخدمة فريق ناديه والمنتخب الاولمبي والكرة الأردنية، مبينا أن هذا الاقتراح خرج من أندية تعاني ضغوطات الاحتراف المالية، الأمر الذي يفرض على اتحاد الكرة والأندية ايجاد الحلول المالية البديلة عن الغائها، معتبرا أن دوري تحت 12 سنة مقام بطبيعة الحال في بطولات الأكاديميات الكروية.
وأكد قاسم، أنه ضد فكرة إقامة دوري 23 سنة، باعتبار أن اللاعب يصل لهذا العمر ولم يخدم ناديه، ليس لديه قابلية على التطور، مشددا على الاهتمام بالفئة 21 سنة عوضا عنها، والذي يسهم في تأسيس فرق رديفة، والأندية دورها تقديم المواهب التي تخدم المنتخب الأولمبي وفرق الأندية..
ما طرحه قاسم خالف بعضا منه المدرب الوطني بلال اللحام، بتأكيده على أهمية اعتماد دوري 23 سنة، والذي يعتبره يحتضن المواهب التي لم يحالفها الحظ بالوصول للفريق الأول، وإعطائها فرصة في فريق 23 سنة الرديف للوصول مجددا للفريق الأول وكذلك المنتخب الاولمبي، إلا أن اللحام اتفق مع سابقيه في رفض إلغاء دوري 21 سنة، كونه نقطة انتقاء المواهب لفريق الكرة الأول، مستشهدا بتجربة فريق الرمثا الحائز على لقب هذه الفئة بالموسم الماضي، وتقديمه 6 لاعبين إلى فريق النادي الأول بالموسم الحالي.
وتابع اللحام: "أنا ضد إلغاء دوري هذه الفئة السنية المهمة في تطور اللاعب، ومع اقامة بطولات لغاية تحت 23 سنة، وتعميمها بمنطق بطولة الفريق الرديف الذي يحافظ على تطور المواهب العديدة التي تتدرج بمختلف فرق الفئات وصولا لهذه الفئة، والتي من شأنها أن تقدم خدمات جليلة من خلال الجيل الاولمبي للكرة الأردنية".
وذات الصوت علا من مدرب الفئة العمرية تحت 19 سنة في نادي الوحدات محمود شلباية، الذي رفض التوصية، على اعتبار أنها تتناقض والمنطق الفني التطويري التتابعي للفئات العمرية الكروية، منوها في الوقت ذاته أن فرق الأندية لا تستوعب الكم الهائل من المواهب التي تقدمها هذه الفئة لفريق الكرة الأول، الأمر الذي يفرض على اتحاد الكرة ايجاد مظلة فنية لحماية هذه المواهب التي تخدم المنتخب الاولمبي، وشدد شلباية على أن اللاعب الذي يصل هذه الفئة ولم تخدمه قدراته بالوصول لفريق ناديه الأول لا يستحق البقاء، ورفع صوته بضرورة الحفاظ على المواهب الملفتة للإنتباه ولم يخدمها الحظ لتمثيل فريق ناديه في دوري لاحق لهذه الفئة، يحافظ على استمرارية الجيل الأولمبي ورفده للمنتخب الألمبي والأول للكرة الأردنية-على حد تعبيره-.
وأردف شلباية قائلا: "دوري فئة تحت 12 سنة موجود في نشاط الأكاديمات التابعة للأندية والمنتخبات الوطنية، وهو نقطة الاساس في المدارس الكروية لتقديم المواهب للفئة العمرية الأعلى، ولا داعي لإستحداثه، ولا منطق بإلغاء دوري فئة 21 سنة، والأصل أن تتفق الاندية واتحاد الكرة على استحداث دوري فرق الأندية الرديفة لتقديم المواهب والمحافظة على الجيل الاولمبي الهام في جسد الكرة الأردنية".